شخصية المتوتر : لاتلمسني و الا توترت _ isfj

648 25 4
                                    

تنبيه: هذا المقال مجرد سخرية  parody ولا يمت للواقع بصلة.
صحتك أهم من أي مقال بالكون.

صراحة أشعر بالذنب وأنا أكتب عن هذه الشخصية لأن "لي فيه مكفيه" فهذا الشخص يعشق تعذيب نفسه بنفسه ولا يبالي.
وهذا المقال سيوتره ولاشك لذا أعتذر مسبقا أشد الاعتذار -أيها المتوتر- على هذا المقال. 
شخصية المتوتر من هو؟
هو صديقك اللطيف الطيب الذي يحب مساعدتك وهو في واقع الأمر لا يطيقك ولا يطيق مساعدتك ولكنه غير قادر على أن يقول لك لا!! وفوق كل هذا وذاك يظن نفسه يحبك.
هذا الشخص هو ذاك الصاحب الحنون الذي يبتسم في وجهك دائما ويعبر لك عن امتنانه لك بأنك موجود في حياته وبقية أخرى من كلام شاعري لا يسمن ولا يغني من جوع... وما إن تغضبه في لحظة من اللحظات حتى تنفجر فجأة أحقاده عليك ويبدأ باعترافاته وتتحرك البركة الآسنة ليطفو العفن على السطح وهو يتهجم عليك ويبدأ بتفوه كلام يبين لك بما لا يدع مجالا للشك بأنه لا يطيق فيك ولا شعرة واحدة وربما يتمنى موتك والخلاص منك, وسيذكّرك بأفعال وأمور فعلتها له لما كان عمركما 4 سنوات.
ولكن ما الذي حصل؟
أنا أخبرك بما الذي يحصل لهذا المُتوتر.
هو شخص يعاني من اضطرابات وقلق وتوتر دائم, فهو بارع في نبش الماضي والبحث عن ما يقلقه, النسخة الانطوائية من الشخصية النمامة والنسخة الفلسفية من شخصية الروبوت... مثله مثل أخويه النمام والروبوت لا يرى إلا الجانب الأسود من كل حدث, تماما كقلبه الأسود المغلف بطبقة رقيقة من البياض الخادع... عند الامتحان هو قلق ,عند السفر هو قلق, بالعمل هو قلق, بالبيت هو قلق.. متوتر طول الوقت ولا يعرف لما, كما أنه يجيد إخفاء توتره عليك جيدا فهو يبدأ بمحاولة تجاهل هذا التوتر بالمرح الزائد أو ممارسة بعض الأنشطة الغبية أو الثرثرة, مما يجعلك تظنه بمزاج عال وسعيد في حين هو يغلي في محاولة يائسة لإبعاد مشاعره السلبية. وأحيانا لما يشتد عليه التوتر يلتزم الصمت ويتقوقع على نفسه وقد يلجأ للحمام ليبكي كي لا يسمعه أحد من زملائه ويظنوا بعقله الظنون.
هذا المتوتر إذا سافر أحد أفراد أسرته فإنه سيقلق عليه بشدة وسيبدأ بتخيل قريبه قد تحطمت الطائرة به بالسماء أو تعرض لمكروه, لذا فهو الوحيد من كل أفراد الأسرة من سيزعجه بالاتصالات المتتالية ليسأل عن حاله كل دقيقة ولن يطمئن أبدا حتى يصل بأمان ويعود إليه بسلام, والمشكلة أنه لا يطيق قريبه هذا أيضا لكنه يقلق بشأنه.

هذا المتوتر قد يتصل بك ليشكو لك أحد الأصدقاء ساعات طوالا, سيجعلك تتخيله شيطانا رجيما, لن يذكر ولا حسنة واحدة من حسناته وسيشكو لك عذابه وهو برفقته, وإن طلبت منه أن يتخلى عن صديقه هذا فإنه سيتفنن في إيجاد الأعذار الغير منطقية التي سيحاول من خلالها أن يقنعك بأنه عاجز تماما عن الخلاص من هذا الشخص الكريه, وفي حقيقة الأمر هو غير قادر على إنهاء أي علاقة مهما كانت سيئة.
بعد مدة من الزمن ستراه مع صديقه الكريه ذاك جالسان في المقهى يتبادلان أطراف الحديث بكل أريحية يقهقهان معا, وسيعزم المتوتر بكل صفاقة صديقه الكريه للبيت لتناول العشاء عنده, وإذا سألته عن سبب هذا التحول وما إذا كان جبنا منه ومداهنة فإنه سيجيبك دون أي تردد بأن صديقه الكريه شخص طيب وأن عيوبه تلك لا تلغي كونه يحبه ويحب مصادقته, وإذا حاولت تذكيره بكلامه فإنه سيبدأ بتحويره ويقلب معانيه بشكل عجيب, فهو سيعبّر لك أنه كان في لحظة غضب طائش فقط وأن ما كان يُضايقه من صديقه الكريه تلك اللحظة أمور عدة مازالت قائمة لكنه في نفس الوقت شخص طيب القلب وصريح وكلامه ممتع وهو يحب صحبته.
ثم لما تعود للبيت سيتصل بك مجددا ليخبرك بأنه في الحقيقة يشعر بالذنب من حديث النميمة السابق عن صديقه الكريه وأنه نادم حقا وسيترجاك أن تنسى كلام النميمة السيء بشأن صديقه الكريه لأنه ليس كريها بالمرة ولكنها كانت لحظة غضب.
نفس هذا السيناريو سيتكرر بشأنك, فهو سيتصل بصديقه الكريه ذاك في مرة من المرات ويبدأ يتحدث عنك وعن أفعالك الشيطانية وكلامك البغيض وشخصيتك القذرة ثم بعد أيام سيطلب منه أن ينسى ما قاله عنك وسيخبره بأنك شخص طيب في الواقع.. (وهذا لا ينفي أنك قذر)... سيشعر بالذنب ولكنه لا يستطيع الاعتذار إليك, فهو لن يخبرك بأنه اغتابك ووصفك بأقدح الصفات.

الواقع المرير || MBTIحيث تعيش القصص. اكتشف الآن