~أقدار~
~~
تأملها وهي نائمة وكأنه ادمن مراقبة سكناتها.
ظلت طوال الليل مستيقظة تتشبث بصغيرها ولم تغفوا سوى من عدة ساعات قليلة،لقد واجهت يومًا عصيبًا اليوم،كما يبدو أن ذاك الوغد كان يترصد لها منذ فترة واستغل كونها وحدها بالمنزل ليهجم عليها.
نظر إلى إمارات البكاء التي على وجهها فقبض على كفه بشدة حتى ابيضت مفاصله وهو يسب ذاك الأحمق لتجرأه على المساس..بزوجته.
زوجته نعم،ليست وسيلة للانتقام.
بعد أن ينتهي كل شيء سيخبرها بحبه ويطلب منها البقاء معه للأبد..مهلًا
حبه!
يحبها!حقًا!منذ متى؟وماذا عن تلك الـ...
انتفاضتها قطعت حبل أفكاره ليلتفت لها بقلق ويحاول تهدئتها بينما هي تصرخ تريد ابنها.
-متخافيش نايم في اوضته..متخافيش
تشبثت به وهي تترجاه ببكاء قائلة:
-متخلهوش ياخده أنت وعدتني أنك تعامله كأنه ابنك..ارجوك متخلهوش ياخده
احتضنها وهو يقول برقة:
-محدش هياخد نور منك صدقيني..استريحي انتِ بس
هدأت بفعل كلماته،فبعد إنقاذه لها هي ممتنة له حقًا،خصوصًا وهي تستشعر منه أنه لم ينقذها لأنها مهمة لانتقامه فقط،بل هناك سبب اخر لا تعرفه.
-مراتك كويسة؟
سألت بعد مدة طويلة من الصمت وهي ساكنة بين احضانه لكن تشنج جسده اقلقها،جعلها ترفع رأسها لترى ملامح المعتمة فترتبك.
-هطلقها
كلمة قالها بجفاء وكأنه لا يهتم،بسهولة هكذا يريد أن يطلقها!
ماذا عن الحب الذي بينهما؟
ابتعدت عنه بتفاجئ وهي تتسأل عن السبب فلم يجيبها،نهض من مكانه بهدوء وخرج من الغرفة اخذًا سجائره معه.
تاركًا اياها تتخبط في بحار التساؤل والندم،أيعقل أنها سبب هذا الخلاف!
لن تستسلم حتى تعرف سبب قراره هذا،فهي تدين له بالكثير في النهاية واجل الامور انه كتب نور على اسمه كي يستطيع عيش حياة طبيعية كأي طفل.
دلف إلى المطبخ يعبث هنا وهناك باحثًا عن القهوة لكنه لم يجدها،لتدلف هي خلفه وتتناول إحدى العلب من رف المطبخ وتقول بهدوء وابتسامة بسيطة:
-اقعد وانا هعملهالك
فكر برهة ثم جلس مستسلمًا لتواليه هي ظهرها وهي تقف أمام الموقد تحضر كوبان من القهوة.
-خانتني
همسة خرجت من فمه جعلت يدها ترتعش لوهلة وهي لا تصدق ما قاله،التفتت له بتفاجئ فوجدته جالس أمام الطاولة يريح رأسه عليها وينظر للهجهة الأخرى وقد أشعل السيجار الثاني حتى الآن.
أنت تقرأ
بالقلب نيران وغيوم(الجزء الثالث والأخير من سلسلة أقدار متشابكة)
Romanceقبل أن تشعر بمن يجذبها من معصمها نحو إحدى الغرف ويدخل بها ليلصق ظهرها بالباب ويهمس من بين أنفاسه الساخنة: -ايه اللي انتِ لبساه ده -ياسين! كانت اجابتها همسة باكية باسمه جعلت قلب الأخر ينتفض بلا ارادة منه وتسلل القلق إلى ذاته ليرفع رأسها نحوه فيجد تجم...