" الفصل السادس عشر "

149K 3.4K 106
                                    

أخذت تطالع أولئك الذين يجلسون أمامها مسلطون أنظارهم عليها بقوة وعيون حاده كالصقر تكاد تفتك بها وتحرقها بمكانها ذلك ، ابتلعت ريقها بصعوبة وأخذت تلعب بأطراف أصابعها بتوتر والخوف مسيطر عليها بقوة ، زفر آدم بقوة وهو يحرك عينيه عليها بملل فهي تجلس منذ ساعة أمامهم الآن تحاول الحديث ولكنها لم تستطع إخراج حرف واحد حتى الأن ، تناول كوب الماء الزجاجي عن تلك الطاولة أمامه يرتشف قطرات الماء الباردة حتى يحافظ على هدوئه ولا يفقده الآن ..
وجهت عشق أنظارها ناحيته تطالعه بنظرات غير مفهومه وهي تجد حالته تلك ، تنهدت بأسف وهي توجه أنظارهت ناحية أحمد الذي أخذ ينظر لتلك الفتاة بحقد شديد ..

هتفت السيدة صفيه تخفف حدة الأجواء المشحونة لتلك الفتاة أمامها قائلة بهدوء  :
" خير يا بنتي ؟ انتي عايزة تقولي حاجه  خايفه صح ؟"

طالعتها الفتاة بنظرات بريئه وبدأت الدموع تترقرق بعينيها لتهتف بتلقائية :
" والله انا مليش دعوة يا هانم ، هم هم إلي جبروني أعمل كده "

قذف أدم الكوب الزجاجي من يده بغضب وهو ينهض ليصرخ فيها بصوت عميق قائلا :
" ما تتكلمي يا بت انتي ، هو احنا هنسحب الكلام منك بالعافيه ، هم مين دول ؟ "

انكمشت على نفسها أكثر وهي تخفي رأسها خلف عشق التي كانت تجلس بجانبها لتتحدث الأخيرة بهدوء وهي ترى حالة آدم تلك :
" متخافيش يا حبيبتي ، اتكلمي واحنا هنساعدك "

اومأت الفتاة برأسها لتجفف دموعها وتبدأ بالحديث قائلة :
" أنا اسمي نور و من عيلة فقيرة ومفيش ليا بالحياة دي غير ماما إلي مريضة بالقلب ومحتاجه كل شهر علاج بسعر كبير ، انا لقيت شغل من فترة بشركة السيوفي علشان انا خريجة تجارة ،  وفي يوم طلبني مدير الشركة وقالي هتروحي شركة الزهرواي وتلحقي واحد اسمه ( احمد الزهرواي ) وقالي على تفاصيل بتخص أحمد باشا ، المهم اتفقنا اني الحق أحمد باشا في يوم وهو داخل الشركة وطلب مني أركب المصعد معاه ولحسن حضي مكنش حد موجود قدام المصعد غيره ، وقالولي هتتهميه انه بيتحرش بيكي بالمصعد وناخده السجن ، بس والله معرفش أنهم هيجيبو الصحافه و يصورونا وقتها .. "

انهت كلماتها تلك وهي تنحب بقوة وتتمسك بأطراف فستانها حتى كادت تقطعه من ألم قلبها ، في حين صفق أدم بيديه بسخريه وهو يصرخ :
" برافو بهنيكي على التمثيليه ده يا انسه نور ، واكيد هم إلي بعتوكي علشان تيجي تقولي الكلمتين دول "

حركت رأسها بعنف قائلة :
" لا والله انا جيت أعترف بالحقيقة لوحدي ياريت تصدقوني  "

طالعها أحمد بنظرات كارهه ليهتف لها بسخريه قائلا :
" وايه مصلحتك من كل اللعبه دي يا استاذه ؟ "

ابتلعت مرار كلمات السخريه منه لتخفض رأسها قائله :
" ماما مريضة قلب وعايزة عمليه بأسرع وقت ، الدكتور قالي لو معملتش العمليه يمكن تموت .."

عشق الأدم ( الثلاث أجزاء معا ) مكتملهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن