" الفصل الخامس والعشرون "

135K 2.9K 57
                                    

دقائق طويلة مرت عليه وهو يحدق بها بقوة وقلب مفطور خوفا من فقدانها ! كيف سيحتمل غيابها وهي أصبحت جزء من أنفاسه وحياته ..دقات قلبه الجنونيه أصبحت تخفق بإسمها وحدها ، تخفق بأسم عشق التي تغلغلت في كيان صاحبها لتنير حياته من جديد .. دقات أقسمت أنها لم تخفق بحياتها بهذه الجنونيه سوا لصاحبة العينين الساحرتين التي سلبته عقله قبل قلبه .. تراقصت ثنايا روحه بسعادة كأنها طائر خرج من سجنه ليحلق بحريه بتلك السماء الواسعة وهو يراها بدأت تفتح عينيها ببطء ، اقترب منها أكثر حتى كاد يخترقها ليحمل يدها بين راحت يده برقه هامسا لها بحب :
" متتوقعيش حالتي كانت ازااي قبل ما شوف عينيكي الحلوة دي بتفتح من جديد "

علقت عينيها على عينيه التي أقسمت أنها رأت دموع عالقه بين جفونه !! رفرف قلبها بسعادة وهي ترى نظرات العشق التي تتدفق من عيني حبيبها تجاهه
حاولت النهوض ولكنها لاحظت بأنها لازالت ترتدي ذلك الفستان الأحمر ، عقدت حاجبيها وهي تحاول أن تتذكر ماذا حدث قبل دقائق من الآن ، سرعان ما نزلت دموعها بقوة عندما تذكرت !! اقتربت منه بقوة حتى التصقت بصدره لترفع يديها تحاوط عنقه بقوة وهي ترتعش بقوة .. همست له ببكاء :
" ضمني يا آدم ، ضمني حتى حس نفسي بأمان ، ضمني حتى أنسى الماضي ، مش عايزة افتكره يا آدم مش عايزه !! "

انقبض قلبه بشدة وهو يضمها لثنايا روحه قبل جسده يشدد عليها وكأنه يخشى اختفائها بأي لحظه
أغمض عينيه وهو يفكر بحالتها تلك ، همس لها بطمأنينه :
" أنا معاكي وهفضل معاكي لأخر نفس بحياتي ، اهدي وخليكي بحضني وهتكوني بخير "

شددت على عنقه أكثر وهي تدفن وجهها بين ثنايا صدره ، حسمت أمرها ستخبره بذلك الحادث الذي قلب حياتها وجعلها تترك والدتها وتأتي هنا ، هو زوجها ومن حقه أن يعرف ما مرت به وما جعلها في هذه الحاله .. !!

أخرجت رأسها من داخل صدره وهي تمسح دموعها بطرف يدها ، نظرت له بقوة ممتزجه ببعض الخوف
أمسكت قوتها الباقيه لتهتف له بحزم :
" آدم انت عايزة أعترفلك بحاجه كده ، بس بتمنى تصدق كل حرف هقولهولك ، إلي هقولو دلوقتي هو سبب في خوفي منك وبعدي عنك .. "

طالعها بنظرات جاده وهو يمسك بيدها قائلا :
" اي حاجه هتقوليها مش هتغير من عشقي ليكي "

زفرت بهدوء لتبدأ حديثها وهي تتذكر تلك الليلة التي سبقت مجيئها الى  ... !

فلااااش باااااك
كانت تجلس بغرفتها الصغيرة ، مستلقيه على سريرها تحمل بين يديها إحدى الكتب تقرأها بتركيز شديد حينما وجدت باب غرفتها يفتح وتظهر من خلفه والدتها بإبتسامتها الواسعة ، إعتدلت في جلستها وهي تطالع والدتها بنظرات غير مفهومه
هتفت صفاء وهي تنظر ناحية إبنتها بحب :
" أنا خارجة أجيب كم حاجة ، أجيبلك حاجه معايا ؟"

ابتسمت عشق بحب قائله :
" سلامتك يا ماما "

قبلتها والدتها بخفه ومن ثم خرجت من الغرفة بل من البيت بأكمله .. في حين عادت عشق تقرأ كتابها من جديد .. لحظات ووجدت باب الغرفة يفتح من جديد لتتسمر مكانها من الصدمه وهي تراه يقف بطوله أمام الباب يطالعها بنظرات خبيثه ، دق قلبها بخوف وهي تنهض عن سريرها تعتدل في وقفتها لتهتف بخوف متحليه ببعض الشجاعه :
" انت بتعمل ايه هنا يا عمار ؟ وازاااي اصلا تدخلي الأوضه كده من غير ما تستأذن "

عشق الأدم ( الثلاث أجزاء معا ) مكتملهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن