شخصية المماطل من هو؟
هو شخص دون أي فائدة في هذه الحياة, الشخصية الأكثر ضياعا, لا يعرف ما يريد ولا ما لا يريد, تائه شارد أربع وعشرون ساعة باليوم, سبعة أيام بالأسبوع.
النسخة العقلانية من شخصية الحالم, لا يقل سخفا عنه ولكنه أكثر ضياعا منه.
شخصية المماطل يقضي ثلاثة أرباع عمره أمام حاسبه ينام عليه يأكل فوقه... حاسبه المتعفن القذر عليه مختلف أنواع بقع المشروبات وفتات الخبز والمرق وسوائل أخرى.
هذا الكسول يقيم علاقة مشبوهة مع حاسبه مما يدعو من حوله لانتقاده أشد الانتقاد حول التصاقه الدائم مع حاسبه, أحيانا يحاول أحد أفراد أسرته تصفح حاسبه وما يحتويه ليجد ملفات ومجلدات مبعثرة هنا وهناك وكتبا الكترونية وفيديوهات علمية وأدبية من مختلف المجالات لا رابط منطقي فيما بينها... لأن هذا الكائن يُحمّل كل ما يقع عليه بصره لقراءته لكنه لا يقرأ شيئا تقريبا, فقد يُحمّل خمسين كتابا باليوم لكنه قد يقرأ نصف كتاب بالسنة, فهو لا يتم شيئا... يفتح كتابا يقرأ صفحتين منه لينتقل لكتاب آخر يقرأ منه ثلاث صفحات وهكذا.. فإذا وجد فكرة بالصفحة الأولى لكتاب يقرأه تثير اهتمامه فإنه سيبدأ بالبحث عن هذه الفكرة بمحركات البحث ليقرأ كتابا حولها وفي هذا الكتاب الجديد سيجد فكرة أكثر إثارة بالصفحة الرابعة ليبحث عنها بمحركات البحث هي الأخرى وهكذا يدور في حلقة مفرغة هذا المعتوه.شخصية المماطل إذا كان صديقك لا داعي لإعارته أي شيء لأنه لن يعيده إليك مطلقا, ليس لأنه لص فهو أغبى من أن يكون كذلك, فقط لأنه سيضيعه مثل عمره الضائع, فإذا أعرته كتابا مثيرا, سيفرح كثيرا وسيبدأ تصفحه تلك الليلة, وبعد مرور عام أو عامين ستسأله ما إذا كان قد قرأ الكتاب, ليسرد لك بحماس شديد أفكاره المثيرة والتساؤلات التي بثها في ذهنه المبعثر وسيُفصّل لك في أفكاره ويحاول مناقشتها معك.. هذا الغبي لن يفهم أنك سألته عن الكتاب لأنك تريد استرداده, فهو متخلف اجتماعيا ولا يعرف شيئا عن الأصول, المهم أنك ستقول له بشكل مباشر بعد أن يُفقدك أعصابك: أريد كتابي من فضلك.
- آه كتابك بلى, نسيت أنه كتابك!!
- نعم كتابي أريد استرداده إن أتممت قراءته لقد مرت سنتان.
- سنتان؟؟ حقا؟؟ آه نعم سنتان.. لم أتم قراءته بعد, لكن سأبحث عنه لأعيده لك, لا أذكر أين وضعته, ربما أعرته لشخص آخر ظنا مني أنه كتابي أنا, ولكن لمن أعرته؟ صراحة لا أذكر شيئا, حسن ما اسم الكتاب لأشتريه لك؟هذا الشارد يضيع السنوات لأن عمره دون أي فائدة, السنوات عنده كالأيام فهو سيقضي بالجامعة نصف عمره وبالحاسب نصفه الآخر ومحال أن يجد عملا يناسبه ويبدع فيه لأنه لا يبدع في شيء, إلا إذا كان عبقريا كاينشتاين (وهذا مستحيل) وبالتالي سيعيش كأي معتوه يطوف ويجول بالشوارع بذهن شارد.
سيتقدم هذا المماطل المضيع لعمره وعمر من حوله ليعمل بالشركة التي تعمل فيها -والتي تضم كل الشخصيات العاهات-.
المهم أنه في مقابلة العمل مع رئيس الشركة سيقرأ سيرته الذاتية ليجد أنه قد ولج الجامعة أول مرة قبل الحرب العالمية الأولى وتخرج منها قبل سنتين فقط, سيثير هذا استغراب الرئيس ويجعله يتردد في قبول شخص كسول مماطل مثله, لكن هذا المماطل سيخبره أنه يجيد حل المعادلات وخلق الخوارزميات ببراعة مما سيجعل الرئيس يرحب به بشدة بالشركة غير مهتم لشهادته الجامعية الممسوخة.
أنت تقرأ
الواقع المرير || MBTI
فكاهةكتاب يجمع بين الكوميديا و التفاهة ، قد لاتجد به شيئا مفيدا ، لكنه يخرجك عن الطابع التقليدي و الذي عهدناه بالأنماط إن لم تكن من النوع الحساس المرهف فأدعوك لقراءة هذه السخافات لإضاعة وقتك . تنبيه : قد لا تناسب بعض الأعمار _العمل لاينتمي لي شخصيا لكن...