لأكنْ يدكِ وقدمكِ ؛ فقط لا تحزني !

4.9K 196 33
                                    

أستيقظت على أصوات صراخ وضجة كبيرة !!
فتحت أحدى عينيها بضعف ..
أبتسمت بسخرية عندما علمت بأنهُ أحضرها الى بيت أهله ..
لا بأس بذلك .. أهلها علمو بأمرها وكرهوها !!
لا بأس بكره عائلته لها أيضاً !!
أستمعت الى صراخ زوجته ..
دنيا بصراخ : شلون أتزوجت ؟؟ ومنو أتزوجت وحده ما تكدر تمشي .. وكلها أمراض !! حيددررر ...
لحظة .. ماذا .. ماذا قالت ؟
هي لن تستطيع المشي ...!!
جحظت عينيها وهي تحاول تحريك قدميها ولكن ... لا .. لا ..
أصبحت تصرخ بقوة بأسمهِ !!
ثواني أستغرقت وحيدر موجود عندها !!
أمسكت يده بيدها المرتجفه وعينيها تبكي بقوة ..
رهف بصوت مبحوح وهي تبتسم لهُ : ح.. حيدر .. أجيت ..
حيدر أني .. أني .. ما كدرت أوكف .. ما حسيت برجلي ..!!!
حيدر ...
قالت أسمهُ بخفوت وأنخرطت بالبكاء المرير عندما نظرَ بنظرة فهمت معناها جيداً .. هي لن تستطع المشي مجدداً !!
أغمضت عينيها بخجل وألم .. عندما فعلتها على نفسها ...!!
نظر لها حيدر بعينان مغرقتان بالدموع ...
أصبح يصرخ عليهم .. وهو يدفعهم الى الخارج بقوة وغضب ..
حملها بين يديهِ وخبأت رأسها بعنقهُ وهي تتنفس بأرتجاف .. وخوف .. هل حقاً سيتركها الآن ؟ هي لن تستطيع فعل شيء .. هل حقاً سيتركها وحيدة مرهً ثانية !؟؟
أجلسها على المقعد وأصبح يغسل قدميها بحب وحنان وأبتسامة صغيرة على وجهه ..
أغمضت عينيها بخجل وتحدثت بصوت خافت ومكسور : أسفه .. ما كدرت أسيطر على نفسي .. أسفه إذا جاي أخليك بهالمواقف .. إذا متكدر .. تبقيني يمك ع......
قاطعها وهو يقبل شفتيها برقة تامة .. بادلتهُ قبلتهُ وهي تبكي بضعف ..
لم يتكلم ولم يعلق على كلامها أبداً .. هو فقط حملها وحممها بيديهِ ..!!!
خرج من الحمام وهو يحملها بين يديهِ وهي مختبئة بعنقهُ وكأنهُ أبيها !!
حمل الشرشف المتسخ .. ورماهُ ..
رجع أليها فوجد نظرها مصوب نحو الأرض بخجل تام .. فهي فعلاً عالة عليهِ الآن .. وهي حقاً تريد البكاء لرؤيتهُ جسدها للمرة الثانية .. حقاً هي الآن بموقف لا يُحسد عليهِ ...
أنتزع المنشفة منها .. وألبسها منامة للنوم وردية ...
أصبح يسرح شعرها الأبيض الطويل بيدهُ .. وهو بين الثانية والأخرى أما يستنشقهُ أو يقبلهُ ..
أنتهى من تسريح شعرها ..
أدارها أليهِ وهو ينظر لعينيها المحمرتين بسبب دموعها المحبوسة ..
قبل عينيها بكل رقة وحب خالص ..
أغمضت عينيها بيأس وألم ..
لم يتحدث أبداً .. هو فقط أستلقى وجعلها تستلقي بجانبه وهو يحتضنها بقوة ويدفن وجهه بشعرها الأبيض المليئ برائحة الزهور التي يعشقها ...
هو يحبها بطريقة مختلفة قليلاً !!
هو يعشقها حد اللعنة لكنهُ يكرهها !! معادلة مُعقدة صحيح !؟
أصبح يكلم نفسهُ بخنوع ..
لقد اقترفت الكثير من الاخطاء ، لكن هل ستكرهينَني على طول هذهِ الحياه التي لا معنى لها من دون همستك ، لمستك ، ضحكتك ؟
