P.22

27 6 23
                                    

اتسعت عينا تشين إثر صدمته من سماع ما قاله بيكهيون، هنا نهض سوهو وأمسك بكتفه وقال: تشين لا أظن أنه من الصائب الخروج من المنزل والتجول الآن، ابقى هنا بعض الوقت إلى أن تهدأ الأمور.

أبعد تشين يد سوهو وقال متضايقا: أن لست ذاهبا لأعبث في الجوار أنا ذاهب لتعزية فتاةٍ فقدت والدتها!

نظر له سوهو بيأس قائلاً: أعرف ذلك، أعرف، لكن تشين فكر في الأمر ماذا لو حدث و رآك أحدٌ ما بالخارج سيثير هذا ضجة أكثر من ليس إلا!

عض تشين على شفتيه واحمر وجهه غاضبا، ثم نظر لبيكهيون وسأله: هل يوجد لي صور في هذه المقالة؟

أمسك بيكهيون جهاز تشانيول اللوحي ورفعه لتشين وكبَّر إحدى الصور التي تم تشويش وجه الفتاة فيها وقال: حسنا هم يقومون بعملهم على أكمل وجه كما تعلم!
اقتربت تشين من الشاشة قليلا ثم قال بصدمة: هذه هي جين من ليلة البارحة على الشاطئ عندما كانت تبكي! لكن.. كيف هذا مستحيل لم يكن هناك أحد في ذلك الوقت!

"حسنا كما ترى بما أن الصور موجودة هنا هذا يعني أن أحدهم كان هناك!" قالها دي أو الذي كان يجلس  بجوار سيهون

ثم تكلم بيكهيون قائلا: تشين تريث في أمر الخروج، خبر المواعدة انتشر بالفعل والجميع في حالة ذهول مثلك، والوكالة أيضا لم تكن تعلم بشأن هذه المقالة لذا لتهدأ قليلا حتى لا تتفاقم المشكلة أكبر مع الوكالة.. حسنا!
لم يكد بيكهيون ينهي مكالمته حتى كان هاتف سوهو يرن وإذا به السيد يونجمين يتصل، وعندما أجابه سوهو تحدث يونجمين لسوهو وأخبره أن يحافظ على هدوء تشين وأن يحرصوا على عدم تجوالهم
هذه الفترة، وأن لا يقوموا بأي تحديث جديد على أيٍّ من مواقع التواصل الإجتماعي، وأنه في الصباح سيأتي ليأخذ تشين للوكالة من أجل إجراءات الرد على مقالة المواعدة، وانتهت المكالمة على ذلك.

وبمجر أن انتهى سوهو من الحديث أخبر تشين بما قاله مدير أعمالهم

فأومأ تشين برأسه واكتفى بجر نفسه والدخول إلى غرفته واغلاقها على نفسه، ثم نزع ربطة عنقه وألقاها على الأرض بينما رمى المعطف على السرير، وذهب لبراد غرفته الصغير ففتحه وأخرج منه زجاجة شراب، ومن الخزنة الصغيرة المجاورة للبراد التقط أحد الكؤوس وملأها حتى آخرها بالشراب، ثم بخطواتٍ متثاقلة توجه لنافذة الغرفة ذات الإطلالة اللؤلئية في المساء واتكأ على أحد حوافها واستمر بالشرب حتي ثقل جسده واحمر وجهه ثم بدأ يهذي ويفكر (بينما يجب على الآن أن أكون إلى جوارها، أنا هنا إلى جوار نافذتي، عاجزا عن فعل شيء، متورطا في فضيحة مع صديقتها، ياا تشين-ااه لقد أحسنت حقا، انظر لنفسك، أتسمي هذا حبًّا حتى! أن لا تكون إلى جوار فتاتك حين تحتاجك، وأن تنشغل عنها حين تتألم هي!)

في هذه اللحظة كان لاي يطرق باب غرفة تشين، لكن هذيان تشين منعه من الإنتباه حتى لدقات الباب، فدخل لاي الغرفة بهدوء وهو يمسك ورقة صغيرة في يده ثم قال: تشين..تشجع.

أكمل تشين شرب كوب الشراب الذي في يده ثم قال: هذه ذات الكلمات التي أردت قولها لها، أردت أن أبتسم لها وأعانقها وأربت على ظهرها وأمسح على رأسها، أردت أن أمسح عن وجهها دموعها..

ثم بدأ تشين بالبكاء وأكمل بصوت مختنق: لكنِّي لم أفعل..

تنفس لاي بعمق واقترب منه أكثر: إذا لم تستطع فعل كل هذا، فافعل ذلك على الأقل واتصل بها، لقد أحضرت لك رقم هاتفها، اتصل بها.. وامنحها القوة من خلال كلماتك الصادقة.

نظر تشين للاي وقال: هيونغ.. شكرًا لك..
ابتسم له لاي بهدوء ثم خرج من الغرفة تاركا الورقة على السرير فوق معطفه، هنا نهض تشين من مكانه يتنرنح حتى وصل للسرير وأمسك بالورق ونقل الرقم لهاتفه واتصل بها، لكنَّها لم تجبه، وأعاد الإتصال لكنها لم تجب، واستمر يتصل بها حتى بلغ عدد المرات التي اتصل بها ثمانٍ وثلاثين مرة، وبعد كل هذه المكالمات غطَّ تشين في نعاس عميق والدموع تغطي وجهه..

.....................

عادت سيرا لبيتها بعد كل هذا اليوم الشاق، و دخلت مباشرة لغرفتها وبدَّلت ملابسها وجلست إلى جوار فراش أمها وبكت وهي تضم ملابس والدتها إليها وتستنشق رائحتها.

وبعد فترة بدأت سيرا تهدأ، ففتحت حقيبة يدها لتخرج منها أوراق الجنازة وشهادة الوفاة وتحتفظ بها، وفي تلك اللحظة انتبهت على ذلك الرقم الغريب الذي اتصل بها ثمانٍ وثلاثين مرة، ففكرت.. لربما شخص أراد تعزيتها، فأعادت سيرا الإتصال به مرةً لكنه لم يجب، ثم مرة أخرى وانتظرت قليلا ولكنه لم يجب فأنزلت سيرا يدها لتغلق المكالمة، وفي هذه اللحظة سمعت صوته من السماعة يقول: من؟

أعادت سيرا الهاتف لأذنها وقالت: عفوا أنت اتصلت بي.

تنهد هو وقال: اووه إنها سيرا!
لاحظت سيرا الصوت المألوف فقالت: تشين أوبا! أهذا أنت لم اتصلت كل هذه المرات؟

تقلب تشين على سريره بصعوبة وهو يجيبها: كنت قلقا وخائفا.. عليك..
سقطت دموع سيرا على خدها بعد سماع كلماته، ثم قالت: لماذا؟

فأكمل بتفكيرٍ مشوش: قلقٌ عليك، هل ستتمكنين من تناول طعامك بعد كل هذا، وخائف من أن لا تتمكني من النوم وحيدة دون أمك.. فتنتابك الكوابيس..

ازداد بكاء سيرا وبدأت تلتقط أنفاسها بصعوبة جراء ذلك، ثم قالت: أوبا.. أخبرتني هي جين أن هناك بعض الإشاعات قد انتشترت في الأرجاء عنك، هل أنت بخير؟

أجالها تشين: لا لست بخير..
تنهدت سيرا ومسحت دموعها وقالت بسرعة: لا، لا يجب عليك أن تقول هذا، يجب أن تتحلى بالقوة أوبا، يجب أن تفعل..
بدأت دموع تشين بالسقوط وهو يقول: لست بخير، قلبي يؤلمني، أشعر بألم فيه.

فقالت سيرا بسرعة: لماذا؟ هل أنت مريض؟ هل أخبرت مدير أعمالك!يجب عليك أن تذهب للطبيب!

"إذا، هل يجب عليَّ أن أهرب من المسكن وآتي إليك؟"

استغربت سيرا كلامه وقالت: مالذي تقوله! لما ستأتي إلي؟

"لقد قلتي أنه يجب علي أن أذهب للطبيب لأعالج ألم قلبي، سيرا.. أنت هي طبيبة قلبي، أنت من يمكنك أن تزيلي هذا الألم، سيرا.. أنا واقعٌ في غرامك.. أنا.. أحبك.. "

[يتبع... ]

حجر يونيوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن