الفصل الثامن والثلاثون

44.4K 1.2K 210
                                    

 

الحياه منظومة قوية إن حاولت اللعب بك ..ضعت!

نظر لنومها الهادئ جانبه ومرت ساعة واثنان وثلاث وهو علي نفس جلسته مُستنداً علي ظهر الفراش يتلاعب بخصلاتها
- عشان خاطري صدقني.. انا مش مجنونة مترجعنيش المصحة
رن صوتها في عقله وابتلع ريقه بألم من جرحها وتأثرها السلبي من بعد تجربتها مع العلاج الذي هدمها
أغمض عينيه بإرهاق قبل أن ينظر نحو النافذة مناشداً الشمس لتسطع والصباح ليحل.. و لم يشعر من بعدها بأي شئ وقد سقط في نوم عميق دون شعور حتي تحرك فاتحاً عينيه بإستغراب من نومته وكان أجمل صباح كما وصفه وقد رأها اول شئ جالسة بصمت تنظر لنومه وعلي الاغلب استيقظت ولم تصدر صوت
- صباح الخير
رمشت بإرتباك من فتحه لعينيه تحت شرودها ونبض قلبها من فكرة معرفته بتأملها له اثناء نومه
- صباح النور
همست متحاشية النظر له وتحرك بأنين من تكسر ضلوعه التي ظلت متكئة علي ظهر الفراش طول الليل
- بتعملي ايه؟!
ابتلعت ريقها نافية بنظرات نحو اصابعها التي بدأت بالترابط في فرك قوي
- مش بعمل .. حاجة
- طب كنت امور وانا نايم؟!
نظرت له وتسارع تنفسها من بسمته العابثة وغمزة عينيه قبل أن يرفع يديه مُتلاعباً في خصلاته
- شفتي المدير موسي وهو صاحي.. فرق شاسع صح
ابتسمت منزلة بصرها لأسفل وضحك ناظراً لجلستها الطفولية جانبه في اتكاء فوق قدميها التي انحنت اسفلها وكأنها تتأهب للسجود
- صاحية من امتي ؟
مطت شفتيها مجيبة بصدق
- مش عارفة.. تقريبا الساعة 9
نظر في ساعته ثم نظر لها بذهول
- بقالك بتبصيلي 3 ساعات!
اتسعت عينيها نافية بحرج شديد وخزي وكانها أخطأت
- لالا.. انا .. ممكن قلت غلط انا لسه صاحية من شوية
رفع حاجبه بمكر هامساً
- يبقي وقتك عدي بدون ما تحسي.. هو الوقت الحلو بيعدي بسرعة وبما انك بتحبيني اوي فمحستيش بأعدتك جمبي
احمر وجهها بشدة ورمشت بكثرة تريد التبرير بعجز واختناق من عدم ايجادها لما تقوله
- طب مفيش بوسة صباح الخير يا روحي؟!
نظرت له بصدمة ودون ارادة اهتز جسدها في خطة للتراجع عندما رأت نظراته العابثة، لكن خطتها فشلت بسرعته عندما جذبها محيطاً اياها في جذبة قوية نحوه لتصبح متكئة فوق ركبتيها
ارتفعت وتيرة انفاسها بقوة مستندة فوق صدره بإضطراب شديد وابتسم لها ناظراً لاعلي حيث عينيها ثم شفتيها قبل أن يتوصل لعنقها النابض الموازي لبصره
- فين بوسة صباح الخير ياروحي؟!
نفت بتوتر شديد ناظرة لمقدمة خصلاته امامها وشدد من ضغطه فوق خصرها
- ما لو مديتهانيش بمزاجك هاخدها انا بمزاجي.. ومزاجي هيكون جريمة بالنسبالك!

