P.4

36 5 6
                                    

توقفت سيارة الأجرة أمام مركز العقارات.. تَرَجَّلَتْ منها سيرا ووالدتها المسكينة.. أعطت سيرا السائق نقوده ولما غادرت السيارة، أمسكت بيد والدتها وقالت لها وهي تحاول منع دموعها من السقوط:
مرحبا.. هذه أنا ابنتك يا أمي.. قد لا تكوني تتذكرين من أنا.. لكن أنا حتما أتذكر من أنت.. لذا من اليوم فصاعدا سأهتم أنا بك..من اليوم وصاعدا لن تشعري بالخوف لأنني سأكون إلى جوارك.. دائما وأبدا..

ابتسمت أمها ابتسامة لطيفة وهي تنظر لعينيِّ طفلتها لأول مرة منذ مدة.. ثم أشَاحَت بنظرها بعيدا لتتأمل العالم.. لم تعلق سيرا بشيء واكتفت بعض شفتها السفلى بحرقة وكلها أسى.. على كل أخذت سيرا بيد والدتها وأدخلتها معها إلى محل العقارات ثم أجلستها على كراسي الإنتظار.. وتوجهت هي لتبحث مع العاملة عن شقة ذات سعر مناسب لتقوم بتأجيرها والعيش فيها..

بعد بحث لمدة نصف ساعة.. عثرت سيرا أخيرا على شقة مناسبة.. اتصلت العاملة بمالكة الشقة وأخبرتها أن زبونا سيأتي ليرى المكان، في المقابل أخذت سيرا بيد أمها وأوقفت سيارة أجرة وتوجهتا معا إلى الشقة..

وأخيرا هاهم ذا أمامها.. حسنا إنها ليست شقة فاخرة أو حتى تطل على منظر لطيف..

هي أربعة جدرانٍ من حديد فيها خزنة ملابس ونافذة.. وفي الخارج توجد أربعة جدرانٍ حديدية أخرى وهي دورة المياة.. ومن ثم خارجا في الهواء الطلق يوجد المطبخ ومغسلة الملابس ذات الطراز العتيق.. ومنشر الملابس المبللة..ومبرد الطعام.. ااه.. وأيضا دعونا لا ننسى هناك طاولةٌ لتناول الطعام تلك الطاولة المنخفضة المستوى قليلا التي تكون قريبة من مستوى الأرض .. وهناك بالقرب من سور السطح الذي جمع كل هذا.. توجد تلك الزهور الرائعة التي نبتت بفعل الزمن..

أغرمت سيرا بالمكان أيًّا كان طبيعة هذا المكان لكنه أفضل بكثير من قاع الجحيم الذي كانت تعيش فيه ووالدتها سابقا، ومباشرة وبدون نقاش وافقا على السعر ودفعاه للمالكه..
وضعت سيرا حقائبها جانبا وأجلست والدتها على الطاولة..
وبدأت تنظف المكان.. بعد عمل لمدة ثلاث ساعات انتهى التنظيف أخيرا.. فنزلت لتبحث عن بقالة قريبة تتسوق منها الطعام.. وبالفعل عثرت على واحدة اشترت منها كل شيء وعادت إلى البيت.. أعدت لها ولوالدتها الطعام.. وبعد الطعام بقليل.. نامت والدتها.. فنزلت سيرا لتطلب من مالكة المنزل أكياس النوم وعندما حصلت عليها ساعدت والدتها في الإستلقاء والنوم داخل الغرفة.. وخرجت هي لتستنشق بعض الهواء وتتحدث مع ابنة خالتها لونا..
لونا:
مرحبااااا.. سيرا اشتقت لك حقا كيف أنت الآن وكيف هي أحوالك.. طمأنيني عليك و على خالتي

سيرا:
بخير أنت كيف هي الأحوال عندك..

ضحكت لونا عالياً وقالت:
دعكِ مني.. أيتها اللئيمة، ألم تقولي لي أنك ستنهين كل شيء مع دان..فقط ما هي مشكلتك؟

لم تفهم سيرا قصد لونا فردت عليها قائلة:
نعم.. هذا ما حدث بالفعل.. لقد أعطيته الرسالة في المطار أثناء توديعي له..

حجر يونيوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن