الفصل السابع عشر

44.7K 1.3K 116
                                    

 



اختناق كجدران تضغط من جميع الجوانب
..
اختناق كمياه ملئت مجري التنفس ..
اختناق كعزلة في نهاية بئر عميق..
اختناق كإختناقها!..
نظرت بتشوش من دموعها للمرآة تاركة مياه الصنبور مفتوحة كما هي، مسحت عينيها الذابلة متأملة هيئتها وشحوب بشرتها، ودون شعور سالت عبراتها مجدداً لتعود ماسحة وجهها برعشة وعنفٍ
احيانا لا تصدق أنها نفسها الطبيبة روسيل...
لا تصدق ما عاشته ومازالت تعيشه..
لا تصدق وقوعها فريسة لتلك الجريمة وكسرتها بعد نشأتها علي العزة والقوة..
لا تصدق اوقات انهيارها وقوتها التي تدعمها لتظل صامدة حتي الأن!

ابتلعت ريقها بصعوبة عكس هبوط عبراتها التي اصبحت كسيول جارية جانب شهقاتها المكتومة، لا تعرف هل زيجتها نعمة أم نقمة وإن كانت نعمة وبالفعل تخلصت من عائلتها فكيف ستتخلص من أخيه!
استندت علي الحوض بيأس ممسكة حافته بيد واحدة بينما الاخري مضمومة الي صدرها بجبيرة مؤقتة قاموا بوضعها لها
نظرت نحو باب الحمام بصمتٍ من الحركة في الخارج وعقلها يهرب من وجوده مجدداً ومواجهته ولا تعرف كيف ومتي اصبحت غبية لتورط نفسها مع موسي بتلك الكذبة التي بدت حمقاء ولم ولن تنطلي عليه، أغلقت المحبس ماسحة وجهها للمرة الاخيرة قبل أن تتنهد معترفة لنفسها بخوفها وقلقها منه.. بل ذعرها ويكفيها جهلها بموعد استفاقة يوسف بعدما دخل في غيبوبة جراء ما حدث وتعرض له
وفي الخارج دخل الشاب للغرفة!!
دخل صاحب الحركة وليته كان موسي!!

نظر حوله وتحرك ببطئ مُغلقاً الباب قبل أن يقترب من دورة المياه في عزم وتوق للتخلص منها كما أمره سيده!!
فلاش باك..
-
لو مخلصتش عليها مترجعش عشان هقتلك بدالها.. سامع!
ابتسم الشاب بإستمتاع مريض شع من عينيه جانب نظرة الاثارة من شعوره بلذة القتل التي يهوها، والتي كانت سبب وجوده في جماعة رجب !
-
البت شافت وشنا ولو كلمة طلعت هنروح في شربة مية وانا شغلي لازم يبقي نضيف.. هتطلع علي المستشفي من سُكات وانا هظبطلك الوضع.. تخش وتقتلها بهدوء وتخرج ومش عاوز اي حاجة مشبوهة تمسك فيها الحكومة وتقرفنا
اومأ ببسمة وتابع رجب بحزم وتحذير
-
اياك تعمل شوشرة انا بعيد اهه.. والكلام ميوصلش لعمرو باشا عشان ميخسفش نص المبلغ اللي عنده.. انا عارف شكلها وكل حاجة وهديهالك ولا الموزة المقشرة ماعليك الا التنفيذ بنضافة بس
-
اتفقنا ياباشا اطمن خالص واشرب شايك عشان هيبرد
اومأ رجب بإعجاب من تلك الثقة والطاقة الكامنة داخل الشاب والذي فلح في جميع ما وُضع فيه من مهام
- تمام يلا روح الرجالة مستنينك تحت
قالها مشيراَ بالانصراف قبل أن يضع قدم فوق اخري ممسكا بلفافة تبغه
!!!

*****

الوحدة كالبراءة، لا بد من وجود شيء لا واعي فيها.
لويس كرونبيرغر

وميض العشق.. الجزء الثاني من كيف عشقتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن