الثالث والستون :

71 7 0
                                    

لرجل  مثل كريس ، لم يكن الرصاص شيئا مخيفا ،
الحق أنه يقضي اغلب وقته بينه سواء اراد ام لم يرد ،

فهو -وقد اختار مهنته عن حب -
قائد الحراس والجيش في الإيست بريتين ،

وهذه المهنة حتي تحصل عليها ستشقي ولا حرج :
لا بد ان تبدأ عملك كحارس مبتدأ ثم ترتقي بمهارتك واجتهادك لحارس
في العمليات الخاصة وفي النهاية تصل لها بعد تعب وجهد ،

وخلال هذه المراحل :
ستنزفر من الدم اغزره ،
وستتألم حتي يصبح الألم شعورا عاديا لا ميزة فيه ،

وسيصبح منظر الرصاص المتطاير والعراك العنيف
كأحد المسلسلات اليومية المملة  ،

لكن اليوم : كل هذا بدا جديدا  جدا علي نحو ما ،
مخيفا له كما لم يخفه شيء من قبل ،

لقد التقت عيناه بعين فتاه الشاب اليوم الذي علم كريس منذ اليوم الذي
شب فيه الفتي أنه ليس مثله ،

لقد كان معتزا مهتزا يحمل بين ثنايا وجهه الاحمر معالم ألم ،
ولكن هذا لم يحزنه بقدر نظرة الأسف التي دائما ما حملتها عينا الفتي
كلما نظرتا لأبيه ، لأمه ، لأخته،

لقد كان دائما اكثرهم تأثرا بهذه العائلة المشتتة وكان ايضا اكثرهم تجاهلا للأمر، لم يبدو ابدا ان الفتي كان مستعدا لمواجهة الحقيقة التي كلت ساقيه وأنهكتا من الركض بعيدا عنها ،

عائلته التي يفني وقته وجهده في بذل جهده لإبقائها مترابطة متجاهلا
كل المشاكل والصعوبات : لا شيء يستطيع أن يعيدها كما كانت ،

علي الاقل، ليس شخص يهرب من واقع الأمر مجملا اياه بخيالات وأسس واهنة عل ما يرجوه سوف يكون .

لقد نظر له الفتي وقد بدأ يري اليأس يكبر ويكبر في عين ابيه ،
لقد اصبحت عيناه حزينتين دامعتين باكيتين كما لم تكن من قبل تخبرانه أنهما آسفتين لخذله ، ان الفتي آسف لأنه لم يكن يوما الرجل الذي ارآده والده ،

كل هذه الاشياء لم تكن تجعل كريس يستطع ان يري سوي طفله
الصغير ذو العاشرة مهددا بسلاح ما ،

لقد تذكر ذلك اليوم حين ودع فتاه سام حين كان طفلا في المطار للسفر ،
لقد نظر له الفتي الصغير بذات العينين الباكيتين ، متجاهلا كلمات أمه المقنعة
حول ذهاب ابيه لمحاربة الأشرار ،

فليحارب الأشرار احد اخر،
من الذي عين والده كبطل ما ؟

وطالما ما اضحكه مبدأ الفتي هذا،
لطالما ما رسم الفتي ابهج الابتسامات ع وجه ابيه ،
لطالما كان سام هنا لأبيه لا العكس.

Royal cards : from c to zحيث تعيش القصص. اكتشف الآن