~سيرة البداية~
~~
للطغيان نهاية،مهما زادت قوته وبطشه إلا أن مصيره الهلاك لا محالة.
أما الحب فبلا نهاية،يزداد فيلقب بالعشق ولا ينتهي إلا بالموت.
دق قلبي لهذا..وهذا وكذلك هذا
لكنه قرع طبولًا لكَ وحدك.
ليس كل ما نشعر به حبا..
وليس كل حب عشق
فالأولى فطر الإنسان على مشاعر عدة
والثانية...
أغلقت دفترها ولم تكمل،
و فكرت"التانية أن مفيش عشق اصلا..بس هسيبها فاضية يمكن يكون في فعلا"
خلعت نظارتها الطبية ونهضت من الكرسي متجهة إلى باب غرفتها وهي تحكم سترتها حولها.
خرجت من غرفتها لتلفحها نسمة باردة من نسمات شهر فبراير الليلية.
رفعت عينيها إلى السماء فوجدتها ملبدة بالغيوم،لترتسم ابتسامة صغيرة على فمها وهي تتذكر كلام الأشيب لها:
-سميتك غيمة علشان انتِ رقيقة و بيضة ومعطاءة زيها..لكن مش عوزاك تكوني زي الغيوم بترضي الكل وتغير شكلها علشان متزعلش حد..عوزك يبقى ليكي كيان لوحدك يا غيمة متتأثرش بأي حد..وديما اعملي اللي انتِ شيفاه صح
قطرة ساخنة جرت علي صفحة وجنتها تتبعها قطرة بارة اتت من السماء..وانهالت القطرات من عينها والسماء من فوقها تنعي ذكرى رجل منحها الحب الأبوي وانتشالها من بين قطيع الذئاب الجائع.
~~~
-النور جه
نطقت احدي الفتيات بلهفة وقد عادت الكهرباء وتبدد الظلام المنتشر بالغرفة رغم وجود شموع الإضاءة.
تزامن مع عودتها صرخة حياة صغيرة ولدت في ليلة مظلمة ممطرة،روح انارت ظلمة المكان كما أنارت قلب والدته.
-نور..خليني اشوف نور يا كريمة
قالت امه بضعف للسيدة الكبيرة التي أشرفت على عملية وضعها،لكن نظرات عين كريمة لم تكن مطمئنة البتة.
اخذت الطفل الصغير و احاطته بمنشفة غير عابئة بصرخاته الصغيرة،ووضعه بين يدي احدى الفتيات قائلة بصرامة:
-اديه لحامد وقوليه يعمل اللي اتفقنا عليه
اختلط صراخ الصغير بصراخ امه وكلا منهما يريد الآخر،لكن الحياة في بعض الأحيان قادرة على تجريد الإنسان من أي مشاعر انسانية
فيصير آلة بلا احساس كما هي كريمة،التي التفتت إلى الأم المكلومة وقالت بحدة:
-يوم ما وافقت اشغلك قلتلك اللي في بطنك ملوش مكان هنا يا رونزا..مظنش أن في طفل يحب يكبر في بيت مشبوه ومع ام زيك..سيبى ابنك يعيش حياة احسن من الحياة اللي عشتيها انتِ..وراقبيه من بعيد وهو بيشق طريقه لحياة احسن
أنت تقرأ
بالقلب نيران وغيوم(الجزء الثالث والأخير من سلسلة أقدار متشابكة)
Любовные романыقبل أن تشعر بمن يجذبها من معصمها نحو إحدى الغرف ويدخل بها ليلصق ظهرها بالباب ويهمس من بين أنفاسه الساخنة: -ايه اللي انتِ لبساه ده -ياسين! كانت اجابتها همسة باكية باسمه جعلت قلب الأخر ينتفض بلا ارادة منه وتسلل القلق إلى ذاته ليرفع رأسها نحوه فيجد تجم...