قبل كل شي صلوا على النبى
نسالكم الدعاء بالرحمة********
الفصل الأول" الساعة التاسعة صباحا "
الحياة صعبة بمفرداتها ومعاجمها وقواميسها . نعيش فيها بأعجوبة ، ونتعامل معها بهدوء ، أو بمعنى أصح نتحداها
وأنا اعتدت التحدى ، وعشت فيه .أنا منكم وأنتم منى . بشبه بعضكم فى الملامح والتفاصيل . يمكن حكايتى فيها من حكايتك . يمكن تجربتى مرت عليك . وحزنى عشت فى من قبلى . أكيد تشبهنى لو أختلفنا فى الملامح سنتفق فى التفاصيل والحكاية ." تصف سيارة فانتوم سيريتنى ( أمام أكبر صرح تجارى فى الوطن العربي" مجموعة شركات السيوفى للتصاميم الهندسية والإنشاءات المعمارية") وورائها سيارة اخرى تصف ايضا امام الشركة ... محملة بالحرس الشخصين
ينزل شاب فى عجالة من أمره . يجلس بجوار السائق " ضخم الجسم والهيئة مرتدى نظارة سوادء ، واضع خلف أذنه سماعة " يتتبع بها خطوات الطريق ، عن طريق السيارة الاخرى المحملة بالحرس الشخصين ... يفتح الباب الخلفى للسيارة... تنزل منه فتاة فى مقتبل الشباب ونضرته " مرتدية بدلة سوداء أنيقة وتعتلى حذاء فخم باللون الأحمر ، تعقد خصلات شعرها الذهبي المخلوط بالأسود للخلف ، و تكمل إطلالتها بنظارة شمسية سوداء كبيرة الحجم ؛ تخفى ملامح وجهها الرقيق "
تدلف داخل الصرح الضخم بقوة وثبات وتعالى ، وورائها حراسها الشخصين ... يقبل عليها أمن الشركة ، ويستقبلها بحفاوة وترحاب ، وردها المعتاد عليه . تهز رأسها بتعالى ، ولا تلتفت له ... ينحى جميع موظفى الشركة بالصمت التام لها ؛ فهم يخشون صوتها العالى وعدم إحترامها للغير والتقليل من شان الآخرين ، فهى لا يعنى لها الصلات الاجتماعية ولا الفوارق العمرية كل ما يهمها " العمل " عند دخولها تدب حالة نشاط تامة فى الشركة ، وأصوات التهريج والتقصير فى العمل تصمت تماما ... فهى عن الجبروت والقوة تتحدث ... تدلف داخل مصعد الشركة بدون حارسها الشخصي . فهو ظلها بالخارج . لكن هنا هى حماية نفسها ... يأخذ جميع موظفى الشركة أنفسهم . التى قبضت عند دخولها ... ويبدأوا بالغمز واللمز عليها وعلى الملابس التى ترتديها (التى تشبه ملابس الرجال إلى حدا كبير)
تصل الطابق الثالث ( الذى يضم عشرين مكتب لمهندسى التصاميم المعمارية تترواح أعمارهم ما بين الثلاثين والخمسين . الفارق بينهم الخبرة لا أكثر ) يفتح باب المصعد تدلف منه ... تنعطف يسارا متابعة طريقها بنفس الملامح ' القوة والثبات والنظرات الثابتة فى اتجاه مكتبها لاتحيد يمينا أو يسارا .
انعطفت يمينا ... عندما رأتها أمامها ... هبت واقفة من على مقعد مكتبها . والقت عليها تحية الصباح المعتادة ، وكالعادة لا يوجد منها جواب (سوسن الدسوقى السكرتيرة الشخصية لرئيس مجلس الادارة تبلغ من العمر الثلاثين "عزباء تتميز بالجمال البسيط وتزيده بمساحيق التجميل . ملابسها لا تشبه المكان الذي تعمل فيه فهى تبرز أكثر ما تخفى )
دلفت الى مكتبها الواسع الأنيق الذي يتميز بالرقى والفخامة . توجد أريكتين كبيرتين باللون الأسود ، يفصل بينهما منضدة صغيرة عليها باقة من الزهور الأنيقة والجدران مطلية بالأبيض )
خلعت نظارتها الشمسية ، لفت نظرها باقة من الورود البيضاء موضوعة على مكتبها ، خلعت حقيبتها السوداء من على كتفها ووضعتها على المكتب . ثم جلست على معقد مكتب رئيس مجلس الادارة
(فريدة حسين السيوفى ... تبلغ من العمر السادسة والعشرين " تتميز بالجمال الهادئ والملامح الطفولية صاحبة العيون العسلية وخصلات الشعر الذهبى . خريجة أعرق جامعة فى لوس انجلوس" إدراة أعمال" عن العند تتحدث عن التحدي تتحدث عن الكبرياء الغرور القوة الجبروت ...الخ
سيدة أعمال من الدرجة الأولى . رقم صعب لا يستهان به فى السوق المصري . كارهة للرجل حد الجنون فتعتبره نكرة مستحيل وضعه فى جملة مفيدة لا أكثر ) .
" سحبت الكارت الموضوع فى باقة الورود . وفتحته بضيق . وقراته بفضول .
- قائلة بسخرية عالية . أنتِ الجمال الذى تحدث عن نفسه .
أنتِ الأمان الذي أبحث عنه .
أنتِ الروح التى تسكننى .
أنتِ الهواء الذى أتنفسه .
ثم تابعت باستهزاء اكثر . أنتى الحرية التى أبحث عنها انتِ ... الخ .
وبعد ان انتهت من سخريتها واستهزائها . مزقت الكارت بعصبية وجعلته قطع متفرقة ، والقت به فى السلة التى تحت أقدامها بمنتهى البرود . ثم ضغطت على زر المكتب بعصبية .
_ قائلة بأمر . سوسن . حالا تكونى عندى .