*****

- لو حسيت بأي حاجة عرفني
اومأ إياس مُغمضاً عينيه واقترب كمال ماسحاً فوق خصلاته
-
هدخل زيان لما تيجي لانها كلمتني من شوية و منهارة عياط.. وانت حاول تريح ومتجهدش نفسك خالص.. انت هتفضل تحت رعايتي اسبوع اصلاً بس ضروري ترتاح النهاردة كويس
نظر له إياس مُقطب الجبين ورفع القناع بألم متحدثاً بضيق
-
اسبوع ايه.. انا لازم اخرج ضروري
-
انت لازم ترتاح يا إياس ومفيش خروج من هنا قبل يومين ثلاثة علي الاقل.. بلاش جنان انت لسه عامل عملية امبارح ومحتاج راحة
-
بس لو مرحتلهاش هتهرب.. مستحيل اسبها تهرب الحقيرة دي
وهتف كمال به هادراً بعصبية من استمرار علاقته بها
-
وانا نبهت عليك تبعد عنها وكذا مرة.. البنت باين انها مش مظبوطة وانت اكتر واحد عارف دا.. ازاي تفضل علي علاقة بيها كل دا
-
قلتلك مكنتش وقطعت علاقتي بيها بس بنت ال*** لفت علي زيان وقربت منها وخدت منها مليون إلا ولو مجبتش الفلوس بابا هيستفسر وهيبهدل زيان وانا مستحيل اسمح بدا.. ولما قررت احطهم من حسابي عرفت انه هيعرف اني سحبت لانه مراقب الحسابات ووقتها هيسأل فين الفلوس اصلا وراحت فين ولمين
-
انا مش عارف اختك دي وبعدين معاها.. مفهمتهاش ليه إن البنت مش مظبوطة
-
فهمتها.. فهمتها يا كمال بس قلتلك البنت ضحكت عليها وقالتلها انها حامل مني وزيان فكرتني بقول كده عشان اهرب منها واسيبها فكانت بتساعدها عشان خايفة علي البيبي .. انت عارف إن زيان طيبة وبتحسس من المواضيع دي
اغمض كمال عينيه بغضب وتحرك نحو الباب هاتفاً بحزم
-
انت اللي دخلت نفسك في الزبالة دي.. وخروج من هنا ممنوع ولو علي الفلوس انا هسحبهوملك وهكملك المبلغ من ايان وحتي لو باباك عرف قوله انك اديتهوملي ورجعت رجعتهم..
جز فوق اسنانه بعصبية من احتجازه وبمجرد خروج كمال حتي تحرك من فراشه ببطء وأنين ليذهب.. ولو مهما فعلوا لن يتركها بعد ما فعلته به..
ولو مهما فعلت سيأتي بيها ويحاسبها علي تلاعبها به وبأخته تلك الرخيصة !

وفي الخارج كانت زيان تركض مُسرعة ببكاء في الممر حتي توصلت لغرفته يتبعها يوسف الذي استيقظ صباحاً علي بكائها من بعد رؤيتها للخبر في التلفاز لتتصل مُستنجدة به بأن يأخذها بعدما كذب موسي عليها امس بكون لأخيها في العين السخنة يتنزه.. وبالفعل نهض وذهب سريعاً بقلق بمجرد ما اعطي روسيل بعض المهدئات امرا الجميع بعدم ازعاجها او ايقاظها لحين عودته
-
إياس عامل ايه.. حصله ايه.. هو كويس صح؟!
سألت كمال ببكاء شديد وطمئنها مهدئاً
-
متخافيش هو كويس خالص.. هخليكِ تشوفيه هو فاق من شوية وعملناله شوية فحوصات مش اكتر
-
حصله ايه؟ وازاي ؟
نفي بحيرة ناظرة ليوسف واقترب مُجيباً بهدوء
-
في حد طعنه بحاجة زي مفك او مسمار كبير ولكن الطعنة كانت خطيرة لانها كانت جمب القلب.. بس ربنا ستر ووفقنا وعدي العملية بسلام وبدون مضاعفات
اومأ يوسف هامساً بالشكر وتحرك خلفها لرؤيته

وميض العشق.. الجزء الثاني من كيف عشقتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن