الفصل الثالث

54.3K 1.4K 101
                                    

احيانا نكون علي درايا بأن تصرفاتنا خاطئة، ولكن هذا لاننا نري أن جميع الطُرق بها ضرراً أكبر وخطأناً افدح.

دلف يوسف للغرفة ووجدها تنهض من فوق الفراش، تنهض بهزلٍ وتعبٍ يزداد يوماً بعد يوم
-
خليني اساعدك يابتي
تحدثت عمتها ونفت هي بيدها حتي انزلت قدميها بإرهاقٍ من فوق الفراش
تنهدت مديحة ناظرة نحو يوسف بأسي وقلبها بالفعل يحترق في صدرها علي إبنة اخيها التي تحولت لخرقة بالية من فقد الصحة والتعب
-
مالك ياروسيل؟
إقترب منها بحزنٍ وقلبه في ألمٍ كبير من شعوره بالعجز، لا يعلم كيف يساعدها أو يُخرجها من تلك الحالة
- انتِ تعبانة؟
نظرت له بصمتٍ للحظة وتحركت دون إجابة مُتخذة طريقها نحو دورة المياه الخاصة بالغرفة

مسح وجهه متنهداً بقوة وفكرة رؤيتها في تلك الحالة مميته بل هو يشعر أنها تنحره من سيرها كالأموات بتلك الطريقة اليائسة
نظرت زوجة عمها سامي والتي وصلت صباح اليوم برفقة ابنها الاكبر

-
هي مالها مبتردش علينا ليه؟
زمت مديحة شفتيها واقتربت منها متحدثة بخفوتٍ غاضب
-
مبتردش لانها مش بخير ولا انتِ بجي شايفة غير اجده
مال ثغرها بعدم رضا وتحدثت ناظرة نحو اخت زوجها رغم أن حديثها كان موجه لأذن يوسف
-
ومهما كانت تعبانة مينفعش تتجاهل وتجل من الراجل بتاعها جدامنا ولا جدام حد.. دا ولا كأنه سألها ولا كأنه بيكلمها من أساسه..
أغمض يوسف عينيه بملل من طريقتها الغريبة منذ أتت، وليس غبياً ليغفل أنها في النهاية والدة العريس المرفوض.. ذلك العريس الذي سيجعله غير صالحاً لشئ إن صدقت شكوكه
-
هدي النفوس يامرات اخوي.. البت تعبانة وحالتها صعبة حاولي تجدري المرار اللي هي فيه، أمها تعتبر بتموت خلاص
نهضت زوجة سامي بضيق معدلة من وشاحها
-
وهو انا بشعللها يعني.. علي العموم ماشي ياحببتي انا هنستناكوا بره.. جوليلها تشهل شوي مش معجول جاعدين نحايل فيها أكتر من ساعة وهي متجاهلنا كلنا
-
ولو معندكيش نفس تحايلي تقدري تروحي ترتاحي
تحدث يوسف ببرود ناظراً لها بلامبالاة
شعرت بالحرج الشديد من حديثه وطريقته، وعادت تعدل من ثيابها مجيبة بعتابٍ ولوم
-
انت بتطردنا يا جوز الغالية.. اخص عليك مكنش العشم.. ايه عاوزني أرجع الصعيد وأنا لسه جاية من كام ساعة بس
اقترب منها بهدوء ناظرا لوجهها والذي بدا من قسماته الضيق والحقد، بينما كفيه قد إرتاحا في جيوب بنطاله
-
انا مطردش حد انا بقول لو مش قادرة علي المحايلة روحي ارتاحي.. مقصدش سفر للصعيد حضرتك تقدري تريحي في شقة مدام ناهد ولو مش عاوزة ممكن احجزلك اوضة في اوتيل عندنا.. المهم إن لو هتفضلي هنا متلقحيش بالكلام علي روسيل زي ما حصل او ما جيتي وزي ما حصل من شوية
نظرت له بصدمة من جراءة حديثه حتي دون تجميل شيئاً، وتخطته بإمتعاض وتبرم
-
انا واجفة بره مستنياكوا يا مديحة
مال ثغره ببسمة ساخرة ولم ينطق وعلي الاقل هو يري احقيته بالحديث الفج معها ويكفيه حديثها عن إدعاء روسيل للمرض لتصف حالتها بالدلال الماسخ !

وميض العشق.. الجزء الثاني من كيف عشقتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن