الثامن والستون :

51 6 0
                                    

مستطردا بينما اغلق عينيه للهواء الذي مر عليه 
يكمل تشارلز حديثه متعبا:
"لقد كنت أراه في عينك مؤخرا ،

أنهما فقط صارا يشبهانه حقا :
جميلتين لحد لا يفهم،
تحملان ظلمة عميقة لا أعلم لها بداية من نهاية . "

ثم يلتفت الان في رفق لصاحبنا ، استفالد ، اخوه الاصغر،
الذي وقف بعينين دامعين يحدق بأخيه ،

تشارلز الذي نظر له وللمرة الأولي بعينين فارغين تماما،
ثم تنهد:
"أتسائل إن كنت أنا من سبب بهما هذا؟

هل كانت الظلمة التي نمت في عينا أخي الأصغر؛
ثمرة شيء أنا زرعته دون أن أدرك ؟ "

ثم ينظر له لثواني أخري ، للدمع الذي
تساقط من عيني أخيه الأصغر  ثم يلتفت مجددا لينظر للأفق،

ليحدق استفالد الذي ظل واقفا لثواني هكذا بأخيه الأكبر،
ثم في النهاية يسير في خطي رزينة نحو الكرسي جالسا بجانب الملك ،

تشارلز الذي فقط ظل كما هو ناظرا للأفق ثم سرعان ما اغلق عينيه
مستمتعا بالهواء مجددا ، بينما ظل استفالد بجانبه صامتا ينظر ليديه،

"أنا لا أكره شاندلر ،
ربما فعلت ذلك يوما ما ، لكن لم يستمر ."
متحدثا بينما تنفس رافعا الان رأسه للسماء،
يجذب تشارلز إنتباه اخيه الأصغر بينما يستطرد؛

"أنا وشاندلر لم نكن يوما شديدا القرب
رغم أننا كنا كثيرا الجلوس معا ،

لقد كنت قارئا جيدا وعالما بالأدب وقد كان هو كاتبا
متطلعا يحتاج لمستمع مثلي ليقيمه ،

هكذا كان علاقتنا ، قاريء وكاتب ،

فيما عدا ذلك:
لقد كنا فقط مختلفين ، لا طريق لنا للتقابل ."

ثم يتنهد :
" لقد ملك هو خيارا وقتها ،
سعة أكبر من التي قد أحصل عليها يوما ، وقد استغلها جيدا ؛

لقد كان يعيش بشخصيتين ،
شخصية يرضي بها عائلته، وأخري يحقق بها ما يريده،

بينما أنا ، لم يكن لي حيرة الاختيار تلك ،
كنت فقط تشارلز، ولم أكن لأكون غيره ،

الفتي الذي كتب عليه ألا يخطأ، الشبيه لجدع
والتعويضي لحياة جدته ،

لقد كان ما رآه الجميع معاملة مميزة لي ، تفضيلا ؛
فقط جحيما لم أرده حقا ."

ثم يكمل :
"لقد كنت أغار منه قليلا ،
فقط قليلا .

لولا أننا كان بيننا قدر من الحب أقدره حقا، قدر
جيد يسحبني سريعا حين أغرق في بحر أفكاري :
لربما تحولت غيرتي لشيء اسوء.

Royal cards : from c to zحيث تعيش القصص. اكتشف الآن