~عذاب الحب~
~~
صباح يوم غائم لم تظهر به شمس انطلق صرخة عالية من داخل قصر الحويني.
والمشهد هو كالآتي...
غيمة تقيد ليلاس ببكاء بينما تلك الأخرى تصرخ وهي تنادي والدها الملقى أسفل الدرج جريح الساق،يشرف عليه ظافر وهو يوجه السلاح إلى رأسه لكن اهتزاز يده كان واضح للعيان.
أما ليلى فكانت تراقب الأمر بجمود كأنه لا يعنيها،كأن المصاب ليس زوجها وحبيبها!
تجاورها عشق التي كتمت فمها بكفها وعبراتها تتسلل من بين جفنيها المغلقين بألم.
-مكنتش اتمنى الموضوع يوصل لكدا..بس لازم تبعد عن طريقنا يا قيس
قال ظافر بثبات خارجي يحاول اقناع نفسه أن ما يفعله هو الصواب،يحاول إخماد
ثورة مشاعر صداقته القوية تجاه صديقه حتى ينقذ ما يمكن انقاذه..يحاول الثأر لكل فرد من عائلته.
نظره مشوش..لا ليس بسبب ألم الرصاصة التي اخترقت قدمه بل بسبب ذاك المنوم الذي تجرعه من يد..زوجته!
لقد تأمرت معهم ضده!غضبها منه جعلها تمحي حبه من قلبها تمامًا!
جفناه يغلقان،الرؤية أمامه تتلاشى،لكن صوت ابنته الباكي يخترق أسماعه..صياحها الباكي بأسمه،الأحمق ظافر لما لم يبعدها عن القصر اليوم.
ليلاس صغيرته ستنهار حتمًا،لقد كانت تستمد منه القوة إذا ما ضعفت..من لها من بعـ...
-سيبوه محدش يلمسه..بابا فوق..ابعدي عني بقولك
تصيح وتحاول الفرار لكن غيمة متشبثة بها بقوة حتى يرحل رجال ظافر ساحبين معهم والدها الذي غاب عن الوعي.
ازدادت حركة ليلاس وقد بح صوتها من الصراخ ومع فرط حركتها افلتتها غيمة بدون قصد لتتدحرج ليلاس من أعلى الدرج،خلفها غيمة التي ارادت انقاذها لكنها تعثرت.
ركضت ليلى إلى ابنتها ترى ما حل بها ليواجهها صياح ليلاس المبحوح:
-ابعدي عني..انتِ السبب ابعدي
زحفت بضعف إلى الخلف وهي تتلفت حولها بخوف ورعب حقيقي،تبحث بعينها عن مغيث،صور ذكرى خطفها تعاد أمامها وهذه هي حالتها كلما ابتعدت عن والدها،كلما ابتعدت عن مصدر أمانها ومنقذها.
صياح عشق باسم غيمة جذبها من زعرها لتلتفت إلى تلك التي سقطت مثلها وتهم بالاقتراب منها تبتغي انقاذها.
لكن منظر الدماء المتدفق من جسد غيمة جعلها تتصلب مكانها..ترتعد وجسدها يرتجف بشدة وقد ادركت حقيقة أن الطفل قد رحل..طفل مروان مات بسببها!
عند هذه النقطة فتحت ذراعيها مرحبة بالظلام حيثما غرقت بعيدًا عن واقعها الأليم..لكن لسانها نطق اسمه بلا وعي يستنجد به.
أنت تقرأ
بالقلب نيران وغيوم(الجزء الثالث والأخير من سلسلة أقدار متشابكة)
Roman d'amourقبل أن تشعر بمن يجذبها من معصمها نحو إحدى الغرف ويدخل بها ليلصق ظهرها بالباب ويهمس من بين أنفاسه الساخنة: -ايه اللي انتِ لبساه ده -ياسين! كانت اجابتها همسة باكية باسمه جعلت قلب الأخر ينتفض بلا ارادة منه وتسلل القلق إلى ذاته ليرفع رأسها نحوه فيجد تجم...