P.31

19 4 13
                                    

"س.. سوو جين"
هكذا نادت سيرا بعد أن رأت ابن زوج أمها الراحلة لأول مرة منذ أكثر من سنتين تقريبا..
"لماذا هو هنا" كان هذا اول شيء خطر على بالها بعد رؤيته..
في حين بدأ جسدها يرتعش خوفا وتوترها يزداد، كان هو يقترب منها ليجذب من بعيدٍ كرسيًّا كان في زاوية الغرفة ويجلسَ عليه ثم عقد قدمه الواحدة فوق الأخرى وهو يقول: كيف تشعرين الآن؟

قبضت سيرا يدها بقوة أسفل الغطاء بتوتر وهي تسأله بصعوبة قائلة: كيف عرفت أنني هنا؟

لم يحرك ساكنا وأجاب بهدوء وهو على حاله: أنا أحد الأطباء الذين أجروا لك العملية، عندما تم رفع اسمه لغرفة الطوارئ كنت أنا هناك فأخبرتهم أنك أختي وبحكم أنِّي متدرب في هذه المشفى فقد سمحوا لي بالإنضمام للعملية، على أي حال أخبريني كيف تشعرين!

"بخير.." ثم سكتت..

في الواقع هي لم ترد أن تتكلم أكثر من ذلك فكل ما أرادته هو أن يغادر غرفتها بأسرع ما يمكن، فالذكريات التي كانت بينهما ليست بهذا الإشراق حتى تتقبل وجوده بجوارها هكذا، كان سوو جين مدركا تماما لما ترغب سيرا فيه، لذلك لم يطل في بقائه و نهض من مكانه قائلا و هو يسير نحو الباب: إذا احتجت أي شيء لا تتردي في طلبي سأكون دائما في الجوار..

لم تمنحه سيرا أي رد فعل، ولا حتى نظرة خاطفة.. ولهذا ما كان منه إلا أن أدار مقبض الباب بسرعة وخرج من الغرفة، هنا رمت سيرا بظهرها على السرير وهي تفكر بخوف "مالذي يريده مني سوو جين الآن!"
حتى أن تفكيرها قد وصل بها لإحتمالية أنه من الممكن أن يكون هو المسؤول عن ما حدث لها في تلك الليلة، لكن سرعان ما تجاهلت سيرا كل شيء وتعجبت؛ كيف لم تتمكن هايون من معرفة أن سوو جين شارك في العملية في حين أنها كانت في المشفى ليلة الحادث فقد أخبرتها أنها تحدثت إلى الطبيب في ذلك الوقت!؟
لم تتمكن سيرا من النوم وظلت تتقلب يمنة ويسرة وفي النهاية اتصلت بهايون وأخبرتها بكل شي، وعندها اعترفت لها هايون أنها كانت قد قابلت سوو جين بالفعل ولكنها لم ترد أن تخبرها بذلك في أول يوم لها لكي لا تضطرب وبما أنها علمت ذلك منه فما كان أمامها إلا ان تقر بكونها قابلته فعلا.

لا يوجد شيء غريب فيما قالته هايون، لكن الغريب حقا هو ما قالته بشأن تغير سوو جين أو لنقل ما ذكرته من محاسن عنه، فقد قالت أن سوو جين كان بالفعل قلقا عليها كثيرا واستمر يزيارتها أثناء فترة إغمائها، وكان دائما ما يسأل هايون عن أحوالها وكيف كانت سيرا تتدبر أمرها خلال تلك الفترة هي وأمها!

تعجبت سيرا من كل هذا ولكنها لم تكن تملك شيئا لتقوله فكل ما قالته لهايون هو أن تعلمها في حين قابلته مجددا وتخبرها بما يحدث بينهما ليس إلا..
ثم أغلقت سيرا المكالمة وعادت للنوم بعد أن شفت فضولها.

وفي نهاية الأمر غفت سيرا رغما عنها بسبب الإرهاق..

.......................

حجر يونيوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن