الفصل العاشر

12.5K 475 23
                                    

الفصل العاشر 


خرجت زهرة بعد دقائق من حجرتها وعيناها منتفختان من كثرة البكاء تحمل حقيبة سفر كبيرة بيدها وسارت بخطوات بطيئه الى الباب وقبل أن تفتحه نظرت الى رائد ولكنه كان يشيح بوجهه بعيدا فخرجت وأغلقت الباب خلفها بهدؤ .

عبس رائد بقلق بعد خروجها ونظر الى ساعته وكانت السابعه والنصف فطمئن نفسه أن الوقت مازال مبكرا وسوف تجد زهرة سيارة أجرة بسهولة ولكن القلق عليها كان قد غزا عقله بالفعل ومنع نفسه بصعوبه من اللحاق بها فيجب أن تعاقب على خطأها , أخرج هاتفه وحاول الأتصال بعمار مرة أخرى فوجد الهاتف مغلقا هذه المره فزفر بضيق وفكر فى الذهاب اليه ولكنه يعرف عمار جيدا يجب أن يتركه وحده على الأقل هذه الليله لذا سينتظره عندما يأتى ليأخذ الأوراق فى الصباح ويتحدث معه ويطيب خاطره , أخذته قدماه الى حجرة نوم زهرة وكان يهم بالأتصال بأمه ليخبرها أن تتوقع وصول زهرة ولكنه توقف وقد لمح مكتبها ولاحظ أن كتبها لم تمس .. فكيف ذهبت بدونهم ؟ وأدار نظراته بالغرفه.. كان كل شئ كما هو لم يتحرك شئ من مكانه فداخله الشك وفتح خزانة الملابس ووجد كل ملابسها معلقه ومرصوصه بترتيب وهذا يعنى أنها لم تأخذ منها شيئا ومر بخاطرة مشهد خروجها والحقيبه الكبيرة التى كانت تحملها بيد واحده وكأنها لا تزن شيئا ... لأنها كانت فارغه بالطبع

- يا بنت ال.. .

فتح رائد باب الشقه فوجدها واقفه تستند على الجدار المواجه للباب والحقيبه ملقاه بجانبها أعتدلت واقفه ونظرت اليه بلهفه ووالدموع تسيل على وجنتيها وقالت

- كنت عارفه أنى مش ههون عليك تسبنى أمشى لوحدى فى نص الليل .

قال ساخرا بغيظ

- نص الليل ؟ الساعه لسه ماجتش تمانية.. وتانى حاجه كنت عارف أنك هنا لأن كل هدومك وحاجتك زى ما هيه جوه .

نظرت اليه بحزن وألم فقال متبرما وقد بدأ قلبه يرق

- أدخلى .. بلاش الجيران يسمعوا صوتنا .

حملت حقيبتها الفارغه وتبعته الى الداخل , أغلق رائد الباب وعندما استدار أندفعت تطوق خصره بيديها بقوة وتضع رأسها على صدره وقالت بصوت مخنوق

- أنا آسفه .. أنا غلطانه .. وهروح أعتذر لعمار .

لم يحتضنها ولكن قلبه كان قد غفر لها .

***

فى صباح اليوم التالى أنتظر رائد وصول عمار وعندما تجاوزت الساعه التاسعه بدأ يقلق خاصة وأن هاتفه ظل مغلقا منذ ليلة أمس .

تناول أفطاره وجلست زهرة أمامه عاجزه عن الأكل بسبب التوتر فقد أتفقت مع والدها أن تعتذر من عمار عندما يأتى ولكنه تأخر كثيرا , وقف رائد وقال

- أنا هروح له .

وقفت زهرة بدورها وقالت

- هاجى معاك .

رواية : ((  زهرة بين قلبين  ..زهرة بين خريفين  ) )  ..كتابة :  مايسة ريانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن