~عبرات ابية~
~~
عندما نتألم تقسى قلوبنا،مهما كنا طيبين فإذا تملك الانتقام من قلوبنا تغشى اعيننا.
شيء ليس بجديد..وعلى طول رحلتنا رأينا أن نهاية الانتقام مؤلمة كثيراً،لكن بعض البشر لا تتعلم من تجارب الاخرين..بل من تجاربهم هم،لذلك لنترك لهم فرصة رؤية النتائج.
ونتمنى ألا يكون الأوان قد فات حينما يفوقوا من غيبوبة الانتقام،عندما يدركوا أن الغاية لا تبرر الوسيلة الدنيئة..وأن للحروب شرف.
دلف الى وكرها بقدميه بثبات يحسد عليه،وهل تليق القوة والسلطة والثبات إلا به!
هو قيس العزمي الذي باشارة من يده يحرك رجالاً ذوي صوت كرعد،لكن امامه لا يجرؤ أحدهم على التفوه بحرف.
لذلك صدق أو لا فهو الان في وكر الملكة شخصياً،وحيداً عزلاً بلا سلاح بعد أن تجرد منه على بوابة المكان.
لكنه جاء اليوم ليعرف اي لعبة تحيكها تلك المرأة.
ألقت نظرة أخيرة على مظهرها في المرآة مبتسمة بسعادة قبل أن تعطي الأمر لرجالها كي يسمحوا له بالدخول ويتركهم وحدهم.
ثم توجهت إلى البار صابة لنفسها كأس من الخمر وله ايضاً،بهدوء بدأت ترتشفه وهي ترى خطواته الثابتة بداخل غرفتها ولم تنسى القاء نظرة على ملامحه الواثقة،ابتسامته الساخرة،رجل لا يهاب احد،لا يعرف الخوف طريقا لقلبه.
-انرت مكاني المتواضع سيد قيس..هكذا ترحبون ببعضكم هنا اليس كذلك؟
انجليزية هادئة نطقها لسانها وهي تراقب عيناه اللتان تدوران في أنحاء الغرفة حتى استقرت عليها،فاتسعت ابتسامته وهو يجلس على احدى المقاعد واضعاً قدم فوق الاخرى مميلا برأسه على يده حتى استندت وجنتاه على كفه وهو يقيم بعيناه تلك الأنثى الماثلة أمامه،و كخبير في انواع النساء يستطيع الاشادة بكفاءة هذه الأربعينية المتصابة.
-هلم لي
أول ما نطق به وهو يختبر تأثيره عليها لعل استنتاجه يكون خاطئ،لكن عندما بدأت تخطو نحوه بروية سبها بداخله.
اللعينة واقعة في غرامه كمراهقة بلهاء.
مدت يدها بكأسه فتناوله منها ووضعه على الطاولة التي تجاوره ليقول ببرود:
-شرف لي أن تستضيفيني في وكرك..ملكتي
-اي خير فعلته كي تحضر الى شخصياً سيد قيس
اجابته بهمس وهو تشرف عليه،فارتسمت ابتسامة جانبية على وجهه وهو يقول:
-الملكات لا تفعل خيراً..و وجودي هنا ايضاً
ثم رفع عينه الجامدة محدقاً في عينيها مردفاً:
-ليس بخير ابداً
أنت تقرأ
بالقلب نيران وغيوم(الجزء الثالث والأخير من سلسلة أقدار متشابكة)
Romanceقبل أن تشعر بمن يجذبها من معصمها نحو إحدى الغرف ويدخل بها ليلصق ظهرها بالباب ويهمس من بين أنفاسه الساخنة: -ايه اللي انتِ لبساه ده -ياسين! كانت اجابتها همسة باكية باسمه جعلت قلب الأخر ينتفض بلا ارادة منه وتسلل القلق إلى ذاته ليرفع رأسها نحوه فيجد تجم...