الفصل الخامس عشر
ظلت زهرة فى المنزل ولم تعد تذهب الى الشركه بأوامر صارمه من والدها وعندما أبدت أنزعاجها أخبرها أن هذا سيكون لفترة مؤقته حتى تهدأ أعصاب عمار الذى مازال غاضبا منه ومنها وعندما سافر رائد فى نهاية الأسبوع لشرم الشيخ ذهبت للبقاء فى بيت جدها وقضت يومين مملين .. لقد أفتقدت عمار بشده فقد أنتظرت عودته من بورسعيد بفارغ الصبر وجاءت تلك الحادثه لتبعدها عنه أكثر , لاحظت جدتها تجهمها وفتور همتها فعرضت عليها أن تنزلا للتسوق وأن يتناولا الغداء بالخارج فوافقت على مضض فربما يمر الوقت سريعا حتى يعود رائد من سفرته .
وكان كريم يتصل بها مرة فى الأسبوع ويرسل لها العديد من الرسائل كل يوم فكانت تتعمد الرد عليه بفتور وأن تجعل محادثتهما بعيده عن الرومانسيه فيجب أن تمهد الأمر لأنهاء خطبتهما وعندما عاد رائد يوم الأحد أملت أن يوافق على عودتها معه الى العمل ولكنه رفض قائلا
- مش وقته يا زهرة .
فبقيت فى البيت بقية الأسبوع وعندما أصبح يوم الخميس لم تعد تحتمل .
***
كان رائد جالسا على الاريكه فى مكتبه يتحدث مع ساره على الهاتف
- وحشتينى وعايزك جنبى بقى .. مش هينفع تبقى فى شرم الشيخ وأنا فى القاهرة ونتقابل مرتين فى الشهر .
- أنت مش كنت لسه معايا من كام يوم ؟
- المشكله أنى كل ماسافر وأرجع الموضوع بيبقى أصعب .. عندك حل ليا .
- وشغلى يا رائد ؟
- سيبيه .. وبشهادتك وخبرتك تقدرى تلاقى شغل هنا وفى أكبر فنادق القاهرة .
قالت
- وعدت صاحبة المنتجع أنى مش هاسيبها على الأقل السيزون ده .
- وأنا ؟
تأوهت قائله
- من فضلك ماتعملش كده
بقى صامتا بغضب فتنهدت وقالت بتجهم
- خلاص سيبنى أفكر فى الموضوع وأشوف حل .
كاد رائد أن يبتسم جزلا ولكنه ظل محافظا على صوته كئيبا كما هو حتى نهاية المكالمه .. سيستمر بالضغط عليها بتلك الطريقه حتى تستسلم وتنفذ رغبته بالبقاء فى القاهرة وبعدها يبدأ فى الألحاح عليها حتى تقرب موعد الزفاف وتختصر فترة الخطوبه التى أشترطت أن تكون ستة أشهر على الأقل .. وهذا ما لن يقبل به أبدا وتمتم لنفسه
- هوه أنا صغير على لعب العيال ده .
طرق باب مكتبه وفوجئ بزهرة تدخل وقالت بدون مقدمات
- عزماكوا ع الغدا .
- عزمانا ؟.. أنا ومين ؟
- أنت وعمار .
أنت تقرأ
رواية : (( زهرة بين قلبين ..زهرة بين خريفين ) ) ..كتابة : مايسة ريان
Romansaجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ...ممنوع النقل او الاقتباس رائد وعمار .. كلاهما أصبح فى الشارع .. ورغم أختلاف نشأتهما الا أن الظروف جعلتهما فيه يلتقيان .. فجمعتهما الحاجة الى الأمان والأنتماء .. كانت الحياة عليهما صعبة ولكنها عادلة , تعبوا وأجتهدوا وحص...