.
(لا اريد)جاء ميعاد النوم واخيرا كان الجميع قد استمتع بهذه الليلة ولكن العجيب في الامر هو اختفاء اينور المفاجئ
لم تسأل السيدة فريدة ولم تتصل بها كانت منشغله بالحديث مع يامور ، اما بنسبة ل اسيل فكان الجميع يلاطفها بالاخص عمر اللذي صار يمط وجنتيها المحمرة بشدة ويضحك على تعابير وجهها العفوية ، لقد احبها الجميع فهي بطبيعة لطيفة ولديها قبول عند الناس منذ ان كانت طفلة ... واخيرا استأذنت يامور للذهاب
ولكن اصرار السيدة فريدة كان قد استوقفها للمبيت في قصرهم هذه الليلة حتى اخبرتها يامور ' انا سأعود للعمل هذا الاسبوع في القصر وذالك بأمر السيد كنان
فتكلمت السيدة فريدة بنبرة فرحة 'حقا ، خير مافعلتي ، ولكن لطفا ابقي الليلة هنا .. ما المشكلة في بقائك
حتى التفتت لأسيل ابنتها الصامتة كانت منشغلة تماما بهاتفها لم تنتبه لكلام امها الاخير ولم تسمع بشأن بقائها في القصر هي وامها للابد . حتى نبهتها السيدة فريدة 'اسيل امك ترغب في الذهاب اليوم وغدا اجازة .. مارأيك انتي؟؟ ... انا اود لو تبقين معها الليلة
نظرت الى امها بشيء من التردد وهي تفكر من انها لا تود البقاء هنا اكثر فعندما عرفت بشأن مكوث السيد كنان في نفس القصر لم تحبذ فكرة المبيت مجددا ولكنها قالت بمجاملة 'امي فلنبقى من اجل السيدة فريدة
فهزت رأسها بنعم وهي تحتظن رأس ابنتها ' من اجلك انت و السيدة لنبقى الليلة !
فابتسمت بحب وهي تقبل يد امها على نظرات السيدة فريدة اللتي احبت هذا المشهد........
ادخلتها لغرفة من غرف الضيوف كانت متوسطة الحجم وراقية ومرفاقتها كبيرة كالحمام والشرفة ...
مناسبة جدا لها ولابنتها ابتسمت وعينيها تتجول على كل شيء بتركيز تحاول ان لاتتذكر الذكريات القديمة اللتي الممكن ان تحزنها وتؤثر على نفسية ابنتها الصغيرة ....لن تنسى زوجها بالتاكيد ولكن لتنسى فكرة فقدانه وذكريات ذهابها من هذا القصر وهي في لحظة انكسار وفي بطنها تحمل طفلة ! لقد كانت متدمرة تماما لكونها تعرف بحملها واكثر ما آلمها هو انه ابنتها ستكون يتيمة بلا اب يرعاها . جلست بجانب امها على الاريكة وهي تنبهها وتسحب خصلات شعرها ويامور صافنة تماما ومعتادة على تصرفات ابنتها الطفولية التصقت بأمها بدلال وصارت تكلمها بصوت ناااعم 'امي ماذا حصل لك .. تصمتين بشكل مفاجئ
حمله يدي امها وصارت تمررها على وجنتيها فقالت الام بحنو وهي تلتف لابنتها ببطء 'وكأني المس الحرير .. ماذا تريدين ان تعرفي ي بنتي اسأليني لِأُشبع فضولك فأنا لم لاخبرك بشيء من قبل لانك طفلة
ميلت رأسها بتساؤل ' هل لاني طفلة فقط؟
تنهدت وهي تجيبها بصراحة مطلقة'لم يكن هذا فحسب ، لو تحدثت معك مسقبا لن اكون بخير كان كل تفكيري هو تجاهل الماضي حتى انساه تماما ، انتي لاتعرفين ي بنتي (اغرورقت عينيها ) لاتعرفين ماذا كان يعني لي والدك هو كان كل ماالك عملت هنا لسنوات طويلة بلا ام بلا اب لاانكر محبة الجميع هنا وثقتهم بي واعتباري فردا من العائلة الا انني اظل خادمة وغريبة بينهم وكان هو حارس بسيط كنت اراه كليوم حتى احبني وبادلته الحب لقد كان امينا وطيبا ونفسه عزيزه وشديد الكرم
ابتلعت ريقها وهي تسحب نفسا طويلا لا ترغب في البكاء حتى لاتؤذي امها ' وماذا عن السيد كنان
ابتسمت ابتسامة عريضه وهي تنظر الى ابنتها بشك 'لماذا تسألين
فأغمضت اسيل عينها بقلق ثم قالت وهي تدعي عدم الاكتراث ' فقط فضول بأمكانك الاجابة اولا
فأومأت لها ثم قالت 'لقد كان صديقي المقرب كنت اشكي له كلشيء وهو يشكي لي سوء امه كنت انقذه منها دائما دون ان تدري فلو كانت تدري بما افعله من اجل السيد لكانت طردتني على الفور وفي الاخير هي من طردتني بالفعل فلم يكن السبب الوحيد هو موت والدك حتى اولادها لايعرفون بأمر طردها لي.. (ابتسمت) هل تعلمين كنان ناداني بأمي في احد المرات ولكنها سمعته فاشتكت ومنعته من ذالك.
