~يا روح لم تلتئم جروحك~
~~
بعد مرور عام،،
الأيام تتوالى في تعاقب الليل والنهار..وفي كل يوم جرح جديد يفتح في قلبي
أريد أن أكون قوية لكنني لا أستطيع ذلك وأنا وحيدة،منبوذة
وانتَ لست معي،جواري..تربت على يدي و تحثني أن أكمل طريق النجاح الذي سرت فيه بفضلك.
أغلقت مفكرتها و خلعت نظارتها الطبية ثم نهضت تنشط الدورة الدموية في جسدها بعد فترة طويلة من الجلوس أمام مكتبها.
تأملت الغرفة الفارغة من حولها لتبتسم بانكسار قبل أن تلفت إلى خزانة ملابسها تحاول عدم التفكير كثيرًا في الماضي والالتفات إلى حاضرها مستقبلها وعملها.
بعد فترة كانت تسير في اروق المشفى واضعة كلتا يديها في جيوب معطفها تحتمي من برد فبراير.
وصلت إلى الكافيتريا تريد مشروبا ساخنا لكن فجأة شعرت بحركة غريبة في المشفى،الاطباء يتجهون إلى قسم الطوارئ فلم تحتاج الكثير من الوقت كي تستنتج أن هناك حدث كبير أسفر عن مصابين عدة.
وبالفعل كان الامر هكذا،فعندما دلفت إلى القسم وجدته ممتلئ بالمصابين الذين تفاوتت درجات إصابتهم.
اقتربت من فراش أحد المصابين والذي وبالرغم من رأسه الناذف إلا أنه كان يضحك ويشاكس الفتاة التي معه في محاولة منه للتخفيف من هول الحادث.
-متخافيش يا انسة إن شاء الله مفيش حاجة خطر
قالت غيمة بعملية لتلتفت إلى المصاب وتقترب من رأسه تفحصه.
-اتصلي بياسين خليه يجي من غير ما يقول لحد بس
قال المصاب والذي كان مروان الحويني لليلاس ابنة خالته لترتعد تلك الأخرى من ذكره لسيرة أخيه فتقول:
-لا هتصل بإياس احسن
-لا لا..إياس لا..اتصلي بأي حد إلا هو
رفض مروان برعب فهو يعلم عاقبة الامر،إياس ابن عمه سيفشي بالأمر إلى سكان القصر ويجعلهم يأتون جميعًا هنا..ناهيك عن نظراته المرعبه التي سيرمقه بها.
ورغما عنها ضحكت من رد فعل أبن خالتها لتسلم أمرها لخالقها وتذهب تهاتف ياسين،فهي لن تستطيع الهرب منه أكثر من ذلك.
أما مروان فرفع بصره إلى تلك الجميلة التي تضمد جراح رأسه ليقول بمشاكسة:
-حالتي خطيرة يا دكتور
فهمت غيمة كلامه أنه سؤال فأجابته ببشاشة قائلة:
-لا إن شاء الله حاجة بسيطة
-بسيطة ازاي بس ده انا وقعت ومحدش سمى عليا
-أفندم!
-بكلمك جد..كنت قاعد فى الاوتوبيس راجع من المطار فجأة انقلبت من الكرسي وراحت ليلاس التخينة واقعة فوقي ومحدش سمى عليا
أنت تقرأ
بالقلب نيران وغيوم(الجزء الثالث والأخير من سلسلة أقدار متشابكة)
Romanceقبل أن تشعر بمن يجذبها من معصمها نحو إحدى الغرف ويدخل بها ليلصق ظهرها بالباب ويهمس من بين أنفاسه الساخنة: -ايه اللي انتِ لبساه ده -ياسين! كانت اجابتها همسة باكية باسمه جعلت قلب الأخر ينتفض بلا ارادة منه وتسلل القلق إلى ذاته ليرفع رأسها نحوه فيجد تجم...