وميض العشق.. الجزء الثاني من كيف عشقت

الفصل الثاني والعشرون

ورغمأن سماء الليل مخيفة من ظُلمتها
إلا أنها الوحيدة القادرة علي إظهار لمعةالنجوم..
سرين عادل

وبتأمله لكل ما قِيل عن النجوم اللامعة شعر بأن حياته تتضح!
نجمته لا تلمع إلا في الظُلمة..
ظُلمتها المخيفة .. بل المُرعبة!
- متقربش مني
همست بتوسل محاولة دفعة ببكاء وضاعف قربه مُلامساً ظهرها
- ولو قربت هتعملي ايه ياميان؟.. هتوريني وشك التاني ولا هتقتليني!
نفت ببكاء ناظرة لاعلي حيث عيناه الصارمة بينما يديها مُستمرة بدفع صدره بإرتعاش كان لا شئ من ضعفها
- انا مش هأذيك
- عرفتِ منين؟!
نظرت للاسفل ببكاء شديد ملامسة صدره بجبهتها تلك المرة
- مش عارفة.. بس مش هأذيك
ابتلع ريقه من حالتها وكم آلمه محاولة اختبائها به منه
- انا مش هأذيك.. انا.. انا عاوزة اموت ..
تشنج جسده تلك مرة وطنت أذنه من سماعه لهمسها وتمنيها الموت لتصعد يده عن خصرها تاركاً العبث ليحيطها بقوة دافناً جسدها كله في صدره بينما الصدمة والإهتزاز لنبرته
- من امتي وانتِ بتفكري كده؟
قبضت يديها بتعب من قلة نومها وحياتها التي إنقلبت رأساً علي عقب
- من اسبوع.. انا.. انا مش عاوزة اقتل نفسي بس دماغي بتقولي اقتلها.. انا تعبانة ساعدني.. انا تعبانة اوي ياموسي
شدد من ضمها عندما تراخت قدميها قليلاً، بينما اشتدت وتيرة بكائها داخل صدره
- كل يوم باخد الدوا والله.. كل يوم بعمل كل الدكتور بيقولوا.. ساعدوني انا مش عاوزة اموت.. انا خايفة والله
ابتلع ريقه ماسحاً فوق ظهرها بحنان شاعراً بوخزات قلبه
- متخافيش.. مش هتموتي.. انا مش هسيبك تموتي.. موسي دايماً هيفضل معاكِ وعمره ما هيسيبك.. دايماً قولي لنفسك كده..
قولي ربنا هينقذني من كل حاجة وهخف..
قولي موسي موجود.. قولي موسي هيساعدني ومش هيسبني..
اناعمري ما هسيبك ياميان .. متخافيش ياحببتي انا حاسس بيكِ والله بس.. بس..
صمت بعجزٍ حقيقي من عجزه عن مساعدتها ونجدتها، واغمضت هي عينيها بقوة محاولة كبت شهقاتها ولكن فشلت..
فشلت بتعبٍ شديد وارهاق اصبح فوق طاقتها .

*****

في صبا اليوم التالي..

دموعٍ وهذيان.. انتحابٍ وقلق..

مسحت سعاد دموعها وجسدها يهتز في نفس موقعه بحركة رتيبة للأمام والخلف
- يعني الحكومة خلاص مش هتعرف ترجعلي ولدي
تنهد سامي بقلق شديد من غياب إبنه والذي لم يفعلها من قبل وإن تأخر في العودة كان لأيام وليس لأسابيع
- بس يا سعاد الله لا يسيئك انا مناجصش ندبك ديه
- ندب ايه ياراجل حس علي دمك.. الواد مرجعش من عشرين يوم.. جوم فز وروح انزل مصر وشوف جوز الملوية بنت أخوك ولا أخوه ليكونوا عملوا فيه حاجة
نهض نافخاً بعصبية كما نفض جلبابه بهمٍ أثقل كاهله
- انا سيبهالك مخضرة .. اجعدي كلي في حالك إجده .. سلام
- الله ياخدك انت وإخواتك ضيعتوا ولدي.. الهي يحرج جلوبهم علي عيالهم زي ما جلبي محروج اجده ومحدش حاسس بيا.. الهي يجيلهم سرطان يخلص عليهم واحد واحد.. ربنا يودعك بنصيبة يابنت ناهد ربنا ياخدكم.. اه ياولدي اااه ..
اه ياكبدي ياضنايا