الفصل الاول

149K 2K 220
                                    

الصدمة ما هي إلا شعور مؤقت بالشلل.
سرين عادل

توقفت تنظر بصدمة للسيارة البيضاء لا تصدق وجودها أمامها!
أغمضت عينيها لحظة وإنخفضت نبضاتها للحد الأدني من فكرة وجوده في نفس المكان معها!
- انسة روسيل !
ناداها السائق بإستغرابٍ من ذهولها ودموعها التي فاضت دون شعور منها
- حضرتك كويسة ياهانم ؟!
نظرت له بشرود دون أن تجيبه وقد رحل عقلها لذكرى رؤيته في الأعلي، إشتدت يدها فوق الهاتف لا تصدق أنه كان بالفعل هناك ولم تكن تتخيل كما إعتقدت وقتما إستنجدت بيوسف !
نظر السائق بدهشة نحو الجانب حيث نظراتها المصدومة، ثم عاد بنظراته نحو الصوت الذي صدر من إنكسار شاشة الهاتف تحت ضغط أصابعها
- روسيل!
توقف يوسف منادياً عند الباب من توقفها قبل أن يتحرك نحوها مُسرعاً، وبمجرد ما نظرت نحوه حتي إنتبهت للواقع متذكرة والدتها
- متقلقيش أكيد في سوء تفاهم بابا راح هناك متخافيش
إبتلعت ريقها لتُنفي برأسها محاولة عدم النظر نحو السيارة البيضاء
- شا.. شالوا عنها الاجهزة هيخرجوها من العناية
أومأ لها مُطمئناً رغم إرتباكه من الحدث ناظراً نحو السائق الذي قاد السيارة جانبهم في إستعداد لأخذهم
- تعالي متقلقيش.. مفيش حاجة هتحصل إن شالله
جذبها لتصعد في السيارة ودار ليركب جانبها، بينما عينيها قد إتجهت نحو السيارة التي كانت بمثابة كائن مخيف!
*****

العقل أقوي سلاح للإنسان، كدرعٍ مقاوم للصدمات..
مقاوم وليس ضد!
فإن ضغطت الصدمة عليه كثيراً سيتضرر، كهاتف ذكي مقاوم للكسر.. إن سقط بقوة كبيرة سينكسر.
سرين عادل


وقاوم عقلها محارباً بقوة تلك الفكرة المُخيفة
- حاسه بشلل صح ؟!
أغمضت عينيها بقوة لا تصدق وإرتفع أنينها ضاغطة عقلها، لتشهق كغريق يصارع للنجاه.. وتذكرت! ..
تذكرت وكأن أسئلة الفتاه ذكرتها!
إتسعت عينيها علي أشدهما شاعرة بدفئ السائل الذي سال أسفلها بغزارة
وقد تذكرت شيطانها الأول !..
الوجه الآخر من عُملة روسيل !..

- د.. دا.. نا!
همست بصدمة وإهتزت حدقتيها بدموع وذعر لا تصدق.. لا تستوعب ما تراه
!
ضيقت الفتاه عينيها وقد مال ثغرها بغموض قبل أن تقترب من وجهها لتهمس جانب أذنها اليمني
-
حاسه بشلل... يا ميان؟!
أغمضت ميان عينيها التي غرقت بدموعها وصدمتها
ولم تعد تتمني فقد الوعي
بل أصبحت تتمني الموت!
-
كويس إنك فكراني!
همست بوحشية وزادت ميان من إغماض عينيها لتأن بألم شديد شاعرة بحدة الاسنان التي ضغطت فوق أذنها قبل أن يصلها الهمس المخيف والذي نثر الثلوج فوق قلبها وجسدها لتتجمد تماماً !
-
وحشتيني!
إرتجفت بنفضة قوية تملكت منها ليزداد نزيفها الذي كان يخرج بغزارة وكأنه يُخرج ضغطها معه
-
عارفة اني أكيد وحشتك.. بس المرادي أنا اللي هعبرلك عن شوقي!!
انهت حديثها المُبطن بالتهديد طابعة قبلة مقززة فوق شفتيها
-
وهاخد حقي!
همست بصوتٍ كفحيح الأفعي قبل أن تلمس خصلاتها من الجانب لتجذبهم بقوة طابعة قبلتها الأخيرة فوق عنقها ناحية الخلف
- ياميان!
وكانت تلك همستها الأخيرة قبل أن تُلقي خصلاتها بقوة ضاربة وجهها بهم
ورمشت ميان بألم وقد فقد عقلها كل قوته لينكسر في النهاية ويتوقف مُنطفأً ..
ومن البداية قُلنا أنه مقاوم وليس ضد!
*****
قالوا أن اللسان كسيفٍ قاطع لا يؤمن حده!
وأحيانا يمتلك الأطباء هذا السيف.. فنقلهم لخبر فقد عزيزاً لك، في الأغلب مجرد مهنة!
نظرت مديحة بدموعٍ نحو فخرية لتبكِ بشدة وحسرة
- خلاص يا مديحة استهدي بالله.. وبعدين إحنا لازم تجمد عشان روسيل متنهارش منينا
نفت بحزنٍ شديد متذكرة ناهد بتفصيلها ورغم أن مدة مكوثها معهم في بداية زواجها كانت قصيرة إلا أنها أحبتها كثيراً
- لا إله إلا الله.. حاولي تهدي يامديحة مش إجده.. أو نتصل بعثمان وعطية بجي يعاودوا ويخدونا
جلست مديحة هامسة بصدمة من وسط بكائها وكأنها تتحدث مع نفسها
- يعني إيه حديث الدكتور ديه.. إجده ناهد خلاص راحت يعني.. دي لسه صغيرة وبتها محتجاها
مسحت رقة وجهها برعشة وتحركت ذاهبة لدورة المياه قبل أن تسيل دموعها أمام أحد، بينما جلست رقية بدموع تربت فوق ظهر مديحة الباكية .. والجميع لا يعرفوا كيف سينقلون الخبر لروسيل!
*****

وميض العشق.. الجزء الثاني من كيف عشقتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن