~أحاديث الماضي~
~~
شاردة،من بعد سماعها لموافقته على الزواج منها وهذا هو حالها.
اهانت نفسها أم كانت تطالب بحقها؟
وهل هذا كافٍ لتشعر بالسعادة؟
هل سيعوضها ياسين عن عذاب الماضي؟هل ينسيها مصائب الحاضر؟هل سيقبل مظهرها..عقمها..الامها..اوجاعها وعبراتها التي لا تظهرها لأحد.
هو لن يفعل،ياسين لم يتزوجها إلا لينتقم منها..تعلم
لكن إن كان يحبها كما يزعم فسيسعدها،فإذا لم يفعل لن تسمح لأحد بعتابها على ما ستفعله..هي لن تعيش حياة تعيسة للأبد.
وعلى ذكر التعاسة فقد سافرت ذاكرتها الى ثاني يوم مشؤوم في حياتها..الثاني من أصل ثلاثة...
بعد فاجعة مقتل سلمى امام عيني اياس اسر الحزن قلوب الجميع،حالة اياس لم تكن جيدة ابدا،حالة تألم لها كل من عاصرها او حتى سمع عنها.
وكعادة مروان المتهورة أراد التخفيف عن ابن خالته ولو قليلاً،ففي يومٍ عزم على الذهاب إلى عائلة سلمى وتوضيح سوء الفهم الذي حدث،أراد اخبارهم أن إياس لم يكن السبب في مقتل سلمى كما اوهمهم رجال الملكة،رغم أن والده حظره من الامر لكنه تسلل إلى هناك..وكانت هي من رأت.
كانت تصغره بعامين..تعد طفلة
حينما اصرت أن تذهب معه كي لا يكون وحده إذا واجه رجال الملكة،كان تفكيرا سخيفا لطفلين حقًا.
لا تتذكر ما حدث بعد خرجهم من القصر..لا شيء سوى أنها استيقظت على صرخة الم من جوف مروان.
رأت الدماء تتدفق كعين جارية على ظهره،مثبتا للجدار بوجهه يقف خلفه رجل لم تتبين ملامحه بسبب شعره الكثيف الذي تدلى على وجهه.
كان ممسكاً بمشرط يفتح به جروحا غائرة بظهر مروان،فتزداد الدماء..تحت ناظريها.
-دي حاجة للذكرى..اوعدك جثة ابوك هتبقى زيك كدا برده..بس هبدأ برقبته
جملة أنهى بها تعذيب مروان وفك قيده ليتهاوى ذلك الآخر أرضاً.
أما الرجل فاتجه نحوها بهدوء وحنجرته تهتز مخرجة كلمات تعبر عن ما هو بصدد فعله
-ودلوقتي شوف القمر وهو بيتشوه..هخليها مش نافعة غير ليك..شايف انا رقيق ازاى
فتحت عينيها بسرعة وهي تستعيذ بالله من شر الحلم،لتكتشف انها قد غفت وهي غارقة في شرودها
فصارت خواطرها أحلامًا..بصورة واقعية اكثر..وألمًا.
نهضت من فراشها فوجدت أن الشمس قد اوشكت على الرحيل بالفعل،فتذكرت أن لديها موعد مع الطبيبة النسائية الليلة لذلك وجب عليها أن تحضر نفسها.
أنت تقرأ
بالقلب نيران وغيوم(الجزء الثالث والأخير من سلسلة أقدار متشابكة)
Romanceقبل أن تشعر بمن يجذبها من معصمها نحو إحدى الغرف ويدخل بها ليلصق ظهرها بالباب ويهمس من بين أنفاسه الساخنة: -ايه اللي انتِ لبساه ده -ياسين! كانت اجابتها همسة باكية باسمه جعلت قلب الأخر ينتفض بلا ارادة منه وتسلل القلق إلى ذاته ليرفع رأسها نحوه فيجد تجم...