" فصل هدية "

108K 2.6K 144
                                    

فتح عينيه بنعاس بعد أن تسللت لمسامعه صوت ضحكاتها التي بدأت تعلو شيئا فشيئا في أنحاء الغرفة ، وجه بصره بتلقائية ناحية الساعة ليجدها ما زالت الخامسة صباحا ! عقد حاجبيه بتعجب وهو ينهض يتبع صوت ضحكاتها تلك ، وجدها تجلس بشرفة الغرفة برفقة إبنه الصغير "جاسر" الذي كان يتوسد أحضانها مستسلما لحنانها التي لو كانت والدته على قيد الحياة لما كانت منحته إياه !!
ابتسم وهو يطالع ذلك الموقف أمامه بحب ؛ عقد يديه أمام صدره يستمع لحديثهما ذلك ..

تسللت رائحة عطره الأخاذ لتلك الشعله الحمراء ، أغمضت عينيها تتلذذ تلك الرائحة التي تذكرها دائما ، علمت بأنه يراقبها ، ابتسمت بشدة ، فهو لا يتخلى عن عادته تلك منذ أن تزوجا ،؛ استيقظت من شرودها وهي تشعر بيد "جاسر" الصغير تتسلل ناحية بطنها المكورة ، هتف بطفوليه :
" هي اختي قاعدة هنا ليه يا ماما ؟ "

أطلقت ضحكه عاليه من جديد لتجيبه قائله :
" أنا أكلتها "

زم الطفل شفتيه بحزن ، رأت دموعه تسقط بشدة ، لعنت نفسها كثيرا على دعابتها تلك التي عكرت صفو الصغير ، مسحت دموعه بحنان قائله :
" أختك لسه فاضلها كام يوم وهتيجي يا حبيبي متخافش "

استعاد الصغير حيويته من جديد ، في حين وجدت هي أحدهم يحاوطها بمعطف شتوي ، التفتت براسها لتجده هو يطالعها بنظرات حب جارفه ...

انحنى بجذعه قليلا طابعا قبلة على جبينها الأبيض بحب ، ابتسم الصغير بدوره على ذلك الموقف ، بينما اكتفت هي بخجلها الدائم ، هتف لها بحب :
" قاعدين بالبرد هنا ليه يا عشق ؟ "

أنهى كلماته تلك وهو يحملها بين يديه كأنها طفل صغير ، هتف لجاسر وهو يسير بها للداخل :
" تعال يا جاسر وسكر الباب وراك "

وضعها على السرير بحنيه بالغة ، تعلقت برقبته أكثر لا تريد تركه ، ابتسم بدوره بخبث قائلا :
" هتفضلي متعلقه فيا كده كتير ؟ "

أجابته بجرأة قائله :
" لأخر يوم بحياتي "

وبدوره انسحب "جاسر" من أمامهما بهدوء مغلقا الباب خلفه ...

شعرت ببعض الألم أسفل بطنها ولكنها لم تكترث
شاهد معالم وجهها تتبدل للعبوس ، هتف بخوف :
" مالك يا حبيبتي ؟ فيكي حاجة ؟!"

ابتسمت بخفه قائله :
" مفيش ، تعال نام جمبي يا أدم واحضني جامد "

انقبض قلبه لكلماتها تلك ، صعد على السرير بجانبها ، قربها ناحيته برقه لتتوسد صدره العريض ، تمسكت بدورها به كأنه طوق نجاة لها من الآلام التي بدأت تضرب بها بقوة شيئا فشيئا ...

بدأ يستنشق عبير شعرها الأحمر وكأنه المره الأولى بحياته ، همس لها بصوت حنون :
" تعرفي يا عشق ، كل ما أحضنك كده ، بحس إنها المره الأولى، إنتي ليكي سحر جذاب جدا "

عشق الأدم ( الثلاث أجزاء معا ) مكتملهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن