P.21

20 6 16
                                    

ارتجفت نبرة صوت لاي وهو يقول: تشين، هناك أخبار سيئة..

جلس تشين بقلل على السرير وقال له: ماذا، هل إزدادت إصابتك سوءًا؟

رد عليه لاي: لا، الأمر يخص سيرا، اليوم أصيبت والدة سيرا بنوبةٍ وعلى إثرها.. توفيت.

ارتفع صوت تشين قائلا بصدمة: ماذا؟ وكيف عرفت هذا؟ من أخبرك؟؟

أكمل لاي: لقد ذهبت لزياتهم في بيتهم أردت أن أتأكد ما إن كانوا في حاجه لشيء ما، وهناك أخبرتني ابنة خالتها لونا بكل شيء.

"تبا، ما إن انتهينا من دان حتى تأتي مثل هذه الأخبار."قال تشين كلماته وهو يضع يده فوق رأسه.
في حين عاد لاي ليسأله بقلق: مابال دان ماذا فعل؟؟

تنهد تشين بعمق وقال: دعك منه، الآن لونا لم تخبر سيرا بالأمر صحيح؟

"صحيح، قالت أنها قلقة من أن يؤثر ذلك على عملها في المالديف. "

أكمل تشين: أحسنت التفكير، عموما شكرا لك هيونغ على إتصالك.

قال لاي بحزن: أنا حقا أشفق عليها.

تنهد تشين وهمس: و من لا يفعل.. ثم رفع صوته وقال للاي: هيونغ شكرا لك على إخباري والآن سأغلق معك، يجب علينا أن نرتاح لأن لدينا كثير من العمل غدا.

" حسنا إلى اللقاء، تصبح على خير. "
أغلق تشين المكالمة مع لاي ولكنه لم يخلد إلى النوم بل خرج ليتمشى قليلا على الشاطئ، وأثناء تمشيته لمح من بعيد هي جين وهي تجلس على رمال الشاطئ وتغمر قدمها في مياه المحيط، فاقترب منها وقال بإبتسامة: مرحبا.

همَّت هي جين بالنهوض لتقوم بتحيته لكنه أشار لها بالجلوس وجلس هو إلى جوارها وشمَّر عن ساقيه وشاركها نفس الوضعية، ثم قال: هل سيكون من الوقح أن أسألك عن سبب استيقاظك حتى هذا الوقت المتأخر من الليل.

لم تبدِ هي جين أيَّ ردَّة فعل واكتفت بقولها وهي تبادله نظراتها الحزينة: هل يمكن أن يكون ذات السبب الذي أبقاك مستيقظا! قالت لي لونا أن لاي أوبا سيتحدث معك.

أجابها تشين: هل تحدثت إلى لونا؟
أومأت هي جين برأسها في صمت والدموع تنهمر من عينها، فقال لها تشين وهو يمسح على رأسها ليخفف عنها: لا تبكِ، دعينا نفكر بإيجابية، لقد ذهبت والدتها بسلام لترتاح من عناء هذه الحياة وشقائها، علينا أن نكون فخورين بما بذلته من كفاح في حياتها حتى الآن.

أعادت هي جين نظراتها له وقالت وصوتها يتقطع بسبب بكائها: لكن هل تعلم كم هذا صعب، لقد كنت مع سيرا في نفس البيت لمدة، ورأيت كيف تعامل والدتها وتهتم بها والألم يعتصر قلبها، تهتم بأمها وأمها لا تذكرها حتى! لقد كانت تمر بوقت عصيب، لا يمكن لأحد أن يتحمل رؤية أمه وهي لا تذكره، نعيش في هذه الحياة ونعلم أنه مهما واجهنا من صعاب، فإننا عندما نعود لحضن أمهاتنا فسيمسحنَ على رؤسنا ويخففنَ عنَّا، في حين كانت سيرا تعود كل يوم مثقلة بالتعب والهموم وترى أمها أمامها ولكنها لا تستطيع أن ترمي بنفسها عليها وتطلب منها المواساة، وكيف تفعل وأمها تحتاج من يواسيها، كانت تكتفي بخدمتها والدموع تملأ عينيها، لقد فقدت والدتي عندما كنت صغيرة أيضا لكنِّي أشعر بالأسف تجاه سيرا، فوالدتي ماتت وهي تتذكرني.. بينما هي.. فقدت والدتها وهي حتى لا تستطيع تمييز وجهها!

حجر يونيوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن