الشخصية النمامة : عن فلان حدثني قال _ esfj

538 40 17
                                    

تنبيه: هذا المقال مجرد سخرية  parody ولا يمت للواقع بصلة.
صحتك أهم من أي مقال بالكون.

الشخصية النمامة من هي؟

لن ألقي هنا خطبة جمعة فأنا أتحدث عن نمط من الشخصيات تصادفه كثيرا هذا إن لم تكن يا عزيزي واحدا منها, كما أنه لابد وأن لك أصدقاء من هذا النمط.

شخصية النمام هو ذلك الصديق الذي إذا عرفته بصديق لك آخر من أطيب خلق الله قد ينظر إليه مليا ثم يخبرك عند انصرافه بأنه لم يرتح له وأنه لم يعجبه.

- لم يعجبك!!! لما؟؟

- هكذا...أنا أعرف لما.

هو شخص يضع الأحكام المسبقة على الناس, فهو سيحدد لك منذ البداية من سيعجبه ومن لن يعجبه, ويا ويلك وسواد ليلك إن كنت من الذين لن يرتاح لهم لأن حياتك ستضيع ولاشك, كما أن عليك عدم الدفاع عن شخص لم يعجبه لأن هذا سيكون كصب الزيت على النار سيحقد عليه أكثر لأنك تناقشه وسيتسلل بعض الحقد عليك أيضا لأنك تناقشه.

ستجده حاقدا على صديق لكم آخر دون أي سبب مقنع, وعندما تسأله عن سبب حقده عليه أيضا فإنه سيبدأ باختراع أسباب واهية, ثم إنه لن يخجل من أن يظهر عدم ارتياحه لذلك الشخص, وقد يوجه له كلاما بهذا الخصوص... نعم إنه شخص لا يستحي.

لو كانت بيده مفاتيح الجنة والجحيم فإنه سيلقي بالدرك الأسفل من النار  كل من لا يرتاح لهم وقد يلقيك معهم إن كنت منهم, وسيدخل جنة الفردوس الأعلى كل المتواضعين الذين يحسسونه أنه إنسان رائع وأنهم شخصيات ضعيفة أمامه, سوف يحيطهم بعطف وحنان لا مثيل له.

شخصية النمام بوسط العمل سيدخل مكتبك ويجلس على حافة الطاولة حاملا كوب القهوة ليسألك: هل سمعت آخر الأخبار؟

ثم يبدأ بالحديث بشكل مطول عن ما حدث البارحة لأحد الموظفين وبتفصيل ممل... 

إذا أردت أن تحصل على أي خبر عن جار أو صديق أو زميل لكما أو زميلة بالعمل, أو إن كنت منحرفا وتود معرفة أسرار الحياة الشخصية لمديرك ما عليك إلا أن تقصده وسيعطيك كل التفاصيل وزيادة حتى ترضى.

شخصية النمام يدقق النظر جيدا بملابس كل شخص يلتقيه وبالحفلات يدقق في وجوه الحضور وفي الطعام وكميته ونسبة ملوحته وفي الأثاث والإضاءة, ثم بعد انتهاء الحفل سيقول لك باهتمام بالغ: أرأيت تلك البقعة فوق الكنبة الحمراء المخططة بالأصفر التي عليها نقاط رمادية؟ هل هي بقعة من الماء أو العصير؟ وسينتظر منك أن تجيبه طبعا.

وهكذا سيبدأ بسرد تفاصيل عجيبة, تفسد عليك متعة الحفلة, فهو لا يعجبه شيء البتة, مطلقا, كل شيء به عيوب كارثية وستصدقه وستحس أن الحفل فعلا كان سيئ التنظيم.

أعلم ما تفكر فيه الآن كلا لا يصلح لأن يكون مخبرا, لأنه سيفضح كل أسرار الدولة للأسف... لكنه يصلح رئيس مافيا.

شخصية النمام لا تغض البصر أبدا, تعتبر أنه من مهمتها التدقيق في التفاصيل... وإذا حاولت الدفاع عن شخص أو غرض أو حدث ما لا يرتاح له أو لا يعجبه سيغضب غضبا شديدا وسيطلب منك التزام الصمت لأنه يعرف أكثر منك, ولأنك طيب وساذج ولا تعرف شيئا عن الذئاب بهذا العالم الذين يدرك حقيقتهم وكنههم بمجرد النظر إلى نظاراتهم وملابسهم ومقاسات أحذيتهم...والذين يتربصون به الدوائر كل حين.

لا تحاول مطلقا وبتاتا انتقاد شخصية النمام, لأنه سيدافع بشراسة ولن يتقبل نقدك أبدا وقد يرميك مع المغضوب عليهم في نار جهنم الخاصة به, ولا تحاول أيضا انتقاد شخص يحبه أو فردا من أفراد أسرته فهو لن يتسامح معك مطلقا حذار ثم حذار.

لشخصية النمام جانب آخر غريب وهو تقديم المساعدة للآخرين, إذ أنك ستجده أول من يزور ذلك الشخص الذي لا يرتاح له أثناء مرضه مما سيثير حيرتك.. وإذا مرضت أنت فإنه سيهرع إليك ويسألك عن صحتك وسيجلب معه كل أنواع الفواكه, الشخصية النمامة ويا للمفارقة!! لا يتوقف عن عرض المساعدة ويهتم بالطعام كثيرا, إذ يجلب لك الطعام كل حين وسيصر على أن تأكل ما جلب, وإن اعتذرت له لسبب من الأسباب حتى لو كان وجيها فإنه سيفقد أعصابه وقد يحقد عليك, لذا نصيحة مني تناول ما سيجلبه حتى وإن كنت مصابا بعارض صحي يمنعك, فما عليك إلا التضحية لأن خطره أشد من خطر المشاكل الصحية المتوقعة من الطعام...

سيغدق عليك الشخصية النمامة من كرمه, وسيعرض عليك المساعدة حتى وإن كنت لست بحاجة إليها, سيصر اصرارا على مساعدتك وسيمسكك من يدك ويجرك جرا: "تعال أساعدك, لابد وأن أساعدك, مستحيل ألا أساعدك".

الشخصية النمامة شخصية اجتماعية جدا (أكيد ولو!!!).

وغالبا ما يكون بجسد ممتلئ لأن الطعام يشكل جزء مهما من حياته, وهو لا يحب الحديث عن السياسة والعلوم والثقافة, فإن كنت من النوع الذي يتحدث عن العلوم فإنه سيبدأ بالتثاؤب وسرعان ما سيحول الموضوع الأصل للحديث عن أن هذه النظرية أو تلك تنطبق تماما على زميل لكما وذلك لأنه وغد حقير, ثم يسترسل بسرد تفاصيله.

الشخصيات التي تتوافق مع هذه الشخصية وتتخذها صديقا وحبيبا هي شخصية المهرج, شخصية المتزمت,شخصية التافه, شخصية المازوخي,شخصية المعقد وشخصية البراغماتي ... بقية الشخصيات إلى الجحيم

الواقع المرير || MBTIحيث تعيش القصص. اكتشف الآن