قبل كل شيء صلوا على النبي
نسالكم الدعاء بالرحمة
الفصل الثالث والثلاثون****
رفع راسه. ونظر اليها
- قائلا باستغراب . ماما . قالها وهب من مكانه على الفور . ثم تابع باستفهام .
- قائلا . ايه اللي جابك؟اجابته بحنان
- قائلة بصدق . قلقت عليك .- اطمنى انا كويسة .
نظرت اليهما . كانت تنظر لها بحقد وكره ، اما هو كان الحزن مسيطر عليه بعمق شديد . فالذى تعيشه ابنته الان ليس هينيا . قالت بصدق وقلب طيب له متجاهلة تلك الحقودة .
- الف سلامة يا استاذ خالد .رد عليها باسى
- قائلا بحزن . الله يسلمك يا مدام رجاءلم يدم التجاهل لها كثيرا . فهى مهما كان ام . فقررت ان تطرح سؤالها لتطمان على ابنتها
- قائلة باستفهام . هى ندى عاملة ايه دلوقتى يا حورية ؟رمقتها نظرة كره . ولم ترد عليها . تمالكت وقاحتها المعتادة. ونظرت الى وجه ابنها البائس ؛ لتعرف منه الاجابة . اخرج تنهيدة حزن حارة . وكاد ان يجيبها ...
خرجت الممرضة من غرفتها بعد تبديل محلولها .
هبوا من اماكنهم سريعا . ركضين اليها
- حورية بلهفة . بنتى عاملة ايه دلوقتى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟اجابتها الممرضة
- قائلة بحزن مصطنع . مع الاسف يا جماعة الحالة زى ما هى .نظرت الى زوجها ؛ ليكذب تلك الخرفات ويخبرها ان ابنتها بخير . لكن نظراته ارسلت لها ما لم يستطيع قلبها ان يتحمله . هنا صرخت باعلى صوت لديها
- قائلة ببكاء . يعنى ايه بنتى راحت خلاص.نظر الى امه
- قائلا بعدم تصديق . اكيد يا ماما الكلام دى كله كدب .قالت وهى تمسك يده . لتقوى
- قائلة بايمان . قول يارب .نظر الى السقف بدموع
- قائلا بالم . يارب يارب يارب يارب يارب يارب يارب يارب يارب يارب يارب يارب يارب يارب يارب يارب يارب يارب يارب. قالها بتكرار شديد ثم ارتمى فى حضنها يبكى وكأنه طفل رضيع توفيت امه توا ناسيا تماما بانه رجل . فالعشق لا يفرق بين رجل وامراة فى الدموع والاسى .
تبادله الدموع والالم . وتطلب من الملك ان يستجيب دعائها . ويرضى ابنها الذى ظلمته . والجميع اصبح عليه . اما ندى هى الوحيدة التي وقفت بجواره . دون ان تطالب فى حقها فى ذلك ... يموت ويموت والانفاس تنقطع كلما تخيل ان ندى ستطر كلمات النهاية بينهما ... ويكون التراب احن عليها من البشر ... لا يريد ذلك فهو يرفصه بشدة... يدعو ويدعو ويدعو ويدعو ويدعو ويدعو ويدعو ويدعو ويدعو ويدعو ويدعو ... للواحد القهار الذى لا يغفل ولا ينام ...*****
فى تلك اللحظة
" خرجت من المرحاض ... بعد ان رمت جميع ذنوبها
" معاشرتها مع فارس اكبر ذنب اقترفته فى حياتها "
بين قطرات المياه العنيفة ... واستعدت الى ما ستقوله له ... وتخبره بكل الكلمات التى نزلت من على السطور ... وتعيد كتابتها من اول وجديد ... ربما تستطيع تلك المرة ... ان توازن بين القلب والعقل فى تلك المعادلة الصعبة ... وترجع الكلمات الى مكانها الطبيعى ... بعيدا عن ذلك القلم المتجرء ... الذى دمر ما حفظته واحسنت فى كتابته ... رائها امامه ... شامخة واثقة عنيفة قوية ... جميع ذرات الخوف والضعف رمتها فى المرحاض ... التى تقف امامه الان ... هى فريدة السيوفى بشحمها ولحمها ... اخذت حقيبتها من على الطاولة وعلقتها فى كتفها ... ثم اقتربت منه ، ووقفت امامه مباشرة ... ونظرت فى عينيه بقوة
- قائلة بصلابة . اللى حصل امبارح تنساى خالص .