بعد هذا اللقاء عاد جمال لقصره الكبير....قصر وسط مزرعة كبييييييرة تحيط به الاشجار و كانه قصر الاميرات فلا ترى شيء سوى الاغصان .. لا رائحة غير رائحة النقاء ....به بوابة كبيرة حين تفتح لك و كان باب الجنة فتح تقابلك نافورة مكتوب عليها اهلا بكم بخط جميل انها من فعل هازان التي كانت تهوى تزين كل ماهو جامد وقف جمال يتاملها و هو يبتسم ...عليك ان تمشي عدة امتار لتصل الى باب القصر ...بالمختصر الخروج منه و التسلل اليه صعب ....ليدخل بعده ذالك القصر الذي مازالت جدرانه تحافظ على اصالتها و تلك الشقوق تحكي روايات و قصص خلدها الماضي .... بين كل شق و شق هناك جيل مضى و جيل قادم فتحت له الخادمة الباب ليدخل الباحة تشبه الجنة مزهرة و مرتبة و لكنها صماء بلا صوت ينقصها الحياة الشعور و الاحساس ينقصها كل شيء معنوي ... مرّ بها جمال اغا و هو يمسح على ازهارها يبدوا انه مرتبط بها ....
القصر مكون من اربع طوابق له مصعدين من السلالم تتوسطهم قاعة جلوس كبيرة دخل الى القاعة حيث طاولة كبيرة عليها كراسي كثيييرة و اشخاص اكثر هناك كرسيان فقط فارغان و لهم حكاية طويلة واحدة منهم قصتها ماتت على ذالك الكرسي و الاخرى ستبدا من ذالك الكرسي جلس ليترأسها ......هي طاولة يجلس عليها أشخاص من الهدوء و السكينة التي جمعتهم تفهم أن الرابط بينهم مجرد شكليات و لا يوجد وصال ... فكل واحد يعيش في عالم لوحده ...لا حديث مشترك و لا نقاش و لا صوت غير صوت الملاعق التي رفعت حين جلس الكبير ....تلمح الخوف و تلمح الفوارق و الفواصل بينهم هناك يجلس أزواج و يجلس إخوان و أخوات و لكن فقط أجساد ....بدون صدى و كانهم دمى ...تعشوا في مراسم تشبه مراسم الجنائز و دفن الاموات ...و كان هناك عزاء ...انتهى الجميع ..رفع جمال يده يدعوا بالصحة و دوام النعمة .
جمال : ليدم الله هذه النعمة
الجميع : آآآآآآآآآآآمين
صوت معبور خنقته دمعة الحسرة و الألم عصر جفونه فأمسى البياض أحمر و السواد ملازم بثوب الحداد و سبحى العصيان بيدها .....أي نعمة تقصد ! ...هل تقصد بقائنا أحياء في سجنك الآسر !! ...أم تقصد أنه علينا أن نحمد الله لأننا نتنفس بدون إذن منك !! ...أو نعمة أننا لا نستطيع الأكل إلا حين تطل أنت !! ..أي نعمة علينا أن نحمد الله عليها حتى أقول أنا الاخرى آآآآآآآمين كتلك الدمى المحيطة بك قالت آخر جملة و هي تشير بسبباتها عليهم واحد واحد ..بينما كانت تتحدث كان الجميع صامت ...احنوا رقابهم و كانهم لا يسمعون و لا يرون .
قامت كبيرة البيت اللتي تعتبر مثل الماء الذي غالبا ما يطفئ اي نار توشك على اكل جدران القصر ....بصبر و وجع
سلطانة :و هي تشير بإصبعها أصمتي و دعي هذا المساء يمر على خير كانت تتكلم بلا صوت حتى بعيونها دموع مخّزنة و اوجاع لو نطقت بها لكسرت قلب الحجر و لكنها تصمت .
نفس الصوت و نفس الوجع و نفس الحرقة تجيب ...هل تقولين أصمتي ؟؟ ....و أنا أدعوا الله ان تصمت كل روح لا تستطيع ان تسكن جسدها و انا ادعو الله ان تصمت كل الالسنة التي لا تدافع عن حقها
جمال : من سمح لها بالخروج
_لا أحتاج إذنك .....و مثل ما هو قصرك هو قصري لا تنسى هذا يا سيد
لن اتمنى لكم ليلة سعيدة يا معشر الصمت فالسعادة لا تقدم هي تاخذ و أنتم لا تستحقونها لذى لتكن ليلتكم كواقعكم و ليكن صباحكم كامسكم .....
ذهبت كطيف بخطى ثقيلة قالت الحقيقة السعادة لا تقدم و لا تعطى ....
سلطانة : أناااا
ماكادت تكمل جملتها حتى سقط جمال على الأرض و هو يمسك بقلبه
جمال : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه قلبييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي
إختلطت الأصوات منهم من يقول ابي و منهم من يقول جدي و منهم من يقول جمال و منهم من وقف يتفرج
سلطانة : إسعااااااااااف بسرعة تحمل يا جمال تحمل تحمل تحمل .....
حين تقع عليك أن لا تركز في سقوطك ابدا بل عليك أن تصب كل تركيزك في عيون من ينظرون لك ... الواقفون هناك في تلك العيون و في تلك اللحظة ستعرف حبيك من عدوك و صديقك و من يكيد لك ستتعرف عليهم كلهم واحد واحد
و جمال سقطوه هذاا و لانه ربما يعرف ما يجول بنفس كل واحد قرر ان يغمض عيناه عن تلك الحقيقة و تلك النوايا فلربما كانت هي من قتلته لو لمحها و ليس نوبة القلب هذه .يبدوا انه مساء غير عادي ...في اجواء مزدحمة و اصوات مختلفة نقل للمشفى و كتصرف عائلة لحق به الجميع و لكن لا احد يعرف لما لحق به حقيقة لماذا يقفون هناا لما ينتظرون على باب العناية لما يشغلهم عدم خروج الطبيب او ماذا ينتظرون من الطبيب ؟؟
أنت تقرأ
أَطيَــافٌـ عِشْقْْْْ عــَلى مَــرْفَأًْْ النــِسيِانّْْْ
Storie breviحسِبتهُ حدثًا عابرًا ،يمرّ، مرور الكرام ...مثلما تمر أحداثٌ كثيرة تلامس الحواس ملامسة سطحية لا تترك بعدها اي اثر ...ضَنّ أنها رياح موسمية و أن حالته ماهي الا وعكة صحية ستمر مثلها مثل زكام الشتوية ....لا هو كان حدث عابر و لا هي كانت رياح موسمية...