آلــبآشـا'The Pasha'

"28"

" إن العالم ملك للمتفائلين، والمتشائمون
ليسوا سوى مشاهدين. "

- فرانسوا جيزو

---------

شابكت يداها وهي تضعها بحجرها، تشعر بالتوتر والخوف من حاله ميار استقبال جاف بارد صدمها ولم تتوقعه لم تسألها عن حالها ابدا ولم توجه لها كلمه بتاتا عند مغادرة أوس تركتها متجهه للجلوس لتلحق والدتها بها وها هي إلان منذ نصف ساعه جالسه لا تعلم كيف تبدأ بالكلام

"لدي الكثير من الاشياء التي علي فعلها أن اتيتي للجلوس يمكنك ..."صمت ميار ولم تكمل كلامها البارد بينما صفاء سيطرت عليها حاله من الذهول والدهشه وهي ترى وقاحه ابنتها معها إيعقل أن ما فعلته أثر بهذا الدرجه عليها

لكنها لم تقل شئ لتتنهد قبل أن تبدأ بالكلام وهي ترفع عيناها لوحيدتها " كنت في بدايه زواجي ..أردت أن أحظى بالسعادة والاهتمام الكامل من زوجي ..لم أكن أريد أن أحمل مسؤوليه ..بعد شهران من زواجنا تفاجأت بنفسي حامل ..صارحت والدك بكوني إريد الإجهاض "

توقفت وهي ترى ابتسامة ساخره على جانب شفتين ميار تنهدت ميار وهي تصغط بأصابعها على أعلى أنفها لتنظر لوالدتها " كم جميل أن أعلم أنك اردتني التخلص مني حتى قبل أن آتي لهذا العالم القاسي "

أي شخص يرك بعيناها كان لرأي ألم كبير خلفه حرمان من والدتها وهي على قيد الحياه ، أن تيمع من والدتها شخصيا رغبتها بالتخلص منها واجهاضها مؤلم ، مؤلم لقلب ضاق الكثير ، ورح نهشها الجميع .

"غضب علي كثيرا ..واسمعني الكثير من الكلمات الجارحه بسببك فكرت وقتها أنك لم تأتي وفعل هذا بي ماذا أن اتيتي ..تحمل شهور الحمل بالكاد ..كنت كلما أصيب بالغثيان أو التعب يزداد كرهي لك ..كوني أجبرت على تحملك ..انقضت شهور الحمل لتأتي أنتي للحياه ..لم احاول أن أقترب منك ابدا ..فقط كنت ارضعك وتحت إجبار من والدك ..كنت اراگٍ وانتي تتلقين الاهتمام وكامل الحب من والدك ..ذالك الحب الذي لم يمنحني إياه والدي ..عند وفاه والدك رأيت من تعانينه لوحدك ، تتألمين ، صوت البكاء يصل لمسامعي وأنا ادرك أنك تستمرين لطلوع الشمس بتلك الحاله ،لكني لم أقترب وأنا أدرك أن مسؤوليه جديده تقع على عاتقي أكبر"

حراره بعيناها و تجمع الدموع وهي تسمع كل كلمه ينطق بها فم والدتها ..هل أتت لتزيد عذابها أم ماذا ..حولت انظارها لجهه أخرى

لتستأنف والدتها مكمله وهي بحاله لا تقل عنها لكنها سمحت لدموعها بالتحرر " كنت أدرك تضايقك من خالد لكني لم افعل شئ ..كنت أريد رجل في حياتي يعوضني عن الكثير...لكن جميع ذالك تبخر من عقلي وانا أراك ترفعين السلاح ناويه قتل نفسك ..لم أفكر سوى بك ..وما عانيته ..ما فعلته بك ..ادركت اخطائي وذنوبي اتجاهك ..أدرك كم أنا أم مهمله وانانيه لم تستطع المحافظه على ابنتها الوحيده "