قطبت حاجبيها واردفت ببراءة ' لم افهم هل هناك ام سيئة لهذه الدرجة ؟ .. اقصد ماللذي كانت تفعله مثلا
ابتسمت لها وهي تمسح على رأسها ' لقد كانت تحاول ان تضربه وتستهين بقدراته هو لم يسمح لها ولكنه تأثر بهذا طبعا فهي في الاخير والدته.. بينما كنت انا اشجعه وادرسه على الرغم من انه فارق العمر بيني وبينه ليس كبيرا فانا اليوم في عمر ال٤٠ وهو اعتقد من انه في ال٣٠ من عمره يعني بيني وبينه عشر سنين فقط ولكن العلاقة بيننا كانت عميقة و اعمق مماتتخيلين . حتى انه احب والدك كثيرا بسببي وصار يطلب من ابوه مضاعفة مرتب والدك الشهري من اجلي فقط
فقالت بتفاجئ 'اوه .. ولكنه يبدو متكبرا الان هل كان مختلفا !؟
هزت رأسها بنفي واردفت بضحكة 'هو كذالك بالفعل حتى في الماضي ولكنه طيبا ويتأثر داخلياوكل ماترينه قشور خارجية .. لم يكن ضعيفا ولم اره يبكي قط
هو ايضا معطاء ويده مفتوحه وصادق ولم ارى شخص بوفائه في حياتي كلها
عقدت حاجبيها وهي تمط شفتيها بعدم تصديق' وكأنك تتكلمين عن رجل في غاية المثالية انه مخيف
اومأت بتأكيد' هو مثالي ، انا لاانكر من كونه صعب المرآس ومسيطر ويبدو قاسيا الى انه الشخص الأمثل في نظري فأنا احب الصديق اللذي يكون كالسند القوي لصديقه بالضبط ك كنان كاساغلي . فلو كنت سالتقي بشخص آخر قضيت معه اجمل ايام عمري بعد كل هذه السنوات الطويلة ماكان ليتذكرني اصلا .. الى انه رحب بي وفتح لي قصره مجددا ولم يسألني عن تركي له وذهابي .. فهل يوجد شخص مثل كنان في هذا الزمن ؟
تنهدت وهي تنظر الى والدتها لم تجد اي اجابة على كلامها .. حتى سمعوا طرقات الباب كانت طرقات خفيفة
رفعت شعرها المبعثر للاعلى ثم توجهت لتفتح الباب في هدوء وصوت طفولي 'من اللذي يطرق الباب !
اتاها صوت تعب 'انا هي ماريا انستي هل انتي نائمة
فتحت الباب وهي تنظر لها بعين مفتوحة ومتفاجئة 'ماريا ماذا تريدين في هذا الوقت؟
فتكلمت العاملة بتثاؤب ' بناءا على اوامر السيد كنان لم انم للآن فهو اخبرني في حال ذهاب الجميع وانتهاء الجلسة ان اناديك للذهاب الى مكتبته على الفور ..
بهت لونها وارتعشت لمجرد سماعها لذالك 'هل انتي متأكدة ؟!
حتى اومأت لها بتأكيد وذهبت ' تصبحين على خير
لم ترد عليها من هول الصدمة لماذا يناديها لتأتي اليه
حتى هزت رأسها برفض وتفكير 'هل لوحدي ؟
دخلت لوالدتها وهي تغلق الباب ' امي لقد ناداني السيد كنان لااريد الذهاب انا اخاف منه
فضحكت يامور على ابنتها 'لن يأكلك صدقيني . سأخاف عليك لو لم اكن يامور ولكنك ابنة يامور فلن يفعل لك شيئا يؤذيك .. اذهبي وانتي مرتاحة
جلست على سرير امها بعناد ' لا اريد امي لا اريد .. انا اخاف منه بشدة
تنهدت لعنادها بنفاذ صبر حتى اقتربت منها 'اسمعيني اذهبي اليه وانا ساقف بالخارج .. اذا لم تذهبي سيغضب مني ومنك ايضا ولااعرف ماللذي سيحدث حينئذٍ
رمقت والدتها بنظرة سريعة وخائفة ' حسنا ساذهب ولكنك ستكونين معي في الخارج حتى ننتهي .
أنت تقرأ
دائما اعود اليك
Romanceتركيبته المتصلبة لاتقبل التغيير ولاتحبذ الاشياء المتجددة خُلق ليكون هو نفسه (( كِنان كاساغلي )). وكل شيء ينسبه الى نفسه يبقيه لنفسه للابد . كانت ساذجة لا تفهم لاتعي حقيقة ما وراء السِتار لاتعرف ماذا يكن لها من شعور عظيم فمفهومها للحب بدا سطحيا جدا ا...