الفصل الثامن عشر

42.5K 1.2K 174
                                    

 


إن الله يكلفك بقدر ما يعطيك.
محمد الغزالي

وتلك المقولة وحدها تجعله يتأمل قدرته وطاقته..
وعلي ما يبدو أن طاقته خارقة وكبيرة ليعيش كل هذا!..
ابتسم بسخرية من تفكيره متنهداً بإرهاق ويكفيه أن تلك المقوله أيضاً تصبره وتجعله يهدأ..
أغلق موسي الباب ناظراً في الممر الأمامي كما بدأ بإصدار أصوات تدل علي عودته حتي لا تفزع من تواجده المفاجئ
- انا جيت!
قالها بصوتٍ مرتفع من عدم معرفته لإسمٍ يناديها به وتحركت هي من الفراش بتوتر معدلة من ملابسها باستخدام ذراعها السليم
- متدخلش لوسمحت
هتفت بصوتٍ مرتفع وهي تنهض متفقدة قميصها لترتدي فوقه كنزة طويلة جلبها لها مع بعض الملابس
- طيب انا بره تعالي جبتلك اكل
قالها بصوتٍ مرتفع يصل لها واضحاً وإرتمي بجسده فوق الأريكة براحة من فكرة عودة أخيه الغائب
ولا يعلم كيف يعيش ألمه ويشعر بكل شئ وكأن هو المُصاب!..
وكأن ما يعيشه لا يكفيه..
وكأن حالة ميان لا تكفي..
وكأن الفتاه المتضررة بسببه وحِملها عليه لا يكفي...
وفي الداخل تحركت هي ماسحة فوق خصلاتها بتوتر متمتمة ببعض الآيات القرآنية قبل أن تفتح الباب محاولة تلمس طريقها للخارج حتي تأوهت ساقطة بقوة من تعثرها بحقيبة سوداء كبيرة تركها عامل السباكة عندما حضر في الصباح لإصلاح المياه المنقطعة حتي عودته في الغد
انتفض موسي من سقطتها ناهضاً حيث جسدها الهامد وإقترب بفزع من إصابة فخذها بالمنشار الحديدي
- بس.. بس متخافيش قومي براحة
تحدث مهدئاً رغم قلقه من نزف فخذها الغزير مُستنتجاً حاجتها للتقطيب السريع، ونهض بها ببطئ حتي صرخت من ألم قدمها واضعة يدها موضع الألم الشديد لتشعر بالسائل الدافئ فوق بنطالها الذي شُرط موضع شرط المنشار الحديدي!!

*****

احياناً تكون البراءة سبباً لإيذاء صاحبها.
سرين عادل

ودائماً ما كانت سبباً لإيذائها !
تمسكت بالتراب فوق الأرض من ألم قلبها وصدرها تحت صراخه الفزع وخوفه الشديد
- جوليلي مالك.. اهدي واتنفسي .. جديه رقم الاسعاف وانا اطلبهالك طيب
مالت للأمام شاهقة بألم قبل أن تصرخ بنهيج مكتوم حتي مر الوقت تحت تجمع بعض المارة من حولهم وقد قام احدهم بطلب سيارة الإسعاف التي لم تحضر بعد لعدم إمتلاكه واسطة كبيرة تجلبها علي الفور !
- ميان!
نادها بقلق من هدوئها وإقترب منها متسائلاً بتوجس
- انتِ كويسة ؟!.. حاسه بإيه؟
ابتلعت ريقها بدوار وصورة مشوشة ثم أومأت له حتي يبتعد ويتركها قبل أن تُفاجئ بالمتجمعين حولها
- ابعد..و
همست بوهن لم يصل له ولا لإحدٍ غيرها وحاولت النهوض بترنح وإجهاد وقد سلبتها النوبة طاقتها وقدرتها كاملة
- حاسبي هتوجعي.. جوليلي حاسه بإيه ؟
- ابعدو عني
اقترب محاولاً سماعها وخُيل له ما قالته لينظر للناس مشيراً لهم
- خلص بعدوا متخنوجوهاش.. يلا كل واحد يشوف مصالحه.. هي بجت بخير
- بخير ايه .. انتِ كويسة يا انسة ؟
سألها شاب من المتجمعين مُستغرباً الصلة بينها وبين جميل واومأت بإرهاق معتدلة بعينين مغمضة ونفسٍ ثقيل
- ما جولتلك كويسة.. يلا من اهنيه هي مرتي علي فكرة .. اتفضلوا لو سمحتم
تحركوا البعض بملل والبعض بفضول من حالتهم ورغم عدم تصديقهم لكونه زوجها إلا أن عدم حديثها ونفيها لما قاله كان كافياً لصمتهم وابتعادهم
- عاوزة تروحي فين جوليلي
نظرت له بإختناق ودموع ضاغطة صدرها من ألم رئتيها ، ولانت نظراته بإشفاق من حالتها المذرية
- والله العظيم إن جلبي بيوجعني وبتحرج من خوفك وحالتك دي.. جوليلي بس فيكِ ايه وانا هساعدك وعهد ربنا بدون ما اجربلك حتي.. المهم تبجي بخير وكويسة
ابتلعت ريقها منحنية مجدداً في استناد فوق ركبتيها بسعال قوي من حاجتها للبخاخ وتشنج هو من زرقة شفتيها وبشرتها الشاحبة ليصرخ بجنون وذعرٍ دون شعور

وميض العشق.. الجزء الثاني من كيف عشقتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن