هبدة الروح..
هبوط حاد في الاستيعاب العقلي..
كل هذا حدث له .. وكأنه تعرض لإصطدام دمر روحه!..
- انا قتلت دانا.. انا شنقتها..
رددتها مجدداً بثبات وهي تنظر للفراغ امامها
رددتها وكأنها في عالم آخر وحتي ضربات قلبه تحت أذنها لا تسمعها ولا تصل لها
وكان هو في حالة ذهول وصدمة وكأن يوجد صدمة أكثر مما يختبرها معها، فقط مع كل حرفٍ منها تتسارع نبضاته المتألمة
- انا قتلتها.. شنقتها ..
رمش عدة مرات مُقطباً من ألم صدره تحت اعترافها المسموم واستمرت هي تردد ببساطة وكأنها تخبره عن شيئا عادياً
ابتلع ريقه مُبعدا جسدها عن حضنه وقد جفت الدماء في عروقه حرفياً وعقله يهاجم صدمة كون ميان قاتلة وبالفعل هي الجانية وليست الضحية !
- انا قتلتها ..
قالتها بيأس رافعة نظراتها لعيناه الثابتة صاحبة الدموع المُتحجرة، وابتلع ريقه مجدداً بإختناق واحتقان تملك من وجهه وهو يسألها بعدم تصديق وفهم
- ازاي؟.. يعني ايه؟.
فتحت فاهها قليلاً وشردت حدقتيها وكأنها سهمت بعيداً عنه
سهمت في ذكري سوداء !
- قلتلها عاوزاها تشرحلي مسألة.. ولما طلعنا كنت خليت الدادة تعلق الحبل وقلتلها هنتمرجح وبعدين ضيقته عشان تتشنق وقلتلها اني هطلع اتمرجح بيه وصممت اطلع الاول عشان تخاف عليا لانها كانت بتحبني
صمتت قليلاً متابعة بضياع وهدوء مخيف تحت صخب نبضه وفوران عروقه
- صممت وهي رفضت زي ما توقعت لحد ما طلعت توريني انه غلط وقبل ما تشرح ممكن يحصل ايه ضربت الكرسي جامد ووقعته ولما لقتها بتعافر وماسكة الحبل شديت رجلها لتحت واتعلقت بيها لحد ما اتشنقت.. سبتها لما لقتها ماتت وجسمها بطل.....
- لا ياميان.. لا.. بس .. بس متكمليش
قطع حديثها نافياً برأسه وقد وضع اصابعه الباردة فوق شفتيها الشاحبة بينما الذهول لعيناه والصدمة لعقله وقد فاز قلبه بالألم والوخزات الناحرة
- موسي!
نادته علي لمسته لها وكأنها تراه للمرة الاولي كما فعلت عندما أتي ورمشت متحركة بحدقتيها فوق قسمات وجهه لتهمس بإحتياج وخوف لم يظهر إلا برداء الهدوء الذي تلبسها
- متسبنيش.. متسبنيش .. انا اسفة
ابتلعت حنجرته صوته ولم تبتلع عيناه دمعة اخري هربت سريعاً في تحرر ساخن كسابقتها قبل أن يغمضها بمرارة ووجع فظيع نافياً داخله بكل ما لديه من قوة انها مريضة.. لا يريد تصديق وضعها الصادم والمخيف..
لا يريد تصديق الطب بكونها خطر!
لا يريد تصديق حديث الطبيب بأذيتها المتعمدة!
طبيب!
وهل الطبيب من جعلها تقتل.. وإن لم يصدق شئ وأصر حتي تركها مع عائلته كيف سيُأمن علي أخيه ووالدته وابيه.. كيف سيُأمن علي روسيل وابنة عمه.. كيف سيحميها من نفسها ويحمي نفسه منها !
تأوه بمعالم وجهه من ألم قلبه وإزدادت تقطيبة جبينه بادئاً بالنفي مجدداً عن طريق حركة بسيطة من رأسه قبل أن يهمس لها مؤكدا بنبرة شبه متوسلة رغم حزمها وقوتها
- انتِ مقتلتهاش.. انتِ تعبانة .. تعبانة ياميان
لم ترمش.. فقط حركة مياهها الزرقاء اكدت له انها تسمعه وتفكر لتُجيب عائدة بحدقتيها الضائعة حيث عيناه
- غصب عني شنقتها .. غصب عني.. متسبنيش
زم شفتيه بعصبية وقبض كفه بقوة من تلك الرجفة التي سيطرت علي أطرافه ونهض من جانبها غير قادراً علي التحمل ليصرخ في وجهها معنفاً
- متخليش الافكار دي تسيطر عليكِ بقولك انتِ معملتيش كده .. انا عارف انك مقتلتيهاش ياميان متقوليش كده عشان خاطري
أنزلت بصرها للأسفل بصمتٍ ودموع ظهرت جعلته يضرب اللُعبة الموضوعة ببراءة فوق الكومود
- متعيطيش.. انتِ معملتيش كده بقولك
- غصب عني
همستها ببكاء نادم وحزين وهاج هاتفاً بعصبية شديدة
- قلتلك اخرسي.. متتكلميش كده .. متعديش تفكري كده
شهقت ببكاء وحسرة جعلت تنفسه يضيق حتي خرج من غرفتها بأكملها لا يصدق ولا يريد
فكيف يصدق أن ميان قاتلة ..
طفلته متورطة..
ابنته مريضة..
حبيبته.. زوجته.. قلبه..
قلبه مذبوح وينزف!
أنت تقرأ
وميض العشق.. الجزء الثاني من كيف عشقت
Romanceوكأن قُبلتها ضربت بوميضٍ قوي إخترق قلبه ! وكأن ما يُنقصه الأن سحر قُبلتها عليه ! وكأن ما لديه من سحر وعشقٍ لها لا يكفي! وبين كأن وكأن.. تعلق قلبه بذلك الوميض .. وميض العشق!