~جرحى الوحدة~
~~
-ظافر
ناداه يسحبه من شروده ليرفع رأسه ذاك الآخر ناظرًا إلى صديقه بضعف لم يطل من عينيه طوال حياته.
اقترب قيس من مقعد ظافر وجلس جواره مربتًا على كتفه بقوة قائلا بعزم:
-ظافر اللي اعرفه عمره ما يضعف مهما حصل..ياسين هيبقى كويس والدكتور طمنا ونيران هتضايق شوية وتتمرد بس ملهاش حد غيرك يا ظافر..انتَ عارف هي بتحبك اد ايه..وحتى مروان بخير
ثم أخرج من جيبه خمس تذاكر طياران وقال بابتسامة لم تصل لعينيه:
-احنا بقالنا سنين متفرقناش بس جه الوقت اللي اخرجك بيه من اللعبة زي ما دخلتك فيها..دول هتروح للمكان اللي كنت مختفي فيه بعد موت ممدوح..المكان تحت سيطرة منظمة المكافحة ومتأمن..هناك هتـ...
قاطعه ظافر بهدوء قائلاً:
-لا يا قيس..مش ظافر الحويني اللي يهرب..احنا حصلنا اكتر من كدا وعدناه..نصرنا قرب وانا مش ههدى الا أما اخد حقي منها
قيس يشعر بالذنب لانه اقحم صديقه العزيز بحرب لم تكن له من الاساس،لكن ظافر معه حق الامر على وشك الانتهاء،بعد أن وجدوا تلك الفتاة بدأ العد التنازلي لوداع الملكة حقًا،لكن قبل ذلك يجب أن يؤمن جيل الصغار الذي باتت الملكة تستخدمه للضغط عليهم.
~~~
-اياس اعقل
قالها داني وهو ينفث دخان سيجاره بهدوء بينما يراقب سطح النهر الساكن يجاوره اياس الناظر للسماء المعتمة بعينين اكثر عتامة،عتامة امتلكت قلبه منذ زمن بعيد.
-مش عارف كنان قالك ولا لا بس انا كمان مع أبوك في الحرب دي
-تبقى مغفل لو فاكرني مش عارف..مفيش حاجة قيس باشا بيعملها انا معرفش عنها
أجاب إياس ببرود ليتهكم داني قائلاً:
-لعبة المخترق الالكتروني بتاعتك..انا ازاي نسيتها!
-ومع ذلك انا مش عارف سرك..معرفتك بكنان جت منين..ياسين..وليه ظهرت لي!
-كلها صدف..ياسين ساكن في نفس العمارة..كنان معرفة من ساعت ما كنت عايش برا..حتى صداقتنا صدفة وقت ما شوفتك في المقابر ومنعتك تنتحر
ازدادت عتامة عيناي إياس وهو يتذكر تلك الذكرى المشؤمة،بينما أردف داني:
-حتى وانا بدرب مع ابوك مكنتش اعرف انك ابنه ولا أن ياسين يقرب له وحتى مكنتش اعرف انه عم كنان..ابوك قدم لي اللي انا عاوزه فمهتمتش اعرف اي حاجة تاني
القى بسيجارته اسفل قدمه ثم ابتعد عن سور الكورنيش ووضع كفيه في جيبه قائلاً بنبرة غامضة مظلمة:
أنت تقرأ
بالقلب نيران وغيوم(الجزء الثالث والأخير من سلسلة أقدار متشابكة)
Roman d'amourقبل أن تشعر بمن يجذبها من معصمها نحو إحدى الغرف ويدخل بها ليلصق ظهرها بالباب ويهمس من بين أنفاسه الساخنة: -ايه اللي انتِ لبساه ده -ياسين! كانت اجابتها همسة باكية باسمه جعلت قلب الأخر ينتفض بلا ارادة منه وتسلل القلق إلى ذاته ليرفع رأسها نحوه فيجد تجم...