شعرت بهِ يحتضنها بقوة أصبحت تبكي بصمت وهي تتكلم بنفسها بضعف ..
هل يُمكنكَ البقاء بجانبي حتى في ذبول روحي وبهتان شعوري حتى عندما اصبح شخصاً بارداً لا مُبالي,عندما تظن اني لا أُحبك ولا اريدك،وانا فقط مُتعبه من الداخل,هل يُمكنك ؟؟
أبتسمت بضعف وهي تُغمض عينيها بخمول .. وتتمنى أن يكون غداً أجمل .
---------------
عندَ ورد ..
تبكي بصمت وضعف وهي متواجدة بمنزلهِ !!!
نعم .. هو عندما رأها بتلكَ الحالة لم يفعل شيئاً سوى أنهُ سحبها من ذراعها ولم يأبه لصراخ المديرة أركبها بالسيارة بعنف وهي خاضعه لهُ تماماً ...
أوصلها لمنزلهِ .. أقفل البيبان جميعها بحرص وخرج !!!!!
هي الآن تبكي ليس خوفاً منهُ .. لا .. لا ... أبداً .. هي تبكي بسبب ألم فمها .. حقاً هي تتألم بقوة ..
ذهبت الى المرآة فرأتهُ ينزف دماً .. اللعنة الملعونة .. على حظها !!!
أصبحت تبحث بكل مكان عن شاش .. أي شيء تضعهُ على فمهت اللعين ... لكن أختفى كل شيء !!!
صرخت بقوة وهي تشد شعرها بغضب !!!
لكنها صرخت بخوف وهي ترى فأراً كبير الحجم يمشي بأتجاهها ..!!
ركضت الى غرفة حسن وبكل غباء وبلاهة تمتلكها بطلتنا ...
صعدت على الخزانة الواسعة وهي تجمع قدميها وتضمها لصدرها وتبكي !!!
بعد ساعتين ...
سمعت بالباب يُفتح عليها ..
أصبحت تبكي برعب الآن .. هي فعلاً خائفة منهُ .. مالذي ستقولهُ لهُ .. الفأر جعلني أصعد لخزانتك ...
يا ألهي ساعدني ...
أصبح يصرخ بعنف وخوف عندما لم ترد عليهِ تلك اللعنة الصغيرة ... كما يُسميها هو !!!
لأنها فعلاً لعنة أحلت على رأسه ولا يستطيع التنفس بدون أن يرى أبتسامتها ...!!!
أصدرت صوت أنثوي ناعم ...
ورد : حسن .. أني هنا .. فوك ..
نظر الى فوق الخزانة فرأى عينيها محمرتين من البكاء وفمها ... اللعنة .. أنها تنزف ..
أصبح يصرخ بقوة وعنف عليها لكي تنزل .. لكن هذا لم يزد إلا خوف ورد أكثر من النزول ومواجهته .. لذا قالت وبكل غباء وبأبتسامة بلهاء ظهرت على ثغرها الممتلئ بالدماء ..
ورد : حسن أسمعك .. أحجي ..
حول أسمعك ...
أبتسم بشيطانية وهو ينظر لها وكيف هي مصممة على أن تبقى فوق لذلك وبكل حقارة من حسن ..
أصبح يهز الخزانة بقوة مما جعل تلك التي كانت جالسه .. واقفة وهي تصرخ بخوف وهلع ..
صدرت منها صرخة صغيرة عندما ألتوت قدمها ورُميت على الأرض ..
بالتأكيد الأرض ستستقبلها الآن ..
أغمضت خضراوتيها بخوف ...
لكن هي لن تسقط ..
فتحت أحدى عينيها فوجدت حسن ينظر لها ببرود وأبتسامة صغيرة ظهرت على شفتيهِ ..!
أبتسمت بسعادة وبلاهه وهي تحتضنه وتقبلهُ على جبهته .. قبلة مطولة .. فهي تعودت على ذلك منذ صغرها ..
شعرَ بشفتيها الصغيرة على جبهته .. أغمض عينيهِ بأرهاق من تلك الصغيرة التي تعذب فؤادهُ وبشدة ..!
لاحظ أبتعادها ليفتح عينيها وينظر لها بهيام وبرود !!
لما عليها أن تكون بهذا الجمال ؟ لما ؟ ..
واللعنة ما شأنهُ هو الآن ..
شعر وكأن سكيناً قد غُرزت بقلبه عندما سمع صوت بكائها وهي تتحدث بتلعثم : حلكي يوجعني حيل حسن .. أسفة .. اني.. والله أسفة .. أعرف أنتَ معصب مني لأن ما دافعت عن نفسي .. بس والله جنت خايفة .. أسفة ... أس..فة ..
قبلَ عينيها برقة وهو يشجعها على فتح عينيها .. ويعدها بأنهُ لن يفعل شيئاً ..
وأخيراً أستطاع التنفس وهو ينظر لأبتسامتها اللطيفة والى عينيها الخضراوتين الدامعتين ..
أجلسها على المقعد وهو يضع لها مرهماً على فمها ..
أبتلع ريقه بجفاف وهو خائف !!!
نعم .. خائف عليها منهُ ...
لذا قال ببرود : راح أرجعج للبيت .. إذا سألج أبوج كليله جنتي وياي .. تمام ؟
ورد وهي تهز رأسها بسعادة : أي ..
قبلها بعمق على رأسها وهو يتنهد بأرهاق .. وهي تبتسم كالبلهاء ... وكأنها لم تكسر شيئاً بداخل ذلك الشخص الواقف أمامها .. وكأنها لم تحطمهُ مراراً وتكراراً بتصرفاتها العفوية الطفولية التي توديه للجحيم !!!
نزلت من سيارتهُ وهي تبعث لهُ قبلات بالهواء ...
أبتسم بحنان وهو يلوح بيدهُ لها ..
------------
أستيقظت وهي متعبة كثيراً نظرت الى الجانب الأخر فلم تجدهُ .. سمعت صوت المياه من الحمام .. فعلمت أنهُ يستحم الآن ..
نهضت من السرير خطوتين وقد وقعت على الأرض وهي لا تستطيع الوقوف على قدميها ..
اللعنة هي نست نفسها .. هي لن تستطيع المشي مجدداً .. وضعت رأسها الصغير على الأرض بيأس وضعف ..
ثواني وخرج حيدر يرتدي بنطالهُ العسكري لكن عاري الصدر ..
نظر للسرير فلم يجدها تقدم خطوتين فرأها ملتفة حول نفسها كالجنين وهي تتنفس بأرتجاف ..
هرول لها بسرعة وخوف ...
أحتضنها لصدره وهو يقبل شعرها عدة قبلات ويخبرها بأنهُ معها ولن يتركها !!!
دفنت رأسها بصدره وصارت تبكي بشدة للحال التي وصلت لها .. هي حقاً ضعيفة لدرجة أنها مستعدة أن تبكي على صدر من ظلمها ، ضربها ، كرهها ، كسرها !!!
أبتعد عنها بخفه وهو يقبل رأسها عدة قبلات ويطلب منها أن تتوقف لأنها تكسر قلبه ببكائها هذا ..!!
أصبح ينظر لعينيها الخاوية الفارغة من الحياة ...
حيدر بحب : راح تكونين بخير .. بس لا تبجين .. أكون رجل وأيد ألج .. بس لا تحزنين ..
أبتسمت لكلماتهُ تلك ..
حيدر وهو يضع جبهته على جبهتها : لازم أروح رهف ...
فزعت وهي تنظر لهُ بهلع .. وتهز رأسها بالنفي .. كيف يتركها .؟ هي ليس لديها أحد هنا غيره ؟!
حيدر بهمس : ثلاث أيام .. بس ثلاث أيام وأرجع ..
رهف بهمس مرتجف : وأ أ ني ..؟
منو يبقى يمي ؟
حيدر : زهرة رح تكون يمج لا تخافين يا روحي .. ما راح أتأخر عليج ..
أومأت لهُ بضعف وخوف من القادم ...
ودعتهُ بعيون دامعه ..
سحبت كرسيها المتحرك الى غرفتها بقيت تنظر الى النافذة بشرود وقلب مكسور ..
ليست مُكابرة ، الآن ، هي ليست حزينة لكنها مُتعبة ، وكأنها تقف أمام ثوب سعادتها المُبهر بذهول لكنها مُرهقة لإرتدائه .!

