لعنة العشق !

4.6K 187 54
                                    

ساد الصمت لفترة في هذه الغرفه .. فقط الصدمه باديه على وجوههم ما عدا أخاه الذي يعلم بقراره .. ولم يلحظو الدموع المتجمعه في مقلتي تلك الصغيره التي لم تفهم للآن ماذا قال ..!
حاولت التنفس لكن لم تستطع .. ماذا ؟ ماذا يقول ..؟ هل سيتركها مجدداً ..
رفعت عيناها المحمرتين الممتلئتين بالدموع المحبوسه في غاباتها الحزينه ..
مالت رأسها له .. وضلت تطالعه بعينين متألمتان .. عينان تطالبان بتفسير ما قاله الآن .؟ عينان تترجاه أن يتوقف عن هذا .. عينان تتوسله بأن يقول أن هذا مزاح .. لكن لم تجد شيء .. فقط وجه خالي من المشاعر ..
جميله بصدمه (أم حسن) : شنو حسن ؟.
حسن ببرود وهو ينهض : سمعتو إلي كلته .. ماكو داعي أعيد .. !
جمال بهدوء وعينان حادتين : نحجي بهذا الموضوع بعدين حسن ..
حسن ببرود شديد وهو ينظر لوالده : أني مو صغير .. علمود أطلب أذنكم وين أروح و وين ما أروح ؟!
صدرت صرخه مرتعبه من طيبه التي نظرت لأختها ورد التي تهاوت على الأرض ..
الجميع في حاله صدمه الآن ..
جرى حسن بخوف شديد لم يظهره لأحد .. حملها بين يديهِ وخرج من البيت .. تبعه أباها القلِق على أبنته .. وأمها التي تبكي بشده .. أرادت طيبه أن تذهب معهم لكن لم يسمحو لها .. لذلك بقيت في البيت .. وطلب مصطفى من علي أن يبقى معها ..
والبقيه ذهبو إلى المستشفى ..
في المستشفى ...
خرج الطبيب من الغرفه وأول شخص وقف أمامه هو حسن الذي يسأل عن حال ورد وماذا حدث .. ولما .. وكيف ؟!!
الطبيب بصوت عميق : لا تخافون .. أنخفض ضغطها لا أكثر .. تكدرون تشوفوها ..
أرادت أمها أن تدخل تريد رؤيه صغيرتها .. لكن منعها حسن بقول أنه يريد التكلم معها قليلاً .. وفعلاً قبلت لأنها تعلم كم ورد تحب حسن ومتعلقه بهِ .. متوقع لهذا السبب هي أُغمي عليها .. بسبب قراره بالرحيل ..
في داخل تلك الغرفه البيضاء التي طغى عليها البرد كثيراً ..
جلس على حافه السرير وهو يطالعها بنظرات خوف .. قلق .. أشتياق .. حب ..
لكنها لاحظت نظراتها المتألمه تجاهها ..
نهضت بصعوبه .. وضعت رأسها الصغير على صدره وضلت تبكي بقوة ..!
تفاجئ ولم يعلم مالذي عليهِ فعله الآن .. لف ذراعيه عليها وهو يحتضنها بقوه ويضع رأسه عند شعرها ..
ورد وهي تتشبث بسترته وتتكلم بتلعثم وحزن شديد : لا .. لا .. لا تروح حسن .. لا تروح مره ثانيه .. حباب كل شي سوي إلا هذا .. أني والله .. والله ما مزاعلتك .. والله شوف .. صالحتك .. لا .. لا تروح .. لا حسن .. لا تتركني مره ثانيه ..
ورفعت عينيها الحمراوتين بسبب البكاء له .. وهي تنظر له برجاء وتقبل يديه وتتكلم بضعف : أترجاك ..
سحب يديه بسرعه منها وهو يقبل سائر وجهها بأكمله .. عينيها .. جبهتها .. أنفها .. خديها .. قبلها قبله هادئه على طرف شفتها .. وهي مغمضه العينين .. مستسلمه له كلياً ..
لا تعلم لما لا تستطيع العيش دونهُ ..؟ تذكرت اليوم الذي سافر فيهِ حسن لروسيا لكي يكمل دراسته الجامعيه هُناك .. كم توسلت بهِ لكي لا يتركها .. كم بكت لدرجه عينيها أصبحو حمراوين لمده أسبوع بسبب بكائها المميت .. تتذكر عندما نزلت دمعه خائنه من عينه عندما أمر علي أن يضربها أبره مخدر .. لا يستطيع أن يذهب وهي هكذا ..!
هو جاهد لكي يبقى ثابتاً أمامها .. لكن عندما تحررت من أبيها الذي كان ممسكاً بها بقوه وتشبثت ببنطاله وهي تطلب منه أن يدعها تذهب معه ..
لم يستطع ونزلت دمعه خائنه متألمه بسبب الحاله التي أوصلها لهُ ..
حسن بهمس حزين وهو يضع جبهته على جبهتها : وردتي ما أكدر .. لازم أروح ..
ورد بحزن : أقبل بشرط ..
حسن بهمس غاضب : لا .. لا ورد ما أكدر أخذج وياي ..
ورد بأنكسار : لعد .. روح ..
ما أريدك .. روح ..
أراد التكلم لكنها أستلقت على السرير وهي تشد على الغطاء وجسدها يهتز بسبب بكائها ..
تنهد بتعب .. ماذا عليهِ أن يفعل الآن ؟ ..
خرج من الغرفه والأرهاق بادي على وجهه .. طلب منهم أن يرحلو وأنه سيبقى معها .. وفي الصباح سيحضرها ..
أومأ أمير له وهو يريد أن يدخل ويرى صغيرته .. لكن قاطعه حسن بقول إنها نائمه .. وبالفعل هي نامت بسبب ألألم الذي تشعر بهِ .. قبلها والدها ووالدتها من رأسها وخرجو تاركين ذاك الذي يشغل تفكيره فقط تلك الصغيره الموجوده في الداخل ..
هو يعلمُ أنه ينبغي عليه الرَحيل لكنه غريقاً في عشقها .. غريقٌ وحيد بلا أملِ في النجاة .. أستمر هو في عشقها سراً وعلانيه .. كان يسدل عليها كلاماً جميلاً فتضحك هي بسعادة .. دون أن تدرك أنه في لحظة خاطفه قد يرحل دون أخبارها ..!
أنكمشَ قلبه بسبب الألم الذي أصابه وهو يتذكر بكائها ..
أتكئ على الكرسي وأغمض عينيهِ متذوقاً مرارة هذهِ الحياة جرمهُ الوحيد أنه عشق من رباها على يديهِ .. قلبهُ يرفض الأنصياع لأوامر عقله لكنه لا يستطيع فعل شيء سوى الإذعان .. تمنى مطولاً أن يحدث شيء يغير حياته للأفضل .. ويُغير ذلك السواد القاتم الذي عانقهُ منذ زمن ..

أنتِ لي (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن