الفصل الثاني عشر

2.6K 101 2
                                    

~بلا فائده~

~~

~اكتشفت أنني لم أكن أعرف معنى السعادة..الايام السبع التي قضيتها بين أحضان مروان كانت اولى خطواتي لتذوق معنى الحياة الحقيقي.

مروان رجل لم أرى مثله من قبل..ولن أرى..نعم أشعر وكأنني بدأت أقع في حبه.

مازلت خائفة قليلًا..لكن حينما أكون بين ذراعيه أنسى كل الدنيا وفقط اتذكر أن الله وهبني أعظم هدية في العالم..زوجي العزيز..مروان ظافر الحويني~

اغلت مفكرتها عندما سمعت صوت مروان يناديها من دورة الحمام صائحا:

-أنا خلصت يا غيمة..جهزي نفسك علشان نمشي يلا

نهضت من مقعدها ودست مفكرتها في حقيبتها مخفية إياها عن الأنظار و اتجهت لتبدل ملابسها.

اليوم يذهبون إلى قصر الحويني حيث سيقضيان الباقي من عمرهما فيه.

وقد كان مروان متفهمًا جدًا لخوفها من الاختلاط بعائلته فحرص على أن يخصص جناح لهما بعيدًا عن سكان القصر حتى لا يزعجوا غيمته.

ابتسمت لانعكاس صورته في المرآة وهي تراقبه بينما يجفف شعره بالمنشفة،كم هو وسيم يا الاهي.

لاحظ تأملها به فابتسم بخبث لتبعد هي عينيها بتوتر.

اتجه إليها وقيدها بين ذراعيه هامسا بأذنها:

-عارف اني قمور وبما انك مراتي فالتأمل عليه ثمن رمزي كدا

توردت وجنتيها وهي تقول بخجل:

-ده خيالك..خلص لبسك علشان منتاخرش

-مستعجلة اوي كدا ليه..خلينا اعدين حبة كمان

خفت صوته فوضحت بحته التي ورثها عن أبيه،تناول كفها وطبع قبلة عميقة عليه وهو يردف متسائلا بقلق نسبي:

-متأكدة أنك هتستريحي في القصر يا غيمة؟

تنهدت غيمة تحاول ابعاد الثقل الذي في صدرها لكن بلا فائدة،قلبها يحثها أن تظل هنا بعيدًا عن اهل زوجها لكن خوفها من أن يغدر بها مروان يجعلها تجازف بدخول مغامرة كتلك.

-متخافش عليا يا مروان انا...

حاولت طمأنته فقاطعها هو قائلًا:

-لا اخاف..غيمة اوعديني لو أي حد اتعرض لك من أهل البيت تقوليلي..صدقيني لولا خوفي من قعدتك هنا لوحدك انا عمري ما كنت وديتك هناك

اراحت غيمة رأسها على صدر مروان واغمضت عينيها قائلة بهدوء:

-متخفش يا حبيبي انا هبقى كويسة

تعرف كيف تعيد الابتسامة لوجه مروان،فها هو يقبل رأسها ثم يتركها لتكمل ما كانت تفعله وقد طمأنته قليلًا،رغم عدم طمأنتها هي.

بالقلب نيران وغيوم(الجزء الثالث والأخير من سلسلة أقدار متشابكة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن