الفصل السابع

46.1K 1.3K 135
                                    

التفكير أكبر سبباً للأرق.
سرين عادل

وتفكيره كان كثير حتي أصبح أرقه كبير.. بل ومُلازم له !
نظر
للفراغ من خلف ضباب تبغه الدافئ، لا يعلم كيف يتصرف مع المدعو جميل دون أن يترك المجال لوالده بأن يعرف شئ!
عاد ينفخ الهواء الابيض ماسحاً فوق خصلاته المبللة وقد انتهي لتوه من حمامه البارد وارتدي ملابسه تاركا ارتداء الكنزة لوقت اخر او لحين يشعر بالبرد.. عل ناره تهدأ.
فرك جبينه مُمسكاً اللفافة البيضاء بين شفتيه والي الأن ليس مُقتنعاً بأن يفكر شخص مثل جميل بوضع قناصين!!
كما خوف والده عليه وعلي يوسف وحمايته لجميل ليس بشئ طبيعي.. وليس والده الشخصية الرحيمة ليقلق علي روح جميل الغالية!
وبالفعل بعدما بحث دون معرفة احد توصل !
فلاش باك...
-
ب..بشمهندش موسي!
قالها رائف بتلعثم من حضور موسي المفاجئ في ذلك الوقت المتأخر
دخل موسي الغرفة ناظراً للفراغ حوله قبل أن يعود ناظراً لبندقية القنص الثابتة امام النافذة
-
الجو برد صح؟
سأل بطريقة غريبة ونظر له رائف بإضطراب ودائماً ما كان يرفض التعامل مع موسي خاصة.. ويكفيه ما يسمعه عنه من عدم سماحه بالغلطة الثانية!
-
ايه يا رائف لسانك اتجمد من البرد.. ولا..
من الخوف!
ابتلع رائف ريقه نافياً قبل أن ينهض معتدلا في محاولة للهدوء
-
أأمر يا بشمهندس؟
ابتسم له ولمعت عيناه في توهج خطير إلي أن اقترب مُزيحاً جسده بهدوء ليجلس مكانه ناظرا من عدسة القناصة
-
جامدة القناصة دي.. (شتاير إتش إس.50) .. وزنها 12.4 كغم باين .. وتصويبها الفعال 1500 متر.. طولها كان 1.370 ملم صح؟..
التفت له دون أن ينهض متسائلاً بإستغراب مُصتنع
- بس مش غريب انكوا تجيبوا واحدة من أقوي القناصات في العالم يارائف!
ظل رائف صامتاً فيما تابع موسي بهدوء وكأنه يُفهمه المعلومة ليس إلا!
- دي قناصة نمساوية الاصل علي فكرة ومخزنها طلقة واحدة .. بس ليه مجبتش دراغونوف دا مخزنها 10 طلقات.. وكمان في فبعضها حامي للخد يعني من اكتر البنادقة مريحة للقناصين عشان لما تعد بالساعات وكده ..
وإلتفت له لثانية قبل أن يعود للنظر من العدسة
- بس اكيد جبتو دي عشان اقوي واخطر.. ياااه.. للدرجاتي جميل مربيلكوا الرعب!
رمش رائف بصمتٍ مفضلاً عدم الحديث علي الأقل حتي لا يقع في خطأ يثير من غضبه.. رغم سماعه الدائم أن موسي الهاشمي لا يغضب ولا يثور!!
-
وهم كام واحد بقي يا رائف؟
نظر رائف لظهره لا يعلم هل يجيب أم سيقع مع رشيد حينها وقد أمره بسرية الوضع
وتابع موسي بنبرة باردة وهو يعبث في بُعد ازرار القناصة من الجانب
-
ما لو مقولتش وفضلت تفكر كتير هعلقك علي السطح فوق!
اتسعت عيني الشاب مما سمعه وبمجرد ما تغضن جبينه بدهشة حتي شهق من نهوض موسي فجأة ليقبض فوق ياقة قميصه متحدثاً بنبرة عادية للغاية رغم خطر تحذيرها!
-
والله.. والله يارائف لو معرفتنيش دلوقتِ جميل بيعمل ايه وحاطط كام قناص ومن امتي.. لعلقك من فوق السطح واخليهم يصطادوك!

عودة للوقت الحالي..
مسح موسي وجهه نافخاً دخانه بتفكير وشرود وقد اخبره رائف أن جميل قام بوضع 4 قناصين في زواية مختلفة ورأه بنفسه ذات مرة يتحدث معهم كما أن يجيد استخدام القانصة بنفسه علي ما يبدو
!!
سحب نفس قوي من لفافته كاتماً الدخان داخل صدره قبل أن ينفثه من انفه ممسكا اطار الشرفة بقبضة جديرة بتحطيمه إن كان قابل
دهس عقب لفافته في المطفأة الزجاجية جانبه وقد وضعها فوق الاطار من الجانب
-
انا هوريك هعمل فيك ايه يابن الجيار.. انا هوريك بتلعب مع مين يابن**** !
همس بها متوعدا وخفق قلبه بقوة من الحركة بالاسفل لتتسع عينيه من رؤيته لركض ميان المذعور
تيبس جسده بتشنج من نظراتها للخلف وكأنها ترهب أحدا ما يركض خلفها.. وعندما نظر لموضع نظراتها المذعورة لم يجد الا الفارغ!
وعادت عينيه بصدمة نحو الصوت وما كان إلا صوت إرتضام الماء من سقوطها داخل المسبح الكبير!!
-
ميااان...
صرخ بها راكضا من الشرفة وغرفته للطرقة التي ادت للدرجات التي نهبها قفزا حتي باب الهول الذي وجده مفتوحاً كما تركته اثناء ركضها الهستيري

وميض العشق.. الجزء الثاني من كيف عشقتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن