دائما اعود اليك (16)

11.9K 505 36
                                    

(فرصة واحدة )


لقد كان يهددها حرفيا ' ليس بعد الآن يآمور ، اختاري اما ان تكوني اما تخاف على ابنتها وترغب في العيش معها . او تكوني اما قاسية تدع ابنتهآ لسيدها وتذهب !
بهت لونها ' مم ماذا تقصد
اجابها ببرود مؤكدا ' منذ اللحظة اللتي اصبحت ابنتك المبجلة أسيل تحت حكمي ! لن يكون هناك مخرج لها منه ، (ثم اكمل باستفزاز وهو ينظر الى داخل عينها ) يعني اذا خرجتي من هنا فل تنسي أسيل لأنها لم تعد ابنتك .
نظرت اليه بملامح منهكة تعبه .. ثم قالت في محاولة للحفاظ على توازنها ومحاورته بحكمة علها تخرج من هذه المصيبة اللتي اوقعت نفسها بها ' لماذا انت مصر ؟! ماذا سينقص كنان اذا خرجت يامور وابنتها من القصر الم تقضي سنوات من عمرك وانا بعيدة والتقيت بك كأنما التقيتني اول مرة. مالفارق اللذي سيشكله ذهابي الآن ؟
تنهد ودون ان يدرك وجد نفسه يخبرها بهدوء ' لقد احببتها يامور .
نظرت اليه بجمود حتى اكمل كلامه ببرود ' لقد عشقت أسيل ولا تتوقعي ان اتخلى عنها يامور
نزل كلامه كالماء البارد حتى سبب لها صداعا في رأسها ' ماللذي تقول ؟ هل انت جاد لم اعد افهم
كنان 'نعم انا جاد وهل ترينه وقتا مناسبا للمزاح ثم ما المشكلة لماذا انتي مصدومة
ضحكت بغضب 'مصدومة ؟! .. هل ترى كل مايحدث منطقيا ؟ المسرحية اللتي احدثتها خارجا والمشكلة اللي اوقعت ابنتي بها . غير خلافاتك مع اينور .. في الاخير تخبرني من انك تحب ابنتي اللتي تكبرها بسنوات عديدة ، كنان ارجوك توقف عن ذالك انت تتخبط الآن ولا اجدك على طبيعتك ابدا
اكمل بحدة ' لست من تحددين ما اذا كنت على طبيعتي او لا .. انا اتكلم معك بجدية ابنتك لن تخرج من قصري وخذي هذا بمحمل الجدية
صرخت بانفعال وهي تقترب منه ' كنان اياك... ايااك انا احذرك ، لن تطول ابنتي لست ابيعها لك انها طفلة ارجوك توقف عن ذالك . انت لا تحبها ولن يحدث هذااااا
تنهد بنفاذ صبر وهو يهم بالاقتراب منها بنية تهدأتها
مسك كتفها واجلسها على الكرسي وهي مازالت غاضبة سألته ' اين هي الآن
هز رأسه ثم قال ' اسمعيني يامور .. انا ارجوكي الآن ولست انت !
صمتت وقلبها ينبض بألم خوفا مما سيقول...
اكمل والحزن قد ارتسم رسما على ملامحه ' امنحيني فرصة فقط واحدة ، اسبوعين سأفعل مابوسعي من أجلها
وبعدها سيكون الخيار بيدها . صدقيني انا اعشقها وليس بستطاعتي تركها بسهولة
قالت بشك ' لم افهم كنان هلا وضحت لي
اغمضن عينيه ثم اعاد بتصميم ' ستكون اسبوعين تحت عيني لن أؤذيها فقط اسبوعين ، وعند انتهاء الاسبوعين سأعترف لها بمشاعري واذا وافقت هي على ان تكون معي ستظل بجانبي ... اما اذا اختارت البعد والذهاب فبأمكانك اخذها والذهاب.
زفرت ... ثم قالت بعد تفكير ' اذا قلت نعم يا كنان فهذا بسبب تقديري للسنوات اللتي قضيتها معك ليس الا
واذا اختارتك ابنتي .. فلن اقف في وجهها معارضة
لانك تعرف قدرك عندي ولو اني الآن اشعر بالحقد ناحيتك واود لو ابرحك ضربا ولكن لا بأس انها فرصة لن امنحك اياها مجددا .... قالت هذا رغم صدقها وصدق مشاعرها الى انه يوجد يقين في داخلها انه ابنتها سترفض كنان في النهاية ولن تقبل به ابدا فلذالك لن يأتي الرفض منها على الاقل .. احتراما له ولو انه لا يستحق خصوصا بعد اللذي فعله ولكن رفض ابنتها سيجعلها مرتاحة لانها غير مناسبة لكنان ... او هي كانت تتوقع هذا
ابتسم حتى توسعت ابتسامته .. اقترب من يامور واحتضنها بشكر وصدق لدرجة انه ارسل اليها شعور ايجابي قد كانت بحاجة اليه ابتعدت عنه ببطئ ثم اعادت سؤالها وهي تجول بعينيها " اين هي اسيل ؟
امسك يدها مجددا قائلا بشيء يشبهه الرجاء 'لا تشعريها بشيء ... اومأت له ، وجدته يقترب من الشرفة ويفتحها
رفعت حاجبيها !! وهي تقول بداخلها ( منذ الآن يخبئها عني ماذا اذا قبلت ابنتي به اتمنى الا يحدث هذا )
خرجت أسيل اللتي كانت خائفة بشعر مبعثر قد افسدت تسريحتها عندما كانت تحت الطاولة ، لقد كانت بريئه مخطوف لونها على الرغم من سوء الموقف الى انه وجدها جميلة ورقيقة كطفلة تبحث عن الأمان . لقد احبها بكل جوارحهه
نظر اليها بعطف .. ولكنها لم تنتبه فقد كان كل اهتمامها موجها الى امها اقتربت منها واحتضنتها بقوة قبلتها يامور من وجنتيها ورقبتها بحنان الام ' حبيبتي لما انتي حمراء هكذا هل كنتي تبكين ؟
اومأت بدلال وهي تعيد رأسها الى حضن امها
لم يكن مشهدا عاديا لأم وابنتها بالنسبة اليه ! شعوره بالغضب اصبح يمزق داخله لقد اعتاد على ان يظهر غضبه واستياءه من اي موقف يحدث ولكنه مجبر الآن على ان يصمت ...على الاقل ليضمنها وبالتالي سيتغير كل شيء
ستكون أسيل في حضنه ولا تحتاج سوا دفئه ، لا يستطيع ان يقنع عقله انها امها وانه هذا يحدث بين كل ام وطفلتها او طفلها كأمر طبيعي .... صعبٌ عليه
.....

وكانت هذه البداية ..
لكل شيء في الحياة بداية
وستكون هذه بداية العلاقة
بين الرجل الصارم كنان كاساغلي والطفلة اسيل افجين

يتبع ،

دائما اعود اليكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن