الفصل الخامس

38.1K 1.2K 20
                                    

مرت ستة أيام كيارا تنظر لساعتها الفضية الأنيقه في معصمها و للباب أمامها فعلت هذا عدة مرات خلال النصف الساعه الماضيه ...
كفيها المتعرقه دليل علئ ارتباكها و انتظارها القلق لساعه الثامنة مساءً مهما حاولت أن تهدء رعشة كفيها بأن تضعها على تنورتها القصيره إلا أنها لازالت ترتجف و تشعر بغير الإرتياح ...

هي لا تعلم هل سيأتي انجلو مبكراً عن الساعة الثامنه أو علئ الموعد كيارا قامت بالعديد من الجولات لعملاء في منازل ومكاتب عده لكن لم يكن هناك أي منها اثار قلقها و توترها كما هي حالها الأن ...
مالذي حول انجلو حتئ يشعرها بالقلق هكذا ؟!!

"سيد سنتياغو "

إمرأه كبيره بالعمر بشعر رمادي معها إمرأه اخرئ ترافقها بشعر اسود قصير القوا التحيه علئ السيد سنتياغو مالك المطعم وتبعوه إلئ داخل مكتبه يتحدثون معه وكيارا معهم تسمعهم ...

"شكراً لموافقتك أن تقابلنا سيد سنتياغو سنأتي في الغد لنكمل الصفقه ! أنا مسروره جداً أننا وجدنا هذا المكان سيكون مثالياً و رائعاً إذا ماحولناه إلئ متجر هدايا وتذكارات !"

"بالطبع "
سيد سانتيغو رد عليها لكن لاحظت كيارا أنه لم يكن هناك أي فرح في عيناه بل بدأ متعباً كتفيه مرتخيه وكأن عليها حمل ثقيل لسنين طويله ...

"هل تسمح لنا أن نأخذ جولة أخرئ نريد أن نرئ البار و البدروم سيكون رائع إذا ماحولنهما إلئ احواض زجاجيه فيها حلويات التوفي و اخرئ فيها مياه مالحه و اضواء لماعه !"

احواض زجاجية لمياه مالحه بأضواء لماعه !!!
فكرت كيارا بصمت في عقلها يريدون أن يحولوا خزانة ضخمه من خشب فاخر نادر في البار و البدروم إلئ انابيب زجاجيه فيها حلويات التوفي ومياه مالحه و اضواء براقه !!
سيد سانتيغو كان يجب عليه أن يحرم هذه الفكره الغبيه ويمنعها تماماً كيارا اقسمت أنها لن تأكل حلويات التوفي مرة اخرئ في حياتها !

أخذ السيد سانتيغو نفساً عميقاً و نظر لكيارا وهي تصارع دموعها في عينيها وقد خنقت حلقها غصه اليمه إنتهئ الموضوع أيام السيد سانتيغو كمالك للمطعم اصبحت معدوده 😢

كيارا لم تعد تستطيع أن تحتمل أكثر وهي تستمع لكلام السيدتان عن أفكارهما لتغير ديكورات المكان وقفت من كرسيها و غادرت المكان مسرعه لم تعد تستطيع أن تحتمل دقيقه واحد حول هاتان السيدتان !

ركضت كيارا حتئ خرجت وجلست علئ الشرفة الخارجيه لعلئ هواء البحر يرجع لها توازنها لكن بدون فائدة لا شيئ الأن يستطيع أن يهدئها وضعت كفيها علئ وجهها وبكت بدموع ساخنه علئ وجنتيها لاطالما أحبت هذا المكان خصوصاً عندما كانت تسافر مع والديها كل إجازه لمدينة كيبيسكوني الكثير من الذكريات السعيده مع والدتها كانت هنا في هذا المطعم ...
تذكرت كيف كانت هي ووالدتها يتشاركان قطعة كيكة شوكولاته من طبق واحد و كيف كانتا تستمتعان معاً بشرب الشاي و مشاهدة غروب الشمس من الشرفه الأمامية للمطعم ...
ذكريات ابتساماتها وضحكاتها الأخيره مع والدتها ستختفي الأن بلا رجعة مع آخر مكان يذكرها بها لأنه سيتحول إلئ متجر تحف سخيف بلا فائده !

"مس كولينز "

"هممم"

ردت كيارا بصوت حزين و رؤية ضبابيه من الدموع التي بعيناها من همها وتفكيرها بالسيدتان نست تماماً موعد مقابلة انجلو ...
"هل نسيتي أني اكدت موعد المقابلة معك صباح اليوم ؟!"

"آآووه"

هزت رأسها لتعيد لنفسها توازن افكارها و فتحت فمها لترد عليه لكنها نظرت مباشرة خلفه لسيدتان تتحدثان بحماس عن التغيرات التي ستبدأن بها في المطعم وهما تخرجان من باب المطعم شعرت كيارا بألم في قلبها ...

"مس كولينز "
قالها انجلو مرة اخرئ هذه المرة بنبرة جافه ومنزعج ...

"أنا آسفه سيد تومسي "
لفت انتباها و رمشت عيناها عدة مرات ومسحت بكفها دمعةً هاربه سقطت من عينها ...
"لن يكون هناك أي فائدة أن أخذك الأن في جولة في المطعم لأن السيدتان اللتان غادرتا قبل قليل سيشترونه وسيبدؤون نقل اوراق ملكية المطعم غداً !"

"و أنا ماهي علاقتي بهما ؟! أنتي وافقتي علئ إعطائي جولة في المطعم !"

"نعم فعلت "
أخذت كيارا نفساً عميقاً و امسكت بطرف سور الشرفة حتئ يساعدها لتقف ...
"إذا كنت لاتزال تريد أن ترئ المكان سأخذك في جولة حول المكان "

"نعم أريد "

ألم يسمع ماقالته له كيارا ! لم تفهم لماذا انجلو لازال يصر علئ أخذ جولة هو يقف أمامها لأنها اتفقت معه من قبل ويجب أن تكون عند كلمتها ويمكن أيضاً تكون فرصه لها لتلقي النظرة الأخيرة علئ المكان قبل أن يتحول لمتجر تحف وتذكارات سخيف !

عندما اقتربت كيارا من الباب الأمامي للمطعم لتدخل فتح لها انجلو الباب وانتظرها لتدخل إلا أنها لم تدخل فوراً بل بقيت تمعن النظر له ولطريقته المهذبه معها ...
تلاقت نظراتهما و اكتشفت كم هي جميله عيناه البنيه الداكنه وشدة وسامته وقوة بنية جسمه التي يخفيها تحت بدلته الرسمية و نظراته التي تخفي الكثير هل هو مهتم بها ؟!
أم أنه فضول منه فقط ؟! كيارا لم تعرف الجواب !

"شكراً سيد تومسي "
حتئ بعد أن دخلت من الباب لازالت تسترق النظرات له ...
انجلو يبادلها النظرات أيضاً لكنه بقي يتصرف كرجل مهذب جنتلمن ...
فكرت كيارا بصمت بالتأكيد لديه اشغال و امور اهم من أن يأتي ليرئ مطعم صغير مثل مطعم سانتيغو بأرباحه القليله مقارنة بالفندق الذي اشتراه بملايين الدولارات لايمكن أن يكون مهتم بشرائه استثمار صغير مثل هذا لن يكون مهم له !

"حسناً " كيارا تكلمت وهي تبتسم ...
"هذا البار طوله 20 قدم مع طاولتان خدمه جانبيه بطول 3 قدم من الجانبين وكلها من خشب المهاغوني الفاخر والصلب"
ونقرت باصابعها على كاونتر البار ومسحت بكفها على اعلئ الطاولة ...
"مسحت اللمعه التي علئ اعلئ الخشب تحميه من خدش الرمال التي قد تقع عليه أو تأثير الرطوبه والملح ...
أجد أنه في غاية الجمال خصوصاً عندما تشع عليه الأضواء المعلقه فوقه من السقف دائما مااجلس على البار يعجبني المكان هنا "
إبتسمت ابتسامه عريضه وهي تصف له البار ...

أشار انجلو بإصباعه ...
"اعجبني الترتيب و الديكورات التي خلف البار يبدو أن المالك يحرص علئ توفير شراب فاخر من انواع عده مناسبه لعدة اذواق !"

أومت كيارا رأسها بالموافقه ومشت حتئ توقفت عند الجدار ...
"يوجد عدة صور ولوحات تبرع بها بعض الزبائن الدائمين للمطعم سيد سانتيغو يحرص علئ مسحها من الغبار وتنظيفها في الإسبوع مره أو مرتين هو فعلاً يهتم بها وبالمكان جيداً"

إقترب انجلو و ضم ذراعيه معاً ينظر لإحدئ اللوحات لظل رجل يقف أمام المحيط عينا انجلو فيها نفس نظرة الرجل بصورة كلاهما يبدو لديه شوق وطموح لشيئ ما لكن لا أحد يعرف ماذا ؟! أو أن كلاهما تائهين في افكارهما !

"حسناً "
قالها انجلو واستدار ينظر للمكان حيث طاولات العشاء ...
"أرئ صالة العشاء ممتلئة بالزبائن وهذا مؤشر جيد علئ أن الشيف طباخ ماهر .. لم أرئ خزانة النبيذ التي احببتها وتحدثتي عنها في المرة الماضية في السيارة لما لاتريني إيها ؟! "

"بالتاكيد سيد تومسي من هنا الطريق إتبعني "

مشت كيارا متجاوزه عدة طاولات يتبعها انجلو حتئ وصلت لبيانو عتيق الطراز جميل وكأنه قطعه اثريه اصيله بجانب باب بني غامق اللون ...

"هذا البيانو كان ملك لجدة السيد سانتيغو قام المالك بتجديد بعض مفاتيحه التي تعطلت و يعامله مثل قطعة ذهب ثمينه"

"ييدو كتحفة تاريخيه اصيلة "
مرر اصابعه بخفه علئ مفاتيح البيانو يضغط عليها ويجرب هل تعمل و انطلقت نغمات المفاتيح تعمل بشكل جيد ...
"أنه قطعة اثريه جميله في المطعم هل قام أي من الزبائن بالعزف عليه ؟!"

"فقط زوجين عزفا معاً عليه "
ردت عليه بينما هي تفتح له الباب البني الجانبي ..
أخذ انجلو نفساً عميقاً وهو ينظر النظرة الأخيرة للبيانو قبل أن يتبعها لداخل !

زعيم المافيا Where stories live. Discover now