الفصل التاسع

50.2K 1.3K 95
                                    

 

انتحار!..
ذهابها كان انتحار.. زواجها انتحار.. كل ما تمر به انتحار!


إبتلعت روسيل ريقها بإختناق ناظرة للخارج وقد مرت ساعات منذ إنطلاقهم، شردت في الطريق ولمع عسل عينيها بدموعٍ مُتذكرة حديث والدتها قبل إنطلاقهم
- ( انا مش مصدقة ياروسيل.. ربنا يتملك بخير ياحببتي.. دا يوم المني بالنسبالي وعمري ما اتمنيت حاجة أد ما اتمنيته .. ياااه قلبي بينتفض من فرحته النهاردة يوم فرح وستر أجمل عروسة وبنوتة في الدنيا.. فرح بنتي انا
يلا هصلي ركعتين شكر لله وانتِ كمان قومي اتوضي وصلي قبل ما تلبسي.. ومتعديش تفكري فيا وتعيشي القلق اللي انتِ فيه دا.. انا بقيت كويسة وبصراحة بسبب بوسك بليل مش بعرف انام براحتي فبطلي بقي.. انا معاكِ اهه ومش هسيبك ياروحي )
أغمضت عينيها بدموعٍ مكتومة لا تصدق ما تعيشه ولا تستوعب وضعها، نظرت للخلف حيث والدتها التي نامت منذ ساعة تقريباً ثم تحركت عينيها حيث جانب وجهه لا تعرف كيف سيتصرف معها، وهل سيكون قتلها علي يده أم سيُلقيها بعارها لأعمامها ليغسلوه!
رمشت جفونها بخوفٍ يتملك منها كلما تتقلصالمسافة من الصعيد ولو بميل واحد، وإلي الأن لا تعرف كيف تطور الأمر فجأة وكيف وصلت لتلك النقطة.. نقطة زواجها منه!
ابتلعت غصة في حلقها مُسترجعة لقائها الأول به وحديثهم في المكتب ثم مكالمته وحضوره لبيتها لتتورط معه ومع جميل
وعند تذكرها لاسم جميل إرتجفت يديها كما قلبها في الداخل
- انتِ كويسة!
نظرت بصدمة نحو يوسف أو بالأحري ركزت وقد كانت نظراتها شاردة نحوه!
- ااه.. اه الحمدلله
همست بنبرة متحشرجة بينما عينيها قد هربت في استقامة للأمام
- مبسوطة؟!
ابتلعت ريقها بصعوبة كحركة رأسها المهتزة بموافقة، أغمضت عينيها بقوة ولسانها يريد الصراخ والنطق بكل ما بها !
- عاوزة تقولي حاجة ؟!
نظرت له بإستغاثة وكأن سؤاله بالنسبة لها كالاكسجين بعد إختناق
- قولي.. انا سامعك!
همس لها ناظراً بينها وبين الطريق بهدوءٍ ناقض تماماً قبضة يده التي اشتدت فوق عجلة القيادة
فركت أصابعها برعشة لا تعرف هل تبوح له أم.. كيف تتصرف..
وإن أخبرته كيف ستقولها.. وهل سيتقبل رجل أن تخبره عروسه ليلة دخلته عليها أنها ليست عذراء بسبب تعرضها لحادث.. وهل سيصدق أم سيتهمها ويرميها بالخناجر المسمومة من سبٍ وقذف!
جميعها كانت اسئلة ترن في رأسها قبل أن تلتفت في نظرة مُرتعشة للخلف حيث والدتها النائمة قبل أن تعود ناظرة لوجهه وعيناه الدافئة كما تراهما وقت هدوئه!
- سامعك
رددها بتأكيد وجزت هي فوق نواجذها وداخلها ألف صوت متضاد بالرفض والموافقة!
- ليه مختش رأيي في موضوع الفرح؟
ابتسم لعينيها وقد طالت نظرته..
نظرة سخرية كانت من نفسه قبل أن تكون منها وقد ظن للحظة أنها بالفعل ستنطق بالحقيقة!
- هو انتِ مش موافقة؟!
نفت بإرتباكٍ مجيبة
- لا.. مش قصدي كده.. بس يعني دا قرار المفروض تشاركني فيه
أومأ موافقاً علي حديثها
- عندك حق طبعاً .. بس انا خته بسرعة لسبب معين!
تصلبت نظراتها عليه قبل أن تسأل بإضطراب حاولت إخفائه بكل طاقتها
- سبب.. إيه؟
- جميل!
اتسعت عينيها بصدمة وإلتقط هو ذعرهما في لحظة
- م..ماله.. اشمعني؟
- لما كنت هتعرضله اخر مرة بابا قالي مليش حق.. ويزورك عادي اصله ابن عمك.. فانا هخليكي مراتي بالطريقة اللي بيفهموها عشان لما احاسبه اخرس التخين.. وعشان..
تسارع تنفسها من صمته كما انتفضت من مسكته المفاجأة ليدها قبل أن يطبع قُبلة فوق أصابعها الباردة
- نفسي في كده.. انا بحبك!
هبطت عينيه من عينيها المصدومة حتي عنقها وحركة ابتلاعها القوية
- ايه انتِ مبتحبنيش؟!
نفت بتشتت قبل أن تومأ بتشتت أكبر وأكبر، وترك هو كفها بعد أن فرك أصابعها
- الدنيا حر.. ازاي ايديكِ باردة كده؟
نفت مرة آخرى ناظرة لأصابعها بشرود ضائع وشعور مخيف لا تستطيع تصنيفه أو تفسيره!

وميض العشق.. الجزء الثاني من كيف عشقتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن