P.8

24 3 2
                                    

نظرت سيرا له ووضعت يدها على وجهه ورفعت رأسه قليلا وهي تعتذر وتقول:
آسفة حقا.. أنا آسفة لم اكن أقصد حدث ذلك فجأة.. و..

تلاقت عيناهما وهو ينظر لها بعد ان تلامست يدها الناعمة الرقيقة ذات العطر اللطيف وبشرته الصافية بينما تتأمله هي بذهول كأنها ترى ملاكا أمام عينيها وتقول في داخلها، يستحيل أن يكون أن يكون بشريا وهو بهذا الجمال! بينما كانت هي تحت تأثير الصدمة شعر هو للحظة بالدماء تغلي في جسده وكأن جسده تحول بأكمله لقدرٍ تغلي دماؤه فيه..

ارتبكت سيرا وبسرعة أنزلت يدها ونظرت أرضا واحمر وجهها خجلا ثم تراجعت للوراء قليلا فاصتدمت بالباب في حين ظل هو ساكِناً لم يتحرك، و سرعان ما فتح لاي الباب ليخرج فوجدهما على هذه الحال فقال:
أووه تشين..سيرا ماذا تفعلان هنا أمام الباب ادخلا.
تنبه لاي على اجمرار وجهها فعلق:
يا إلهي يا سيرا إنك محمرة بالكامل هل أنت مصابة بالحمى؟
ووضع يده على جبينها فأبعدت سيرا يده بسرعة وانحنت لهما وانطلقت راكضة بعيدا عنهما في ذهول من لاي بسبب رد فعلها، التفت لاي بسرعة وقال لتشين:
مالأمر ماذا حدث؟ لماذا ركضت على عجل هكذ؟ أنا لم أقل شيئا خاطئا أليس كذلك!

لم يعلق تشين بشيء واكتفى بتحريك كتفيه للأعلى وهو يكتم ابتسامةً كانت على وشك الظهور ثم دخل كلاهما إلى الغرفة وأكملوا التدريب..

........................................................................

جلست سيرا على الدرج ووضعت يدها على قلبها وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة وتفكر" أيُّ نوعٍ من الجنون هذا! لمَ خفق قلبي بسرعة عندما نظرت إليه، ثم لماذا توقفت عن الكلام بمجرد التقاء عينينا وكأنني كنت أنتظر شيئا ما؟! وااه..وهو أيضا! ماهذا.. إن جماله حقا لا يمزح! ياإلاهي للحظة شعرت أنِّي على وشك الموت..

استمرت سيرا تجلس على الدرج لدقائق بينما تحاول لملمة شتات عقلها، وأثناء جلوسها سمعت صوت سقوط شيء في الطابق الثاني فنزلت بسرعة لتجد فتاة من طاقم التجميل قد أسقطت كل ما في يدها من أدوات، همَّت سيرا مسرعة لمساعدة الفتاة، ولمَّا كانت سيرا تلتقط الأشيتء من الأرض لمحت تلك الدموع التي كانت تتساقط من عين المسكينة فبادرتها بالسؤال قائلة:
عفوا يا آنسة.. هل أنت بخير؟

مسحت الفتاة دموعها وقالت:
لا شيء..انا بخير..

امسكت سيرا بيد الفتاة ثم ساعدتها على النهوض والجلوس على الدرج وقالت:
عندما يشعر الإنسان بالحزن يجب عليه أن يتكلم، لا تكتمي ما بداخلك فقط لأنك خائفة من قوله قوليه ليساعدك من حولك، لو كان هناك شيء أستطيع مساعدتك فيه أخبريني، وان لم يكن يمكنك أن تفضفضي لي..
واختتمت هذا مع ابتسامتها الساحرة...

ازدادت دموع الفتاة أكثر وقالت لها:
اليوم سأخرج من شقتي لأنِّي لم أتمكن من دفع إيجارها لثلاثة أشهر، ولا أعلم إلى أين يجب أن أعود، لا أهل لي فأنا يتيمة ولا أملك مالا لأستأجر شقة أخرى..
ثم انهارت الفتاة باكية..

حجر يونيوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن