P.10

18 6 6
                                    

نزلت لترمي أكياس القمامة وبعد أن ألقت بها في الصندوق أمام المبنى، أتاها من خلفها وعانقها بسرعة وقال:
سيرا.. سامحيني لم أقصد جرحك أو إغضابك كنت قلقا عليك ليس إلا لم تجيبي على اتصالاتي ولا رسائلي لذلك أتيت إلى هنا غير مراعيا لظروفك وهذا هو سبب غضبك علي أنا آسف..لقد أدركت خطأي.

وققت سيرا عاجزة عن فعل شيء واكتفت بعض شفتيها وبكت، ليست متأثرة بما يقول بل من عجزها على انهاء الأمور ووضع كل أمر في نصابه الصحيح، وسرعان ما ابتعد دان عنها وأدارها لتقابل وجهه ثم وضع يده اليمنى حول خصرها وجذبها نحو وبيده اليسرى بدأ يمسح دموعها بلطف ويعبد شعرها الحريري خلف أذنها، وقف يتأملها قليلا ثم قبَّلها حاولت سيرا ابعاده عنها لكنه تمسك بها بقوة..

من بعيد أتت سيارة ليست غريبة ونزل هو الآخر منها ليصدم بهذا المشهد أمام عينيه.. توقف ولم يتحرك وتتصلب قدماه كأنما أصيب بشلل، أخرج بيكهيون رأسه من النافذة وقال:
مالخطب هيونغ لماذا لا تصعد إليهم؟

لم يجبه تشين بشيء واستمر في التحديق بصمت، ولما رأى بيكهيون الحال الذي هو عليها نظر حيث عَلِقَت عينا تشين ثم أدخل رأسه بسرعة وقال بصدمة:
ياللهول يا رفاق لقد عدنا في الوقت الخاطئ إنهما يتبادلان القُبل!

قال شيومين بصدمة وهو ينظر لصديقه تشين:
ماذا؟؟

نزل شيومين من السيارة ليرى ما يحدث ثم قال لتشين وهو يضع يده على كتفه:
ااا.. تشين.. من الأفضل أن نغادر..صدقني ليس هذا الوقت المثالي لأخذ المحفظة..

قال تشين بسكونِِ مخيف:
إنه يجبرها.. إنها تبكي..

تأمل شيومين وجه سيرا قليلا ثم قال:
حسنا وإن يكن لا شأن لنا بهذا في الأصل تدخلنا بما فيه الكفاية لندعهم يحلُّون مشاكلهم فيما بينهم هذا أفضل ما يمكننا فعله..

ثم مسح على ظهر تشين وربت على كتفه بخفة وسبقه للسيارة فلحقه تشين وأغلق الباب ورائه وانطلقت السيارة وكأن شيئا لم يكن..

وعلى أثر صوت رحيل السيارة ابتعد دان عنهاوقال: سيرا.. هذه قبلتنا الأولى.. أخيرا.. لقد انتظرتك طويلا من أجل هذه ال..

"أرجوك دان.. أنت لا تفهم أي شيء.. أتوسل إليك امنحني بعض الوقت.. لا أطلب منك أن لا تراني مرة أخرى ولكن أرجوك امنحني بعض الوقت، كلما رأيت وجههك أشعر بالأسف تجاهك وأنظر لنفسي نظرة ازدراء، لا أعلم كيف يجب علي أن أتعامل مع هذه المشاعر، لذا من فضلك ولكي لا يجرح أحدنا الآخر أكثر من هذا.. دعنا نأخذ استراحة قصيرة.."
قالت سيرا هذه الكلمات والدموع تنهال من عينيها..

ثم دفعته بعيدا عنها وصعدت درجات السلم سريعا..
وبقيَّ هو في الأسفل ينظر للأعلى نحو نافذة غرفتها بحزن وشيئا فشيئا بدأ يبتعد عن البيت في خطوات تأبي التحرك وعين ترفض أن تميل عن غرفتها..

حجر يونيوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن