الفصل الرابع

54.7K 1.4K 129
                                    


أحياناً لا نشعر بقيمة الشئ، إلا إذا واجنها فقده.
سرين عادل


جلست روسيل تنظر لنوم والدتها بصمتٍ وإن وافق الطبيب علي مكوثها جانبها طوال الليل لكانت قضته في تأمل قسمات وجهها، نعم تعرف قيمتها ولكن لم تتخيل أن تأملها سيُصبح عشق
-
يلا ياروسيل
نظرت لاعلي حيث يوسف الذي دخل مقترباً من الفراش
-
مينفعش افضل؟!
سألته بهمسٍ خافت متوسل، ونفي برأسه مُبتسماً بحنان
-
للاسف لأ.. هنجيلها الصبح
زمت شفتيها بحزنٍ ونهضت من جانبها خارجة معه بعد أن طبعت قُبلة صادقة فوق كفها
-
مش عاوزة اروح البيت.. بتخنق فيه
نظر لها بصمت فِيما تابعت هي بإختناق
-
مش قادرة مشوفهاش في كل مكان، ولو روحت مش هنام لاني هفضل خايفة اجي ملقيهاش.. دا الاحساس اللي بيكون عندي
أومأ لها مُتفهماً ثم نظر للخلف حيث عمتها، زوجات أعمامها، والدة ميان ووالدته
-
طب واهلك اللي جم عشان يكونوا معاكِ..
نظرت نحوهم بيأس قبل أن تنظر بدموع نحو زجاج غرفة والدتها، إبتلعت ريقها ناظرة لوجهه مرة آخرى بإرهاق عندما تحدث
- والله الصبح هكون عندك وهنيجي.. بس متجيش لوحدك انا مش هتأخر عليكِ
عادت تبتلع ريقها ناظرة لحدقتيه الدافئة وأكمل تحدثه الهادئ
- لو عاوزاني أفضل هنا وكل شوية أصورلك فيديو أنا موافق.. بس انتِ لازم تنامي
إبتسمت له رامشة وسالت دمعة هاربة مسحتها ببسمة أكبر نافية بإمتنان وعجزٍ علي شكره، وقبل أن تتحدث سأل هو بهمسٍ خافت
- ينفع احضنك ؟
خفق قلبها من طلبه الهادئ وكأنه يسأل عن حالها لا أكثر، وقبل أن تستوعب وتُجيب سواء بالقبول أو الرفض وجدت نفسها بين ذراعيه في ضمة حانية رغم ما بها من إحتواء
-
حمدلله علي سلامتها
همس قُرب أذنها وأغمضت عينيها بإرتياح وكأن صدرها كان محملاً بالصخور وإنزاحت فجأة بنهوض والدتها، تنهدت بإرهاق تشعب في أوصالها خلال الأيام الماضية وإبتلعت ريقها من نبض قلبها المتأثر بقربه رافعة يديها بتردد في محاولة لمبادلة العناق
لا تعرف بما تشعر ولكن داخلها إحساسٍ بالراحة وكأنها تستطيع الرؤية الأن
..
وكأن بصفاء عقلها وإنزياح أكبر همومها عَملت العين وعَمل القلب فرأت من حولها ..

مالت برأسها حتي نامت فوق كتفه مُمتنة لمساعدته، ولا تعرف كيف لم ترى مُسبقاً وقوفه جانبها وعدم تركها للحظة واحدة
- انت مش بتنام صح؟
سألته بعينين مُغمضة وابتسم هو مُستنداً بذقنه فوق كتفها
-
اشمعني
فتحت عينيها وابتعدت تنظر لوجهه بصمت تفكر متي يخلد للنوم وهو يداوم في العمل صباحاً ويكون عندها قبل الظهر ليظل حتي نهاية اليوم ولو مهما كان متأخر
-
شكرا
همستها بصدقٍ وإبتسم لها قابضاً فوق كفيها
-
مفيش شكر.. انت مراتي وطنط ناهد زي ماما
-
نامت يابتي؟!
نظرت نحو عمتها واقتربت مُحتضنة اياها بحب
-
اه الحمدلله.. شكرا يا عمتو علي وجودك..
مسحت مديحة فوق ظهرها بينما تنهد يوسف براحة حقيقية، ويكفيه شعور كونها بخير وكأن الحياه قد دبت فيها مجدداً.

وميض العشق.. الجزء الثاني من كيف عشقتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن