روحٌ خائفة !

4.4K 168 57
                                    

خرج علي من المستشفى التي يعمل بها وهو مرهق .. نظر الى الساعة فوجدها تشير الى الواحدة ظهراً .. هذا جيد ..
سيذهب لها ويفهم ماذا بها ؟
تلك التي أتعبت فؤاده ..
تلكَ التي وقفت معهُ حين بكى عمن حولهُ ، تلكَ من يعلم أنهُ مهما أرتكب من الأخطاء ليس بالشخص السيئ ، و تعلم متى يحتاج لها و كم لا يستغني عنها ، يحبها لانها تعلم من هو ، هي الحياة الإيجابية في قلبه ، بسببها بدت له الحياة بكفة وهي بكفة أخرى ..
لكن قلبه منقبض بسبب حالاتها هذهِ .. مشتتة .. باردة .. دموع عالقة دوماً ولا ترضى أن تبكيها .. تظن أنها ستكون ضعيفة إن فعلت !
يقولون ..
يساعد البكاء على تنشيط الدورة الدموية، وذلك لأن البكاء يتخلص من السموم الموجودة في الجسم، فيعطي المخ إشارة للقلب ببدء العمل بشكل جيد .!!
لكن هي لن تصدق بكل تلك الخرافات كما تسميها ...
تنهد بتعب عندما وصل لمدرستها ..
أدار مقود السيارة وذهب عند بوابة المدرسة ..
نظر للبوابة فوجدها فارغة .. لا توجد أي فتاة ؟!
ترجل من السيارة الخاصة بهِ ..
ذهب الى عندَ ذلك البواب ..
رجع وقلبه يقرع كالطبول بسبب خوفهُ عليها ..
قال له البواب .. بأن الفتيات خرجوا جميعاً !!!
أتصل على أمها .. فقالت له بأنها ستأتي الآن ..وأن لا يقلق ..!!
أقفل الخط وأبتسامة شيطانية زينت ثغره .. وهو ينظر لها تتكلم مع شاب وتبكي وتتوسل !!!؟
أمسكها الشاب من كتفيها وهو يصرخ : راح أنشرهن يا عاهرة .. إذا ما تسوين الي طلبته منج !!!!
أرتجفت كل عظمة في جسدها وهي تستمع لصوت علي ...
أراد ذلك الشاب دفعها وأرادت أن تقع لولا اليدان التي تلقفتها ..
نظر لبشرتها السمراء الصافية .. وخرزتيها اللتان تبكيان كثيراً مما جعلَ لونهما يغمق أكثر .. نظر الى خدها المزرق بأبتسامة لا تبشر بالخير ..
أبعدها بخفه عنه وأتجه الى ذلك الشاب الذي يطالع كل شيء بعينان مستغربتان من الذي يحصل ؟ ومن هذا ؟
أتتهُ لكمة جعلته ترتد الى الخلف ..
نظر له بصدمه وذلك لقوته التي جعلته يرتد للوراء رغم بنيته الضخمه ..
أرادَ أن يردها له ..
لكنه أمسك ذراعه ولواها خلف ظهره والأخر يتوسل بأن يتركه !!
حيدر بصوت خشن : بأي أيد ضربتها ؟
: أسف والله أسف ..
صرخ بقوة وشعر بأن روحه خرجت عندما كسر ذراعه اليمنى لدرجة سماع تلك الواقفة بصدمة تناظره بعينان مليئتان بالخوف والرعب من القادم إذا فعل بهذا هكذا ..
فماذا سيفعل بها ؟!
أرتجفت وهي تنظر له يتقدم منها بعد إن كسر لذلك ذراعه وأنفه !!!
سحبها بعنف للسيارة ..
أركبها وأغلق الباب بقوة وغضب عالي ..
أصبح يقود الى مكان غير بيتها ..
أرتجفت بخوف عندما أوقف سيارته بعنف جاعلاً أياها تضرب رأسها .. ويسيل القليل من الدماء منه ..
بكت بعنف وهي تشهق وتنظر له بعينان مليئتان بالخوف والرعب .. منهُ !!!!
من ذلك الذي كانت تحتمي بظهرهِ عندما كانت صغيرة ..
نظر لها نظرة خالية من المشاعر .. فقط البرود يحتل معالم وجهه .. وعيناه تطلب منها أن تقول كل شيء !!!
صرخت بألم عندما سحب وشاحها وخلعهُ ..
سحبها من شعرها بعنف وهي تبكي بقوة ..
ما الذي ستقولهُ الآن ؟؟
نظرت لهُ بعينان مغرقتان بالدموع أرادت أن تتكلم لكنه قاطعها بوضع أصبعه على شفتيها لكي تصمت ..
علي ببرود وهو يسند جبهتهُ على جبهتها : أذا حجيت حرف واحد .. أقتلج !!
ضلي ساكته .. لأني ما أضمن روحي ..
أصبحت تبكي بصمت وخوف وهي تنظر لذلك البيت المهجور الذي أنزلها إليهِ ..
فتح باب الغرفة .. فرأت سرير واسع .. جحظت عينيها بخوف ورعب عندما رماها وحاصرها بيديه الأثنين ..!
ضل ينظر لها بكره مطلق وعشق كبير !!!!!!؟
أرتجفت تحته وهي خائفة ..
هل حقاً سيؤذيها ؟؟
أحتاجكَ حضناً دافئاً أختبئ بهِ من هذهِ الحياة القاسية !!

أنتِ لي (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن