هل سبق وصادفت شخصا مثاليا بشكل مثير للغثيان؟
أيمكن للمثالية أن تكون مثيرة للغثيان؟
بلى ممكن ..مع شخصية الحالم, ستكره الخير, وقد تقرر أن تتحول لقاتل متسلسل.
سأخبرك أنا كيف ذلك.
هذا الشخص حساس جدا جدا, بشكل يجعل محاورته تكاد تكون مستحيلة لأن كلامك سيجرح مشاعره حتى وإن كنت تتحدث عن طريقة تحضير الخبز العربي..
لذا من الأفضل أن تتجنب الحديث معه قدر الإمكان.
نحيل عموما لأنه لا يهتم بالطعام أبدا, وبملامح وجه هادئة جدا وابتسامة دافئة, خجول وغير ملفت للانتباه ودون أي كاريزما.
مثالية هذا الشخص ليست نابعة من قيم الكون الذي نعيش فيه, بل له قيمه ومبادؤه الخاصة المقدسة والتي عليك أن لا تنتقدها لأنه سيفقد صوابه ويهاجمك بلا رحمة..هذا الكائن الوردي خارج التغطية, لا علاقة له بالواقع, وقد فاته القطار منذ زمن بعيد.
الأمر الإيجابي أن هذه الشخصية نادرة بالمجتمع وهذا من لطف الله وفضله.شخصية الحالم فوضوية جدا, فمكتبه غير مرتب بالمرة, وإذا طلب منه شخصية المتزمت أن يرتب مكتبه لأن الفوضى تؤذي بصره فإنه سيدافع عن نفسه وفوضويته: لماذا علي أن أرتب الكتب فوق بعضها؟ ما الذي يضرك أنت أن تكون كتبي موضوعة بهذا الشكل؟ لا يوجد غبار يعلوها وهذا يكفي, أنا أحب أن تكون أمامي بهذا الشكل اعتبر أن هذا هو ترتيبي, لماذا علينا أن نعتبر أن وضع كتاب فوق كتاب آخر ترتيبا؟ لماذا لا يمكن اعتبار وضع كتاب إلى جانب كتاب ترتيبا؟
حينها سيضطر المتزمت لأن يصمت مرغما لأن كلاما كهذا لا يعمل معه المنطق, فهو فاقد له وغير قادر على استيعابه.كما أن هذا الفتى الحالم الحساس يرى المعاني في أشياء بلا أي معنى, فهو يجمع القمامة في خزانته ويجد صعوبة بالغة في التخلص منها. لا يتعلق بالأغراض ماديا بل بالمعاني الخلابة والذكريات الرائعة التي تحملها, وإذا قامت سيدة التنظيف بتنظيف خزانته وجمع القمامة بكيس لرميها, فإنه سيفقد أعصابه ولكنه عكس شخصية المتزمت الذي سيصرخ في وجه المنظفة فإن هذا الفتى الحساس ستغرورق عيناه بالدموع, وسيقول بكل حب وحنان للمنظفة: لماذا رميت أشيائي الثمينة؟ لقد كان بالخزانة أول حفاظة ارتديتها بعد ولادتي, وكان بها السطل الذي تقيأت فيه أول مرة قبل عشرين عاما وكان يعني لي الكثير لأنه يذكرني بأيام مرض جميل..
هذا الفتى الحالم قد يتحول لمزعج كبير إذا شاركك وزملاءك بالعمل حواركم اليومي التافه, لأنه لن يعجبه شيء من كلامكم وسيجد دائما ما يمكن انتقاده بشكل مثير للاعجاب؟ فقدرته على انتقاد الأشياء البديهية تكاد تكون لا تصدق.
فإذا شاهدتم مقطع فيديو كوميدي لرجل يعنف زوجته, فإنه سيغتاظ ويبدأ هوايته المفضلة في التنغيص عليكم: ما الذي يضحككم؟
- المقطع مضحك, ألم ترى كيف ضربها على رأسها بالسمكة المقلية؟
- بلى رأيت, لكنه غير مضحك البتة, كيف لكم أن تضحكوا من مقطع لرجل يعنف زوجته؟
- ولكنه مجرد مقطع كوميدي ليس واقعا.
- أعلم ولكنه يبقى تعنيفا, وأنتم الذي أضحككم هو التعنيف, لا يجب الضحك من أمور كهذه.
- حبيبي هذا تمثيل, كوميديا والله.
- أعلم, لست غبيا!! لكنه يبقى تمثيلا لتعنيف, وأنتم تضحكون من التعنيف وهم يسخرون من أمر فظيع كهذا ويصورونه بشكل كوميدي.
أنت تقرأ
الواقع المرير || MBTI
Humorكتاب يجمع بين الكوميديا و التفاهة ، قد لاتجد به شيئا مفيدا ، لكنه يخرجك عن الطابع التقليدي و الذي عهدناه بالأنماط إن لم تكن من النوع الحساس المرهف فأدعوك لقراءة هذه السخافات لإضاعة وقتك . تنبيه : قد لا تناسب بعض الأعمار _العمل لاينتمي لي شخصيا لكن...