" الفصل الثاني "

189K 3.9K 81
                                    

سقطت دموعها مجددا وهي تتذكر ما كان سيفعله زوج امها بها لولا قدوم والدتها التي كانت خارجة من المنزل لشراء بعض مستلزمات البيت التي أصبحت هي تقوم بدور الزوج والزوجه معا نتيجة زوجها المستهتر الذي أصبح كثير الجلوس بالبيت وقد أهمل عمله الذي بالرغم من ضألة النقود التي يحصل عليها منه إلا أنه كان يفي بالغرض في أوقات الأزمات ، ولم يكتفي بذلك فقط بل أجبر زوجته المسكينة على أخذ قرض على معاشها في ذلك البنك بعد أن أوهمها بأنه يخطط لعمل مشروع صغير سيغير حياتهم للأفضل لتقتنع الزوجه من كلامه ذلك وتسحب قرض على معاشها بكل ثقة منها بأنه تغير ولكن صدمت حينما علمت بأنه قد أضاع مبلغ القرض على لعبة "القمار" التي كانت بمثابة "سوسه" تنخر عظام صاحبها بقوة
لتلاحقها الديون الكثيرة بعد المبلغ الكبير الذي سحبته وتمنع من السفر إلى اي مدينة قبل ان تدفع كل ديونها تلك ..

مسحت عبراتها الحارقة بكف يديها البيضاء وهي تتذكر حال والدتها التعيس الأن ، فربما ذلك المختل سيتسبب لها بمشكلة كبيرة حينما يعلم بأن عشق قد هربت من المنزل بمساعدتها او بالأحرى من البلاد كلها ..

وقفت على قدميها التي كانتا توشكان على السقوط وهي تجر الحقيبة خلفها في صالة ذلك المطار الفخم الذي يعبر عن رقي أهل تلك البلاد وحداثته ، لتتوجه ناحية قاعة المغادرين استعدادا لاستقلال الطائرة التي ستغير بها الى بلاد ستزورها للمره الأولى وستلتقي بأشخاص هناك سيغيرون مجرى حياتها بأكمله ..

همست لنفسها بألم وهي تسير بضياع :
" لو كنت موجود يا بابا مكنش هيحصلي كل ده ...  ربنا يرحمك يا حبيبي ... "

**************************
شهقت السيدة "صفية" بهلع وهي تضع يدها على فمها بصدمة وهي ترى أدم يقبض على عنق أخيه أحمد بقوة وغضب كبير وجسده ينتفض بقوة مفزعه ويبدو بأن عينيه ستخرج من مكانهما نتيجة تلك الكلمات السامة التي سقطت على مسامعه بقوة من أخيه الأصغر "أحمد" الذي نجح باستفزاره بشكل كبير ..

تقدمت من ابنها بسرعة وهي تراه يحاول خنق أخيه الذي بدأ الأخير يحاول إلتقاط أنفاسه بقوة مجاهدا على البقاء ..

حاولت تخليصه من بين يديه ولكن جسدها الضعيف حال دون ذلك وبغريزة الأمومة بدأت تضرب على ظهر أدم بقوة حتى يفك سراح أخيه من يديه القويتين ، وهو لم يشعر بعد كلمات أخيه تلك إلا وأحدهم يضربه بقوة على ظهره ..

هدرت السيدة صفيه بإنهيار قائله :
" سيبه يا أدم ، هتقتل أخوك يا ابني ، الله ينتقم منها ومن  سيرتها إلي تخليك تتحول بالشكل
ده ... " 

وكأنها أرجعته إلى واقعه من جديد ليجد نفسه يمسك بعنف أخيه بقوة والأخر يبدو بأنه سينهار بأي لحظة ، وبسرعة ابتعد عنه يجمع شتات نفسه وهو يلتقط أنفاسه بقوة ومن ثم أخذ مفاتيح سيارته وانطلق خارجا إلى المجهول ...

عشق الأدم ( الثلاث أجزاء معا ) مكتملهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن