زعيم المافيا

الفصل الرابع عشر

اليوم عيد ميلاد انجلو وطوال الخمسة والأربعين الدقيقة الماضية كيارا تقلب بطاقة الإهداء بين اصابعها محتاره ماذا تكتب له حتئ وجدت الرسالة المناسبة تمنت أنها ستعجبه ..

خرجت من سيارتها و هي تمسك بزجاجة نبيذ فرينش كاربينت فاخرة وثمينه جداً تحملها على ذراعها مثل بيبي مولود حديثاً هناك فقط عدد محدود من هذه الزجاجة معروض للبيع في كل انحاء البلاد بالتأكيد هي الهديه المثاليه لانجلو ..

مشت برشاقه وعلئ رؤوس اصابعها على عتبات سلم ملهى الوهم حتى صعدت و دخلت من الأبواب المزدوجه ..
وجدت الكلوب مظلم وهااااادئ جداً بشكلٍ عجيب !
مع أنه تبقئ ساعه واحده لاستقبال زبائنه ! كيارا توقعت أنها ستجد الموظفين يحضرون المكان لليلة مزدحمه لإستقبال ضيوف الكلوب المعتادين خصوصاً و أن الليله ويكند من يوم السبت ..
مع هذا هي لم تسمع خطوةً واحدةً إطلاقاً المكان خالي وصامت فوق العاده و المعقول !

وفجاءة سمعت صوت جهوري قوي غاضب يصدح في المكان !

"كيف تجروء أن تأتي هنا و تضع طلباتك و شروطك و كأنك الزعيم ؟؟!! هل تظن أن هذا سيفيدك ويجعلني اخضع لك ؟؟!!"

وبعدها سمعت سقوط مدوي و كأن شخص ما يسقط و يتقلب من عتبات سلم اللوبي الكبير ولحقها صوت خطوات ثقيله لجزم لعدة اشخاص ينزلون من السلم ..

كيارا تجمدت في مكانها و توقفت عن التنفس من الرعب هي لم يسبق أن سمعت انجلو يتكلم بهذه النبرة ابداً من قبل !!
نبرة صوته والتي تشتعل غضباً ارسلت موجة قشعريرة لكامل جسمها من عنقها و حتئ اطراف اصابع قدميها !
فوراً وضعت يديها على الحائط خلفها لتستند عليه لتعيد التوازن لساقيها التي ترتجف من شدة الخوف ..
كيارا شعرت بلحظه و كأن الزمن توقف فيها لما سمعت صوت اطلاق نار مرتين من مسدس !!

******فلاش باك******
***ذكرى من ماضيها سرقتها من حاضرها***

اختبئت كيارا في الركن بجانب باب مكتب والدها المفتوح تستمع لسيل من السباب واللعنات الغاضبه صداها يسمع في كل انحاء المنزل هي لم يسبق ابداً أن سمعت صوت والدها يعلو لهذا الحد يتخاصم مع شخص يقف امامه دخل لمكتبه لتو !

"كيف تجروء أن تأتي أيها اللعين لمنزلي و تحدثني بهذه الطريقه ؟! إذا كان لديك كلام المفترض أن تنتظر حتى اكون في مكتبي في الشركة وليس هنا في المنزل ليس لديك الحق و الأسباب التي تسمح لك أن تأتي لتقول لي هذا هنا حيث تعيش ابنتي !! أنت تعلم جيداً أني لا أرضى بهذه القذاره منك أيها اللعين "

"تعالي معي "
قالها لها السيد سوليفان مربيها الخاص بنبرة صارمه ولكن مهذبه جنتلمن امسك بكف كيارا و قادها لتتبعه من الممر الذي فيه مكتب والدها ..
"هذا المكان لايناسبك اتبعيني كيارا "
وقام برفع كلتا كفيه ووضعها حول اذنيها ليحجب سمعها عن الحديث الغاضب في المكتب وبعدها سمعت صوت وكأنه قنبلة صغيره وقعت بشكل مدوي !
سقطت كيارا على الأرض من شدة الخوف على حياتها لكن السيد سوليفان امسك بها بسرعه وحملها بين ذراعيه حتى غرفتها ..

********

مع صدمة هذه الذكرئ رفعت كيارا كلتا يديها المرتعشه على فمها فسقطت البطاقه من يدها و كذالك زجاجة الشراب على الأرض و اطلق صوت تحطم الزجاج وتبعثره صدى في كل ارجاء المكان الهادئ ..

"من هناك ؟!"

انجلو وبنبرة امر قالها بينما هو يقف تحت الأضواء الخافته امام السلم في وسط الكلوب كيارا لم تنطق بحرف !
جسمها يرتعش من المنظر هي لم تكن تستطيع ان تجيبه حتى و أن حاولت ..

"اجبني الأن من أنت أو ستكون التالي !!"

بنبرة تحذير قويه انجلو قالها وهو يمسك بمسدسه بقوه هو اطلق منه النار مرتين قبل قليل هي تعلم من خلال نبرة صوته انه لا يمزح و أنه لن يتردد أن يفعلها مرة ثانية !

كيارا لم تكن مستعده ابداً لمواجهته و اختارت أن تهرب بسرعه من خلال الباب الخلفي قبل أن يراها أو يكتشف وجودها أحد ..
هربت بسرعه تركض من عتبات السلم لمواقف السيارات القريبه حتئ وصلت لسيارتها و بالكاد كانت ستفتحها وتركب لتهرب بعيداً عن الكلوب فجاءةً ومن خلفها اطبقت عليها ذراعين قويه وحملتها من خلال الباب الخلفي لتعود مرةً اخرى للكلوب !

"محاولةً جيده"
قالها لها رفال وهو يضعها لتقف على قدميها على الأرض ..
"يبدو أنه أنا و أنتي سيكون علينا أن نتعرف على بعضنا أكثر"

حاولت كيارا أن تهدئ من روعها و أنفاسها لكن كفيها لازالت ترتعش بدون سيطره .. اكتشفوا وجودها وامسكوا بها وليس لديها أي فكره ماذا سيفعلوا بها ؟!

"بارت"
نادى رفال على بارت و التفت كيارا لتراه يقف خلفها وهو يبتسم وكأنهم لتو قبضوا على فأرٍ صغيرٍ خائف !
علمت في حينها أنها شهدت علئ شيئ ماكان يجب عليها أن تسمعه أو تراه ..

"إذهب و اقفل البابين الأمامية و جد أحد ينظف الشراب المنسكب علئ الأرضية"
اشار رفال بإصباعه لبارت لينفذ وذهب بارت ..

"أما أنتي ستأتين معي لطابق العلوي"
وامسك كيارا بساعدها يقودها لتمشي معه ..
"اظن انه ليس لدي خياراً آخر اليس كذالك ؟!"
سألته وهي تعلم مسبقاً الإجابة ..
رفال بقي يمشي بجانبها بملامح صارمه بينما هو يرد عليها ..
"لا ليس لديك أي خياراً أخر ليس بعد اليوم !"

تنهدت كيارا بعمق و صعدت معه عتبات السلم المفروش بالمخمل الاحمر حتئ الطابق العلوي ..
هؤولاء الرجال هم مثل والدها بالضبط يأخذون كل دخيل عليهم على محمل الجد .. تذكرت تحذيرات انجلو لها لما كانا على الشرفة ليلة الإفتتاح فجاءة كل شيئ بدأ لها مفهوم وواقعي ! لكن إلى أين يأخذها رفال الأن ؟!

"صالة VIP خلف هذه الأبواب"
قالها رفال بينما هو يضع بصمة ابهامه على جهاز اسود صغير معلق في الجدار ..
"هناك طريقتين للخروج من هنا كيارا أما أن يكون معك بطاقة مرور مصرحه أو بصمة ابهامك مسجله في النظام الأمني للمكان !"
ونظر لها رفال مباشرةً ...
"و أنتي لا تمتلكين أي منها لذالك لاتحاولي الهرب لانه سيكون بلا فائدة !"

لن يسمحوا لي أن اغادر ابداً ! فكرت كيارا بهذا وهي تشعر بقشعريره من كلامه بينما هو يقودها لتمشي من خلال الأبواب حتئ انعطفوا في الممر الطويل وبدأت تسمع صوت موسيقى يرتفع كلما اقتربت اكثر ..
أخيراً رأت مدخل فخم بإضاءة رائعه تزداد قوتها كلما اقتربوا منه حتى وصلت لترئ صالة كبييييرة رائعه لكازينو خاص بالVIP طاولات البوكر الكوتشينه تتوزع في ارجاء المكان و اجهزة لعب القمار تصطف بترتيب بينها و هناك عدة رجال ببدلات رسمية انيقه يلعبون الروليت بجانب البار ..

تجاهل رفال كل هذا وبقي يقودها لتمشي حتى تجاوز فتاتين ترقصان على منصة مسرح مرتفعه في وسط المكان ..
كيارا امتعضت ملامح وجهها وهي ترى الفتاتين باندروير صغير جداً شفاف و براه تكشف الصدر و الحلمات بشكلٍ فاضح !
كيف يكون هذا شيئاً مختلفاً عن ملهئ العراة ؟!
نساء نصف عاريات يرقصن و يستعرضن من اجل متعة الرجال هذه الفكره لم تسعدها ابداً !
وفكرت أنه بالتأكيد انجلو يرى هذا المنظر كل ليله و لديه الجرءه ليقول لها أن الكلوب الذي ذهبت له مع ليليا في ميامي لايلائمها إطلاقاً !!

رفال لازال يقودها حتى مرت بجانب عدة طاولات يجلس عليها مجموعة من الرجال بملامح جادةٍ على وجيههم بينما هم ينظرون لبطائق الكوتشينه بأيديهم ..
وصل لأحدئ الطاولات وسحب مقعد لها لتجلس ..

"هذا المقعد لك انضمي للعبة الكوتشينه !!"

وتكلم رفال من خلال سماعه صغييره مثبته في إذنه وهو يخفي إبتسامته ! كيارا تسألت متعجبه هل اللعبه هي ببطائق الكوتشينه أم شيئاً آخر مختلفاً يقصدونه ؟!
جميع الرجال الجالسين على طاولتها توقفوا قليلاً و نظروا لها بتمعن ..
شعرت كيارا أنهم يلعبون عليها و انهم يحاولون أن يدفعون أعصابها للإنهيار ..
جزء منها يريد أن ينهار الأن وتبكي ولكن الجزء الأخر منها لازال متماسكاً و كأنه قد اعتاد وكبر طوال حياتها علئ هذا الإحساس الممزوج بالخوف والرعب و الرغبة في البكاء ..
وبكل بساطة نظرت لمجموعة الرقاقات امامها و انتظرت ..

"هاك هذه الرقاقات"
قالها رفال بينما هو يضع مجموعة منها أمامها لتبدأ بالمراهنه واللعب بها ..
"هذه الرقاقات هي كرم و تفضل من رئيس ومالك شركتنا"

" كرم من المالك ؟!"
رفعت كيارا حاحبيها متعجبه بينما هي تنظر لخلفها هل انجلو هو المالك ؟!
لااااا من المستحيل أن يكون هو لأنه دائما ماكان يتكلم معها عن الشركة بصيغة أنه موظف برتبة ومنصب عالي فقط !
شردت كيارا بفكرها ربما المالك هو ذاك الرجل العجوز انطونيو الذي أخذها انجلو لمقابلته في المطعم !
نعم ربما يكون هو لأنه طرح عليها عدة اسئلة وكيف تعرفت على انجلو ؟!

اكمل رفال كلامه ..
"الزعيم يقول أنه بإمكانك أن تحتفظي بأي اموال تربحيها في لعبة القمار هذه لكن أن خسرتي سوف يجد طريقه ليسترد أمواله منك !!"

وضعت كيارا كلتا يديها في حضنها و رفعت رأسها لتنظر لسقف و رأت أنه بين كشافات الإضاءة الكثيرة المعلقه بسقف هناك كاميرات عديده صغيرة في كل أرجاء الكازينو ولكن بعضها موجهه نحوها مباشرة ليس لديها الأن أي شك أن المالك والزعيم يراقبها الأن من خلال الكاميرات !! 

"حسناً سألعب "
قالتها وهي تحاول أن تركز باللعبه هي لاتريد أن تفكر بالذي قد يفعله بها انطونيو أن هي خسرت امواله !
"ماهو السقف الأعلى لمبلغ الرهان وماهو الأقل ؟! وكم هو سعر الآنتي ؟!"

إبتسم حكم اللعبه وهو ينظر لرفال ليجيب بدلاً عنه ..
"خمسمائة اعلى سعر لرقاقة اللعب و اقلها خمسين وسعر الآنتي خمسه وعشرين "
أومأت كيارا برأسها بالموافقه و اخذت رقاقات من منتصف الطاولة قربتها لجهتها للمراهنه عليها ..
في لحظة ماوزع حكم اللعبه بطائق الكوتشينه على جميع اللاعبين حول الطاولة رفعت كيارا بطائقها ورتبتها في يدها

"كم رهانك كيارا ؟!"
سألها رفال وهو يمسك ببطائقه ..
"مائة دولار"
قالتها وهي ترمي برقاقتين من فئة خمسين لكل واحده مجموعها مائه ..
عادت بها الذكرئ لمنزلها إعتادت أن ترى والدتها والسيد سوليفان يلعبانها معها ..لعبة البوكر ليست بهذه الصعوبه أن هي ركزت و انتبهت لبقية اللاعبين السيد سوليفان علمها كل شيئ عن لعبة البوكر ..

إثنين من اللاعبين تبعوا نفس قيمة رهانها و كذالك فعل رفال و إثنين آخرين رموا برقاقات الرهان لمنتصف الطاولة ..
كيارا لاحظت أن اللاعب الذي على يمين حكم اللعبه لما طلب تبديل الورق و اخذ ورق جديد لم يكتفي بذالك بل بحركة سريعه اختلس بعض رقاقات المراهنه التي أمام الحكم !
ياله من خبيث !!
تفاجئت كيارا أنها الوحيده من لاحظه من بين جميع اللاعبين فكرت كيارا أنها لن تتمكن من الفوز بوجود لاعب غشاش يلعب معهم !

"سأراهن بمائة اخرئ"
تبعها احد اللاعبين بنفس الرهان وكذالك فعل رفال و اللاعب الغشاش ..
كشفت كيارا عن اوراقها لأربع بطائق كوتشينه متماثله لرقم ثلاثه .. رفال كشف عن فل هاوس اربع بطائق كوتشينه متماثله للبنط .. اللاعب الغشاش كشف عن بطائق متماثله لخمسة قلوب ..
حكم اللعبه أعلن ..
"آنتي لرفال"
فاز رفال بالجولة الأولى و مد يده ليجمع رقاقات الفوز من وسط الطاوله ..
ثم لاحظت كيارا شيى غريب لما بدأ حكم اللعبه يوزع ورق جديد لاحظت أنه قام بإعطاء اللاعب الذي علئ يساره بطاقتين كوتشينه إثنتين زيادة عن بقية اللاعبين !!
ادارت عيناها بسخريه وهي ترفع بطائقها لتنظر لها وجدت أنها بطائق ضعيفه وقامت برميها على الطاوله ..

"أنا انسحب من اللعب !" 

"ماذا ؟!"