الفصل الثامن

43.7K 1.3K 47
                                    

احياناً نسعي للإرهاق حتي يكون السقوط في النوم إجباراً
وهذا ما يتعمد فعله دون دراية منه..
لكن الظروف عاندته وحُرم من النوم دون ارادة!


صعد الدرجات ببطئ متخذاً الممر المؤدي لغرفته، لا يعلم لما هجره النوم ولا يعلم لما يتمكن العجز منه يوما
ً عن يوم
-
يوسف
ناداه موسي بإستغراب وقد كان يظنه في غرفته منذ وقت
-
انت لسه صاحي ولا صحيت ؟.
سأله بخفوت ونبرة مجهدة وتفقده موسي بقلق قبل أن يقترب منه مجيباً بسؤال
-
انت راجع منين؟.. في ايه ؟
نفي بشرود هامساً
-
مفيش كنت بلف وحاسس بشوية تعب.. يمكن داخل علي دور برد ولا حاجة
قطب موسي جبينه
-
دور برد.. في الجو دا !
-
هروح اخد شاور وانام
أومأ له موسي تاركا اياه بقلق من حالته.. يعلم أنه حَمل كثيراً في العمل إن لم تكن الشركة كلها عليه وعلي والده في الوقت الحالي كما المشفي، ولكن لم يتخيله بتلك الدرجة من الارهاق والوهن
توقف يوسف قبل الوصول لغرفته ناظرا مرة آخرى للخلف
-
اتأكدت من موضوع جميل؟
اومأ موسي ماسحاً فوق خصلاته بضيق
-
اه.. وفعلاً الموضوع مش عادي، لدرجة انه حاطط قناصين.. وصلت النهاردة لرائف وقالي إن جميل حاطط 4 وكمان شكله ليه في الموضوع
أغمض يوسف عينيه بقوة متنهداً
-
كنت حاسس إن جميل وراه حاجة
ظل موسي صامتا بينما تابع يوسف بضيق
-
لو كان شخص عادي عمر ماكان هتجيله الجراءة يبجح كده وقت ما كان جاي يخطف روسيل.. ولا كان بابا هيحميه مني ومنك بالطريقة دي.. بس كده الامور وضحت وطلع بيحمينا احنا مش جميل
أنهي حديثه الساخط ماطاً جسده بأنينٍ متعب لاق بحديثه ونبرته
-
انا هروح انام وانت..
صمت قليلاً ناظرا لباب الغرفة خلف موسي قبل أن يعود بنظراته له
-
هي ميان عندك ؟
ضيق موسي عينيه من معرفته واومأ بصمت، فِيما ابتسم يوسف مستديراً نحو غرفته
-
انا استغربت قفلتك للباب وصوتك الواطي برده.. تصبح علي خير
ابتسم موسي ناظراً لجسده الذي اختفي بعد دخوله للغرفة واغلاقه للباب بهدوء ليتجه حيث المطبخ وكان من البداية هذا سبب خروجه وتركها، فتح البراد الكبير واخرج علبة اللبن معبأً كوب زجاجي كبير، ثم بحث حتي اخرج لفافة جاهزة قام بوضعها في المُسخن لدقائق جعلتها وكأنها طازجة
صعد لغرفته يفكر في طريقة تجعلها تقص عليه كل شئ ويقنعها بالذهاب للطبيب مرة آخرى، وإلا سيخسرها وهو غير مستعداً لذلك علي الإطلاق
انتفضت عندما فتح الباب ناظرة نحوه بذعر ودموع خفق قلبه لها قبل أن تنهض مسرعة من الفراش غير عابئة بإرتدائها لكنزته فقط

-
شايفها؟.. اهيه!
سألته برجفة مشيرة بإرتعاش وهستيريا نحو المقعد في الزواية ونظر حيث نظراتها مُقترباً من الكومود تاركاً فوقه الكوب والطعام
-
انا مقتلتهاش.. مش انا اللي علقته.. انا غصب عني.. انا مش فاكرة بس غصب عني
اومأ لها مقترباً ببطيء من جسدها المرتجف بقوة
-
وانا مصدقكك
-
بس هي بتقول اني قتلتها .. مش انا والله غصب عني
هتفت بصوت مُرتجف وانهيار اصبح وشيك، واقترب حتي توقف امامها حاجباً رؤيتها عن المقعد لتستقر نظراتها المُهتزة صوب صدره، بينما جسدها ظل يتوقف بصعوبة مجاهدا في محاربة السقوط
-
بس دلوقتِ مفيش حد علي الكرسي ورايا ياميان!
نظرت له بدموع نافية بيأس
-
بس انا بشوفها وبتكلمني.. هي موجودة والله
ظل صامتاً، و تابعت هي مشيرة بيدها من جانبه دون أن تحرك حدقتيها عن وجهه
-
انا شيفاها ورا.. انا.. انا مجنونة؟!
قالتها بصيغة سؤال مصدوم ومنكسر، ولم ينُفي تلك المرة تاركاً نظراته الهادئة تجيب بما ستشعر به
-
انا.. انا مش مجنونة صدقني.. انت لازم تصدقني انا كده هموت
أومأ ماسحا فوق خصلاتها من الجانب دون ملامسة كتفها الذي ظهر من سقوط كنزته وقد كانت واسعة الرقبة لتتهدل عليها بطريقة مُربكة
!

وميض العشق.. الجزء الثاني من كيف عشقتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن