الفصل التاسع عشر

10.8K 148 3
                                    

الفصل التاسع عشر 


مر رائد على غرفة زهرة فى الصباح فوجدها مازالت نائمه فحاول ايقاظها لتتناول الفطور معه فطلبت منه أن يتركها تنام لأنها ظلت ساهرة بسبب الصداع طوال الليل فتركها ترتاح وأرسل لها الفطور الى غرفتها وبالكاد قد مسته وعندما خرجت من غرفتها بعد الظهر كانت تضع نظارتها الشمسيه الداكنه على عينيها تدارى بهما تحلقهما وأرهاقهما , سارت بعيدا عن الفندق متجنبه أى مكان قد تقابل فيه أحد تعرفه وأتصل بها رائد ليعرف أين هى فطمئنته أنها ذهبت لتتمشى وستعود عند موعد الغداء , كانت الشمس حارقه والجو خانق ولكنها لم تكن تريد العوده .. تريد أن تبقى وحدها فهى غير قادرة على مسايرة أحد وعند أقتراب موعد الغداء أضطرت الى العوده بعد أن تلقت أتصالا آخر من رائد وكان هذه المره غاضبا وقلقا من أختفاءها كل هذه المده وصب هذا الغضب على رأسها عندما دخلت الى صالة الفندق وقد كان يقف ينتظرها بصبر نافذ وأثناء تعنيفه لها دخل عمار وشيرى وهما بملابس البحر راجعين من الشاطئ وتلوى قلبها ألما عند مشاهدتهما , منعت زهرة الدموع من الأنهمار على وجهها بصعوبه وحمتها النظارة الداكنه من فضح المرارة والحزن فى عينيها , أقتربا منهما وقالت شيرى

- هاى .. أيه مابتنزلوش البحر .

سمعت زهرة رائد وهو يرد عليها ولكنها لم تستطع ترجمة ما كان يقول فقد كان عقلها غارقا فى بؤسه , لم تنظر زهرة الى عمار وأستئذنت والدها أن تذهب لتأخذ حمام وتبدل ملابسها فقال

- ماتتأخريش عشان طلبنا الغدا ع البحر .

بعد انصراف زهرة تبعتها شيرى ووقف عمار ورائد الذى سأله بضيق

- حكايتك أيه مع البت دى ؟

مط عمار شفته السفلى ورد

- ولا فى حكايه ولا حاجه .. بنقضى وقت وخلاص .

- مش عادتك يعنى .

- الوحده صعبه فى مكان زى ده .

رفع رائد حاجبيه بأستغراب لقد تحدث عمار بلهجه غريبة عليه وان لم يكن مخطئا فصديقه كارها لما يقوم به , عاد اليه ذلك الشئ الذى يخافه والذى يستطيع أمساكه اذا أراد ولكنه تركه يفلت هذه المره أيضا وقال بسرعه

- أنت حر .. لكن لو عرفت توقعك ماتلومش غير نفسك .

غاب عمار وشيرى عن موعد الغداء وكذلك العشاء وأصاب زهرة الصداع هذه الليله أيضا وعندما لم تكمل طعامها ونهضت لتتركه وسارة وحدهما فى المطعم لتعود الى غرفتها لم يحاول رائد أخفاء قنوته وثار فيها وحاولت سارة أن تخفف عنه .. ما الذى قلب حال أبنته وحال صديقه .. لا يجب عليه الربط بين الحالتين فربما تكون مصادفة أن يتغير حالهما معا ولكن أحساسه ... ذلك الأحساس الذى يصر بشده على دمج الحالتين معا ما معناه ؟ .. وقرر أن يذهب وراءها ليعرف ما بها .. فهو لن يبقى على حيرته الى الأبد .

رواية : ((  زهرة بين قلبين  ..زهرة بين خريفين  ) )  ..كتابة :  مايسة ريانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن