صفقت الباب خلفها لتقف امام المصعد لا تعرف مالذي اصابها و ماللذي قاله كرم و ما مدى صدقه ....كانت تصارع نفسها و تخاصمها ..مشاعر جديدة تقتحمها و تستعمر عقلها و قلبها جلست تذكره من أول لقاء و أول يوم ...انه وقت قصير و لكنه غير حياتها و كل شيء عاشته معه يختصر عمر .....
وجدت نفسها تائهة في فضاء فارغ فارغ من كل شيء ممتلئ به حد الغرق ...لا شيء و كأن احدهم مسح ذاكرتها و حملها به فقط لا تذكر شيء غيره و كان يوم ميلادها هو اليوم الذي التقته .....كانت تجلس في حديقة المبنى الخلفية وحيدة تسمع صوت الرياح و لا تسمع ....تشعر بالبرد و لا تشعر ....هنا و ليست هنااا ....
كانت الساعة عندها تشير الى 11 ليلا بتوقيت نيويورك بينما الفجر في مدينتها هناك كانت الساعة السادسة صباحًا ...
زاهدة : هازاااااااااااااااان .....ماذا حدث لما تتصلين في هذا الوقت
هازان : أشعر بالضياع و البرد و الخوف ...أنا اشعر بالفراغ يا عمتي بالفراغ ...هناك شيء ...شيء يكتم على انفاسي انها الساعة 11 ليلا و انا في الشارع وحيدة ...عمتي انا
زاهدة : ما إسمه ؟؟
هازان : ماذااااا ؟؟
زاهدة : هذا الإعصار الذي ضرب مدينتك ما اسمه ؟
ابتسمت هازان و لم تجب ...لحظتها ..تتحدثين ككرم انتي الاخرى .....
زاهدة : قولي إسمه و حينها ستعرفين اي منطقة تلك التي تبرد الان و اي مكان عليك ان تدفي ...
هازان : أشعر بالبرد بكل جسدي كل اطرافي مشلولة و كلي انا خائفة انا خائفة
زاهدة : كيف هو ؟؟
هازان : غاضب و عاصف ...بارد و دافئ في بعض الاوقات يغرقني حد الموت في مستنقعه و بعض المرات ينتشلني من الارض رافعا اياي للسماء يحلق بي بين الغيوم ...اشعر اني خفيفة و اني كاملة ...و لكن
زاهدة : و لكن ماذاا ....
هازان : لا نتفق ....نتشاجر و كان الشجار لغتنا يجيد تعكير مزاجي حقا و حين يغيب لا اعرف الراحة ....اغضب منه حين يبتسم انسى غضبي ..يصالحني حتى دون ان اعرف ...تجتاحني موجة مشاعر غريبة يشعرني بالانتماء لا اعود غريبة عن هذا المكان يصبح لي و يشبهني
زاهدة : ما اسمه
هازان : ياغيز ......اسمه ياغيز
تنهدت زاهدة ..بعمق و سكتت ......لتجيب الضائعة بعد ذالك ...
زاهدة : رجل كهذا لا يمر مرور الكرام ...يعصف بك و يهدم جميع قوانينك و اركانك ...رجل مثله يستوطنك بسلام دون ان يستبيح نقطة دم و دون ان يخرب و دون اي سابق انذار يتسلل اليك و يحتل الوريد و الشريان ...يصبح صاحب المكان ...رجل كهذا لا يرحل و إن رحل لا ياتي و لا يسمح بان يكون بعده اي انسان مهما كان ....
أنت تقرأ
أَطيَــافٌـ عِشْقْْْْ عــَلى مَــرْفَأًْْ النــِسيِانّْْْ
Short Storyحسِبتهُ حدثًا عابرًا ،يمرّ، مرور الكرام ...مثلما تمر أحداثٌ كثيرة تلامس الحواس ملامسة سطحية لا تترك بعدها اي اثر ...ضَنّ أنها رياح موسمية و أن حالته ماهي الا وعكة صحية ستمر مثلها مثل زكام الشتوية ....لا هو كان حدث عابر و لا هي كانت رياح موسمية...