--------------
بعد يومين ..
أستيقظت على صوت زهرة وهي تناديها بلطف وحنان ..
أبتسمت بسعادة .. لم يبقَ سوى يوم ويأتي ..
وأخيراً ..
رتبت زهرة شعرها وأجلستها على الكرسي المتحرك ..
سحبتها لغرفة الطعام ..
لم تجد أحد ..
لقد خرجو جميعاً الى بيت جدهم ...
لم يبقَ سوى .. زهرة .. وهي .. و.. وزوجة حيدر الثانية ( دنيا ) ..
وطفلها ..
أنتهت من تناول الطعام ..
طلبت من زهرة أن لا ترجعها للغرفة فهي حقاً تختنق هناك ..
طلبت منها أن تخرجها للحديقة ..
وفعلاً أطاعت أمرها بأمر من أخيها الذي طلب منها أن تحرص على تلبية جميع أوامرها دون أعتراض ..
أبتسمت .. وهي تستنشق الهواء الطلق .. نظرت الى كرم بعينان دامعة .. يومان وهي تراهُ أمامها يلعب ويضحك و .. و يحتضن والدتهُ ..!!!
هي أمهُ !!! هي من يحق لها أن تقبلهُ وتضمهُ لصدرها .. هي من لها الحق بذلك لكن .. هذا القدر !!
جحضت عينيها بخوف عندما سقط بالمسبح ...
أصبحت تصرخ بقوة لأي أحد .. لكن لا أحد يجيب ..
حركت عجلات الكرسي المتحرك بخوف لهُ ..
أصبحت تصرخ وهي تقول لهُ بأن يخرج رأسه لها وتشجعه لكي يخرج ...
عندما أرادت أن تدفع بكرسيها لهُ ..
وجدتهُ يخرج من المياه وهو يشهق بقوة وخوف ...
نظرت لهُ رهف بعينان محمرتان من البكاء ..
مدت يديها لهُ لكي يأتي لها ..
وفعلاً ..
هو جرى لها وهو يبكي ..
أحتضنتهُ بقوة وهي تبكي معهُ ..
ضلت تمسح على خصلات شعرهُ المبللة بخوف وهي تتكلم بثبات مصطنع ..
رهف : أنتَ بخير ..؟ جاي يوجعك شي .. أب..
أرادت أن تقول تلك الكلمة التي لطالما حلمت أن تقولها لهُ !! إلا وهي أبني ..
لكن قاطعها ..
صراخ دنيا وسحبها لكرم لحضنها وتبكي بأصطناع أمامها ..
دنيا بخوف مصطنع : يُمه أبني .. حبيبي أنتَ زين شلون وكعت ؟ هي وكعتك مو ؟
أراد أن يرد على أمهُ لكنه فوجئ بوالدته تضرب عمته رهف بقوة .. مما جعل رهف تسقط من الكرسي المتحرك وذهبت بكل ثقلها على يدها الصغيرة ..
صرخت بقوة وألم وهي تبكي بضعف وصمت ...
نظرت لها الأخرى بأشمئزاز وكره مطلق ..!!
لكن قاطعَ كل هذا صراخ ذلك الواقف والذي رأى كل شيء بعينان مليئتان بالغضب والشر والكره الذي يكنه لتلك المسماة بزوجته !! إلا وهو حيدر !!!!

يتبع ....

-------------

توقعاتكم ؟؟

حسن ؟؟

ورد ؟؟

رهف ؟؟

حيدر مالذي سيفعلهُ بدنيا ؟؟؟

🖤 ..

فوت + تعليق حلو مثلكم ..

🌸 ..


أنتِ لي (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن